هل سبق وان فقدت الثقه بنفسك؟ وكيف فقدتها؟ واذا استعدتها كيف استعدتها؟
هل سبق وان فقدت الثقه بنفسك؟
أهلًا مينا!
هناك أمر غريب في رحلة البحث عن الحقيقة، فهي تنزع التبجح بالثقة منك كشرط أساسي للمتابعة. كلما بحثت أكثر، كلما وجدت أكثر، كلما تزعزعت مسلماتك أكثر، وكلما إضطررت للبحث أكثر وهلم جرًا. أعتقد أن الثقة هي كل ما ينقصني، لقد تعبت حقًا.
لم أستعِدها وأشك في إستعادتها، أخبرينا عنك، تخلت عنك؟ هل إستعدتِها؟
فقدت الثقة بنفسي من قبل عدة مرات وما زلت أفقد ثقتي بنفسي أحيانًا خلال بعض الأمور
فقدان الثقة ينبع من عدم قدرتي على مجاراة الواقع الذي يدور من حولي، أشعر حينها بأني لا يمكنني إكمال الطريق، فأفقد الثقة.
ولكن دائمًا ما اعود مرة أخرى، وتعود ثقتي بنفسي.. وذلك حينما أنجز شيئًا ولو بسيطًا، أو أقدم عملًا جيدًا، أو أتسبب في السعادة لأحدهم.
لقد استشعرتُ ما تصفه تمامًا يا مينا عندما قررت لفترة الابتعاد عن الكتابة، حيث أنني راهنت على أنني لست في حاجة إليها خلال تلك الفترة التي اتخذت فيها القرار، والذي لم يتعد الأيام. وعليه، فقد قمت بالعديد من التعديلات في نشاطي اليومي، والتي كان من ضمنها الابتعاد عن الكتابة.
بالرغم من أن الأمر لم يتعد الأيام الثلاثة، فإنني شعرتُ بأنني قد فقدتُ طريقي، ومنذ ذلك الحين أدركتُ أن الإنسان يشعر بالضياع عندما يبتعد عن شغفه.
بالتأكيد حدث أن فقدت الثقة بنفسي، ولا أظن أن الأمر قاصراً على أشخاص بعينهم دون أخرين، خاصةً في ظل التحديات الصعبة التي تواجهها معظم دول العالم، وما حدث في الدول العربية من ثورات وتغيرات جذرية كانت لها تبعاتها الإيجابية والسلبية على حدٍ سواء، فما يدور حولنا يؤثر فينا نفسياً.
ولكن مع كل مرة كنت أضل طريقي وأفشل في الوصول لهدفي، وأفقد ثقتي في قدرتي على الوصول لما أريد، أظل فترة غير مبالية بشئ، لأجد أن هذه الفترة تؤلمني أكثر من محاولات إثبات أني على حق، وأن أهدافي تستحق السعي والتضحية أيضاً، الثقة بالنفس مرتبطة بتحقيق الذات، ببلوغ الهدف المنشود، فإن لم تستسلم للفشل وحاولت مراراً وتكراراً، فسوف تستعيد ثقتك بنفسك بمجرد شعورك أنك شخص تستطيع تخطي العقبات وتحقيق النجاح بمفردك.
الجميع يمر بفترات يفقد فيها ثقته بنفسه أو على الأقل تهتز ثقته فيما يفعله.
الثقة في النفس تُستمد من النجاحات والحصول على التقدير والاعتراف، ولسوء الحظ فإنّنا لا نحصل على هذا في جميع فتراتنا، لأننا نمر بفترات نفشل فيها في تحقيق ما نريد أو ربما يكون ما نحققه غير كافي بالنسبة لنا.
في رأيي تفهم أنّ الفترات السيئة هي فترات ضرورية في حياة كل إنسان والعمل على النهوض مجددا بدل الاستسلام والخضوع للفشل سيكون جيدا لاستعادة النجاح والثقة في النفس والسعادة أيضا.
اعتقد أن الثقة في النفس أمر نفتقده في بعض الأحيان قد نشعر بأننا نخيب الآمال فينا، وهذا حتمًا سيؤثر على نفسيتنا و لكن السؤال الذي يطرح نفسه من أين نستمد الثقة؟ حتمَا تحقيق الإنجازات والحصول على مكافأت والدعم والتعزيز الإيجابي من قِبل الأهل والأصدقاء قد يكون لهم دور كبير في الثقة في أنفسنا.
هناك عدة أمور يجب أن نفعلها حتى لا نشعر بأننا فقدنا الثقة في أنفسنا ذات مرة وأنها أصبحت منعدمة، من ضمنها؛
- حب الذات وهي أهم شيء في شعورنا بالثقة.
- الإنخراط في علاقات اجتماعية والتواصل مع الآخرين، أقصد هنا من يحملون أفكار ايجابية هم من المفترض أن يتم التواصل معهم.
- الاهتمام بسلامة المظهر، ربما هذا عامل مه في تكوين الثقة في أنفسنا.
- تعلم مهارة ما، ربما سنشعر من خلال تعلمها قد نشعر بالثقة في أنفسنا.
- الإبتعاد عن الأفكار السلبية.
أختلف مع النقطة الأولى و الثانية و الخامسة. لا وجود لشيء إسمه أفكار سلبية أو إيجابية في العلم بل هي صنيعة نصابين جهلة. الأفكار إما تكون صحيحة أم خاطئة. مفيدة أم لا حسب نتيجتها، أما المكون الإيجابي للإنفعال هي اللذة و الطاقة أو الدافع المرافق له.
ما نريد فعله حقا هو التقليل من الوعي بالذات الزائد، الوداعة الزائدة، زيادة الإنبساط.
كيف لا يوجد أفكار سلبية؟! ألا تجد من حولك أو من أصدقاء يثبطون من عزيمتك، يحاولون إيهامك بأن لست قادر على فعل شيء، فتجدهم يلعبون بعقلك الباطن وبالتالي تتزعزع الثقة في نفسك!
نعم لا توجد أفكار سلبية.
الموضوع متداخل الأبعاد و أعقد مما تعتقدين بكثير جدا.
لو كان الجميع يعاملك بطريقة مثالية و كأنك ملكة و يدعمونك بكل شكل ممكن، لكنهم يشككون في طموحاتك، فهل هذا سيزعزع ثقتك؟
مجرد سيناريو إفتراضي ليس إلا.
الموضوع معقد يا هدى.
البشر يكونون أكثر عقلانية في الحكم عندما يكونون في مزاج محايد غير سلبي أو إيجابي.
الشخص شديد الإنبساط أو الذي يعاني من الهوس أو الذي يتعاطى الكوكايين أو أي شخص يمر بمشاعر إيجابية قوية يكون متفائلا بشكل غير واقعي، و يكون تقديره لذاته و قدراته فوق المعقول. هل تعلمين أن المتشرد الذي يسيل لعابه بسبب جرعة هيروين يعتقد أن الآخرين يرونه كشخصية مشهورة ذات كاريزما؟
المزاج الإيجابي يشوه الإدراك و يجعلنا نفسر الأحداث دائما بأنها جيدة و نصدق الأخبار المفرحة، نتوقع فقط الأحداث الإيجابية، نرى أننا أشخاص ذو قيمة عالية و أننا قادرون على تحقيق كل شيء. لذلك الأشخاص الذي يكونون منبسطين أكثر من المتوسط مثل الممثل جيم كاري، يعانون من مشاكل بسبب إرتكابهم لقرارات غبية فيدمنون القمار و يقومون بإستثمارات فاشلة و غيرها من المخاطرات.
إذا الأفكار التي ترافق الإنفعال الإيجابي ليس فيها أية قيمة بل تكون ضارة أحيانا، الدافع (الطاقة) و اللذة هما ما نريده.
على الأرجح ستقولين: كيف لشخص أن يكون في مزاج إيجابي و "أفكاره سلبية"؟
في إحدى المرات كنت تحت تأثير عقار الديازيبام (دواء يكبح الخوف و القلق) عند حافة جسر عالي لدرجة أن المرور عبره يسبب لك الدوار، و أرى للأسفل.
كنت لحظتها أعرف بشكل عقلاني أنني يمكن أن أسقط و أموت لكن الشعور لم يكن موجودا: نسيت معنى المعاناة و لم تكن أي فكرة تثير في أي إنفعال سلبي، حتى الخوف من المرتفعات توقف و تسائلت كثيرا: لماذا نشعر بالخوف من تعطل وظائف أعضائنا بفعل إرتطام أجسادنا؟ كنت أرى العالم بموضوعية لن يفهمها أي أحد إلا إذا جربها. السيكوباتي يرى العالم بشكل مماثل. كل ما يثير القلق بالنسبة لك كدخول السجن أو الموت أو إندلاع حرب عالمية أو غيرها لا يعني أي شيء بالنسبة له لأنه غير قادر على الشعور بالإنفعالات السلبية مهما حدث له، يرتاح بشكل تام لأي خبر مهما كان، بل حتى شعور الإشمئزاز لديه تقريبا غير موجود لدرجة أنه يرتاح للتواجد قرب جثة بل يراها كما ترين أنت ثلاجة مثلا. أي لا وجود لفكرة "سلبية" بلا إنفعال سلبي.
لذلك يجب تشجيع الآخرين على القيام بما يجعل مزاجهم إيجابيا كالرياضة أما الأفكار "الإيجابية" و الثقة بالنفس ستأتي حتميا مع ذلك المزاج.
التعليقات