هل سبق لك وأن جلست في سيارة رٌكِنَت لساعات تحت الشمس فوجدتها تغلي من الحرارة؟ يحدث ذلك لأن أشعة الشمس تستطيع النفاذ إلى داخل السيارة من زجاج الشبابيك، فتسخن الهواء، لكن جزيئات الهواء تظلّ محبوسة في الداخل، فهي ليست قادرة على النفاذ من الزجاج، ولذلك تزدادُ الحرارة دون وجود طريقة لتصريفها. تسمى هذه الظاهرة خاصيّة البيت الزجاجي. يُمكنك التفكير بكوكب الأرض، لغرض هذا التوضيح فحسب، على أنه سيارة كبيرة جداً مركونة في ضوء الشمس بشكلٍ دائم.
أشعة الشمس تدخل غلاف الأرض الجوي ثم تظلّ محفوظة في داخله، لأن قوة الجاذبية الأرضية لا تسمحُ للهواء بالتطاير بعيداً. في العادة هذا الأمر يكون إيجابياً، فلولا هذه الخاصيَّة لكانت الأرض أبرد بكثيرٍ من أن تدعم نشأة الحياة.
لكن توجد عوامل أخرى تلعبُ دوراً في خاصيّة البيت الزجاجي، شيء نُسمّيه الغازات الدفيئة.
فبعد أن تصل أشعة الشمس إلى سطح الأرض، ينعكسُ قسم منها ليعود إلى الفضاء. فمثلاً الجليد يمتصّ حوالي 20% من ضوء الشمس ويعكس الباقي إلى السماء، وأما المحيط فيمتص حوالي 40-50% ويعكسُ الباقي. هذه الخاصية تسمحُ بتخفيف حرارة الأرض لأن كمية كبيرة من الضوء تعود إلى الفضاء الخارجي. لكن توجد بعض الغازات في الغلاف الجوي التي تستطيعُ تعطيل هذه العملية، وأهمها هو ثاني أكسيد الكربون. فثاني أكسيد الكربون يتسطيع أيضاً امتصاص أشعة الشمس، ولذا تصبح نسبة أقلّ بكثير منها قادرةً على الإفلات من جو الأرض والانعكاس إلى الفضاء. لهذا السبب يحدث الاحتباس الحراري، وترتفع حرارة المناخ.
هذا أساسُ ظاهرة التغير المناخي وأما آثارها فموجودة في تعليق عماد. أيضاً اسمَح لي بأن أنصحك - لو كنت مهتماً بهذه المسألة - بمشاهدة وثائقي Before the Flood الذي صدر منذ شهرين تقريباً، فهو من أفضل ما شاهدتُ بحياتي عن تغير المناخ. (يمكنك مشاهدته مُدبلجاً للعربية من ناشيونال جيوغرافيك هنا:
التعليقات