أهمال من الاهل، هل ينتج اعتماد المرء على نفسهِ؟

بالنسبة لتجربتي مع الأمر نفسه فقد مررت فيه ولكن بشكل مختلف. فأهلي بالفعل قد تنازلوا عن العديد من المهام وذلك بهدف تعزيز اعتمادي على نفسي وأنا جد متشكّرة لهذا الأمر خاصّة وأنّهم من النّوع الذي يهتم كثيرا ( حد المبالغة أحيانا). ولذلك فقد كان مفاجئا بالنسبة لي أن يوكلوني بالقيام بالكثير من المهام والمسؤوليّات بنفسي. ولكن وبالرغم من ذلك فموضوع الاهتمام لم يتأثّر أبدًا إذ أنّهم لا زالوا يبالغون بالاهتمام والسّؤال عن كافّة التفاصيل التي تعنيني. وطبعا فإنّ الاهتمام والاتكالية يختلفان بشكل جذري عن بعضهما البعض. فالاتكالية هي التنصّت من المسؤوليات وتوكيلها لأحد آخر وأمّا الاهتمام فهو التعبير عن الحب من خلال الالتفات للتفاصيل. الاهتمام أمر إيجابي وجميعنا نحتاجه والتعبير عنه هو بحد ذاته مسؤولية وأمّا الاتكاليّة فهي أمر سلبي إذ أنّها تعني عدم القدرة على الاعتماج على النّفس.

الاهمال قاتل حرفيا... لا يمكن ان يكون فيه اي نقاط ايجابية على مستوى تربوي عميق على العكس من المتوقع، يولد الاهمال عقد نفسية مهولة ، تتسبب مع الوقت في مشاكل نفسية وسلوكية وعاطفية جد سيئة ليس فقط على الاولاد ، بل على الاباء ايضا وطريقة تعاملهم وحميتهم على اولادهم، وسيتغير مفهوم الاب عن المسؤولية تجاه ابنه وعائلته، وتبرد تدريجيا وتصبح من حالة اهمال مؤقته بنية التربية الى حالة الاهمال الدائم الذي سيصبح هو الحالة الطبيعية والعادية لدرجة ان بعض الاباء يتعود على اهمال احتياجات ابنه النفسية والمادية للحد الذي يصبح فيه طلب الابن لابيه على ابسط حقوقه بمثابة تطاول عليه وقلة ادب، او تكليف مالا يسطيع ، الكثير من الاباء مثلا يبدأا تدريجيا في التخلي عن مهامه الاساسية تجاه ابنه مثل ان يكسيه مرتين او ثلاث في السنة وهو اقل من اقل ما يمكن، فينسحب ويهمل هذه الامور لكي يعود الابن على الاعتماد على نفسه في سن صغير لكن مع الوقت سيصبح طلب الابن مرة في العام ان يكسيه والده تصبح كانها تطاول عليه او طلب غير معقول مع ان هذا من واجباته.

من وجهة نظري، يبدو أن الاهتمام والدعم من الأهل لأبنائهم في جميع مراحل الحياة يلعب دورًا حاسمًا في بناء الثقة والعلاقة القوية بينهم. الأهل يجب أن يكونوا داعمين لأبنائهم لاستكشاف مختلف جوانب حياتهم وتطوير قدراتهم. توفير الدعم والإرشاد ليس فقط في الطفولة، ولكن أيضًا في مرحلة المراهقة والشباب، يساعد على بناء رؤى إيجابية للمستقبل وتعزيز الشعور بالثقة والتقدير.

من واجب الأهل أن يكونوا موجودين للاستماع وتقديم المشورة عندما يحتاج الأبناء إلى ذلك، وذلك يساعد في التغلب على التحديات والمصاعب. يمكن لعدم الاهتمام الكافي أن يؤدي إلى شعور بالوحدة والانفصال، وقد يؤثر ذلك سلبًا على النمو الشخصي والعاطفي.

من ناحية تجربتي مع أهلي كانو دائما يدعموني في جميع الأوقات حتى في مرحلة المراهقة و التي أراها من أصعب الأوقات في حياة الأبناء لأنها تحدد اتجاههم في الحياة، خبرة الوالدين في حياتهم يجب أن تنعكس على أبناءهم لإتباع ماكان جيد و تجنب ما كان سيء، اما ترك الأبناء يكررون نفس الأخطاء فلا أراه شيء يجب إتباعه.

لذلك أرى أن الدعم والاهتمام المستمرين من الأهل هما عوامل أساسية لبناء علاقة صحية ومستدامة بين الأهل والأبناء. و أن الوقوف مع الأبناء وتقديم الدعم والاهتمام هو خيار صحيح يساهم في نموهم وازدهارهم.

أهلك على حق، وتوقفي عن البحث عن الاهتمام، أهلك سيموتون يوما ما ويتركوكي فب عالم لن يرحمك، هما معهم حق بتعويدك على هذا حتى تكونين قوية في مواجهة أولئك المخادعين في الخارج