يبدو أن المقولة الفقهية: تصور الشئ جزء من الحكم عليه منطقية جدًا
في مساهمة ما لي حول الإرادة، وتسائلي: هل نحن مسلوبو الإرادة حقًا؟
كنت قد ناقشت صديقنا @unity4arabic عن ماهية الإرادة وكيف نتصرف فيها وكيف هي ردود أفعالنا الفطرية وخلافه، وهو بدوره قد وضع لي رابط مقطع فيديو يتحدث فيه رجل عن حالات وتصرفات لم يدرك أصحابها أنهم يفكرون بالأصل، أي أن تصرفاتهم كانت بالأصل بقيادة الطيار الآلي كما يطلقون عليه أي بقيادة العقل الباطن!
يبدو أن العقل الباطن أو الطيار الآلي كان لديه تعريف محدد لبعض التصرفات، لا يحتاج إلى تفكير العقل الواعي وبناء عليه قام برد فعل دون أن يلتفت لاستشارة العقل الواعي وقتها. واستدل الرجل في على أن البيئات المختلفة تساهم في تطوير ردود أفعال مختلفة وإرادات مختلفة تجاه الأشياء! أي أن الإرادة ليست شيئًا ثابتًا من إنسان لآخر!
وهو ما خطر لي بفكرة تبدو عشوائية جدًا من بعيد، لكنها تبدو منطقيًة جدًا بالانغماس فيها، هل تعريفنا للأشياء جزء من تصرفاتنا نحوها؟
هل تعريفنا للمضر والمفيد جزء من تصرفاتنا تجاه الأمور؟ يعني لا يمكنني إقناعك كأسماء بالتخلي عن المياه لأنها ضارة! لن تصدقني حتى، ولن تقتنع بكلامي ولن يطيعك عقلك بالاستغناء عن المياه لو أردت ذلك! عقلك يعلم تمام العلم أنه يحتاجها! كذلك الطعام، كذلك العديد من الأشياء! هي بالأساس معرفة في عقلك أنها تعطيك منفعة ما وفي داخلك تغلب تلك المنفعة على أي ضرر قد يتواجد لها! فلماذا ستكلف نفسك عناء التخلص منها؟
بمعنى إن كنت مدمنًا للشراء للمخدرات للإباحيات، لأي شئ يصلح كوضعه لإدمان، وعقلك يتحصل منه على منفعة ويراها أولوية فلماذا يكلف نفسه عناء بناء إرادة التخلص منها؟! وهذا يقود لعدة أسئلة اخرى: هل إذا تغير اقتناعنا عن شئ ما يمكن تغيير إرادتنا نحوه؟ هل يمكن أن نجعل عقولنا وأجسامنا في صفنا بهذه الطريقة بدلًا من بذل عناء التخلص من شئ ما ندمنه في وجود مقاومة الجسم والعقل؟
التعليقات