هل من الممكن أن يشرح أحد لي قدرة البشر على تصوير الثقب الأسود لأول مرة وما أهمية ذلك؟ لا أفهم حفاوة الإعلام بالأمر.
صوروا الثقب الأسود لأول مرة، ماذا يعني ذلك؟
عند ذكر الثقوب السوداء يتبادر إلى ذهني العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ الذي كان معروفا بنظرياته حولها ودراستها بشكل أقرب للهوس وما إن تذكر الثقوب السوداء حتى يذكر إسمه.
واليوم ظهر لي مقال على الجزيرة يتحدث عن أول صورة للثقب الأسود من مجرتنا، مجرة درب التبانة
ويمكن القول أنّ هذا الاهتمام والحفاوة الكبيرة بالثقوب السوداء أنها ظاهرة غريبة ربما أو شيء خارج المألوف، وكذلك كثرتها في هذا الكون الفسيح ويقال أنها تصل إلى 40 مليار مليار، وهي أيضا تلبي حاجة الانسان لدراسة الظواهر الغريبة واكتشافها .
إن ما يتم تصويره ليس الثقب الأسود بحد ذاته، ففيه طاقة متناهية تمتص أي مادة حولها، وما نراه هو الضوء حول الثقب الذي يبعد مسافة كافية عنه فلا يتم امتصاصه وبالتالي يظهر في الصور ويمنحنا تحديد خارجي لشكل وحجم الثقب الأسود.
وقد اهتم العلماء بالثوب السوداء بسبب هوسهم في ما يعرف بالثوب الدودية التي يمكن من خلال قطع مسافات مهولة في مدة قصيرة جدًا بسبب انحناء النسيج الزمكاني، وإن حدث هذا الأمر فسنتمكن من الوصول لمجرات أخرى ودراستها ومعرفة إن كان هناك مستعمرين غيرنا لكواكب بعيدة.
يمكنك مشاهدة فيلم interstellar الذي يمنحك فهمًا خياليًا لماهية الثقوب السوداء والدودية وعلاقتها بالزمكان
تشير أسس النظرية النسبية إلى أن الجسم يكتسب القدرة على جذب جسم آخر من خلال كتلته الخاصة. دعنا نفسر ذلك بطريقة أسهل.
في سياق النظرية النسبية، أشار العالم ألبيرت أينشتاين إلى أن ما نسبح فيه جميعًا -بوجودنا وكواكبنا ومجراتنا وكوننا- ليس فراغًا أو مادة هلامية، وإنما أسماه ألبيرت "الزمكان"، وهو نسيج أشبه بشبكة، طبقات متراصة من الشبكات تغطي كل شيء، ويسبح فيها كل الكواكب والمجرات والنجوم والأجرام السماوية كمجموعات من كرات البلي متفاوتة الحجم.
إذا الكرة الأكبر حجمًا -الأثقل كتلةً- هي التي تسبّب تشوّهًا في هذه الشبكة أكبر، وبالتالي هي التي تجذب المزيد من الأجرام -أو الكرات- للسقوط في هذا التشوّه.
الثقب الأسود إذا هو جسم على الرغم من صغر حجمه فإن له كتلة كبيرة إلى حد غير مفهوم، وبالتالي فتشوّه الذي يسببه في الزمكان يؤدي إلى جذب أي عنصر آخر يمر بجواره، إلى درجة أنه يجذب حتى الضوء ليبتلعه.
التعليقات