مرّت ليالي مُطمئنة جداً لم تُشعِرني بالرغبة في الثرثرةِ و اللجوءِ إلى وَرقي وزخرفةِ أسطرها بأحرفٍ مُبعثرة لن يشعرَ بها أحداً سواي، مرّ الكثير من الوقت إلى تلك اللحظة التي اختارني بها الحزن و طرقَ بابي، فعدْتُ مُجبرةً مُثقلةً بجرعٍ سامّة كادت تخنُقُني، فلَا خياراً آخرَ لي سوى الرّجوع، و أنزعَ كلَّ ما في قلبي هنا، و أُرمّم نفسي بنفسي كما كنتُ أفعل طَوال الوقت.

أعتقُد أنّه لا يوجد إنسانٌ ضعيف، إنّما فاشلٌ يتدعي القوّة فيستسلم و يخضع و ينهزم أمامَ نَفسه، و هنا الكارثة ! كارثةُ شخصٍ أعمى لم يُدرك أنّ السعادةُ إختياراً و ليس خَياراً، فيعيشُ حياتهِ يُراقبُ زهزَقةَ الآخرين و هوَ غارقٌ في جحيمِه، فلَا يداً تشدّ بيده، ولا حُضناً يحتويهِ.

فالطمأنيةُ أقصى مراتبَ السعادةِ، و الرضا نِعمةً إن فرّطنا بها فرّطت بنا الأيام.