في مقالي السابق ( ما لم يقم به أهلك تجاهك ) تناولت عدة أمثلة عن أشياء من الممكن أن يكون أهلك قد قصروا بها تجاهك عن دون قصد بالطبع

لكن لفت نظري أحد التعليقات و التي فتحت لي طريقا لاكتب مقالة أناقش فيها أمرا مهما

" كيف جعلك أهلك تحكم على الأمور "

لعل أبرز المشاكل التي تحصل بين الأهل و الابناء عند بلوغهم سن المراهقة و سن الشباب هي اختلاف وجهات النظر

تكونت لديهم وجهات نظر و أحكام على كل شيء في الحياة و غالبا تكون هذه الأحكام مختلفة عن أحكام الأهل

قد يكون حكم الشاب أصح و قد يكون حكم الأهل أصح و قد يكون كلاهما صحيح أو كلاهما خاطئ

بصراحة الموضوع ليس سهلا أبدا .. و دائما ما ترى مشاكل كبيرة بين الابن/ة و الأهل

سببها هذا الموضوع

و قد تصل بينهم للانعزال بالسكن أحيانا

لكن لماذا ننتظر المشكلة حتى تقع ثم نتكلم عليها ..؟!!

لماذا لا نقوم منذ البداية بمنع خدوث المشكلة

المشكلة هي أن الأهل يقومون بتلقين الأحكام و تفهيمها للأبناء من وجهة نظرهم

لا تقم بالعادة هذه لأنها خاطئة .. قم بهذا الأمر لأنه صحيح

من قال أنه صحيح ؟!! برأي الأهل فقط صحيح لكن هل رأيهم منزه ؟ هل خبرتهم في الحياة تجعل من حقهم فرض كل الأمور على الأبناء ؟

بالمقابل من الممكن أن يعرض الأهل المشكلة على الابن بطريقة حوارية

يا بني .. هذه العادة إن فعلتها فستكون النتيجة هكذا

و إن لم تفعلها فستكون كذلك

و نحن يا بني نقوم بفعلها لهذا السبب و الخيار لك ..

بهذه الطريقة أنت جعلت ابنك يتحمل مسؤولية قراره .. صدقا سيأتي لأهله و يستشيرهم لأنه يعرف انه هو صاحب القرار و أهله مجرد ناصحين و ليسوا أناسا يهمهم فرض رأيهم و تربية أولادهم على هواهم

سأختم بقصة صغيرة سمعتها عن أحد الأقرباء

في أول شبابه بدأ ابنه بالتدخين .. و انتبه الأب لهذا الموضوع .. لم يقم كباقي الأهل بالتوبيخ و التعنيف و الحرمان من المصروف

على العكس اشترى له ( الدخان ) و قدمه إليه و بدأ يحاوره لعدة أيام ... عن التدخين و سلبياته و إيجابياته و كان يسمح له بالتدخين أمامه

لم يمض أسبوعان إلا و قد ترك الابن التدخين و هو الآن في السادسة و العشرين و لا يدخن أي نوع من الدخان ..

الأب لم يفعل شيئا .. سوى أنه نصح و ترك الحكم لابنه .. لم يفرض عليه حكمه و رأيه مع أن الموضوع لا يحتمل وجهات نظر أبدا ... فما بالكم بالأمور التي تحتمل أكثر من رأي

ما رأيكم ؟