بشكل عام كل الدول لديها وسائل اعلامية لنشر افكارها و اجندتها و ثقافتها الى الاخرين ( الى الدول و الشعوب الاخرى ) ، و بعض النظر ان كانت تلك الوسائل الاعلامية مستقلة او غير مستقلة فهي تتبع فكر و سياسة الدولة مهما كانت مستقلة.
اذا هي نافذة الدولة على العالم و نافذة العالم على الدولة
و حتى لا نحصر الحديث عن قناة duesche welle فساستعرض لك عددا من الواجهات الاعلامية لبعض الدول حول العالم و منها ما يبث بالعربية فعلى سبيل المثال هنالك
russia today RT ARABIC اذاعة روسيا اليوم بالعربي
bbc arabic بي بي العربية
montcarlo اذاعة مونتكارلو من فرنسا بالعربي
CHINA TV قناة جمهورية الصين بالانكليزي
nhk هيئة الاذاعة اليابانية بالانكليزي
alhurra tv قناة الحرة بالعربي
france 24 بالعربي
tvturkey قناة تي ارتي ضمن مؤسسة الاذاعة و التلفزيون التركية بالعربي
و غيرهم الكثير ، القصدد مما ذكرت ان لكل دولة ( كبرى او ذات توجه استراتيجي حقيقي ) اذاعة و وسائل اعلامية لبث فكرها و ثقافتها و اجندتها السياسية حول العالم
هذا اقتباس بسيط حول الهدف الرسمي لانشاء راديو سوا التي تمول من الكونغرس و هو بديل اذاعة صوت امريكا بالعربي
جاء إنشاؤها بهدف التواصل الفعال مع الشباب الناطقين بالعربية في منطقة الشرق الأوسط، والترويج للتوجهات الأمريكية بين الشباب في العالم العربي.وكانت مبادرة إنشاء راديو سوا من جانب الأمريكي نورمان باتيز الذي وجد أن أكثر من 60% من العرب هم ممن تقل أعمارهم عن 30 سنة، وهذا هو السبب في اتخاذه قرارا بتطوير برامج يمكنها استهداف الجيل الأصغر سنا.ورأى باتيز أن الموسيقى هي الوسيلة المثلى للوصول إلى الشباب العربي، وكان هذا هو السبب في أن غالبية برامج هذه الإذاعة من موسيقى البوب الأمريكية والعربية.وتبث نشراتها الإخبارية على الهواء من استوديوهاتها في واشنطن ودبي. كما أن لها مكاتب إخبارية ومراسلين في أنحاء الشرق الأوسط.
بهذه الطريقة تستطيع جذب الشباب خاصة و الناس عامة الى جانبها و كسبهم و كذلك التاثير فيهم ايجابا بحيث يصبحون اكثر الفة معها و تقبلا لها بل وحتى مخلصين لها طواعية ( اعرف ان هذه الجملة مثيرة للجدل لكنها بنفس الوقت صحيحة و هناك الكثير من الامثلة على قوة تاثير الاعلام و البروباجاندا بكل اشكالها )
هذا فضلا عن كون هذه الاذاعات المصدر الرئيسي للاخبار الخاصة بهذه الدولة السياسية و العسكرية و الاقتصادية اذ تؤخذ كمصدر اساسي في التصريحات المهمة بنفس درجة اهمية تصريحات وزارة الخارجية في تلك الدولة ( مثلا خبر في اذاعة بي بي سي عن الحكومة البريطانية يؤخذ بكامل الثقة حتى دون التدقيق فيه مع الجهات الرسمية و هكذا )
الاستقلالية
هنالك الكثير من المقالات و النقاشات و البحوث حول مدى استقلالية هذه القنوات من عدمها ، لكن لاختصر عليك القراءة الكثيرة فانه لا وجود للاستقلالية فيها بغض النظر عن كون هذه القنوات ممولة من الشعب اي قنوات تابعة للحكومة او كونها ممولة بشكل خاص اي قنوات تابعة لملكية خاصة و مستثمرين ، لابد ان تتبع لسياسة الدولة التي تبث منها سواء طوعا او تحت ضغوط .
فمثلا : قناة روسيا اليوم ليست حكومية بل خاصة مع ذلك فتوجهها واضح
مثال اخر : قناة الحرة ، امريكية ممولة من الكونغرس باموال الضرائب اي اموال المواطنين الامريكان مع ذلك فتوجهها كذلك يتبع للدولة
ايضا لاوضح لك اهمية هذه الوسائل و لماذا تمولها الحكومات فانا اذكر مقالا قراته حول الحرب الباردة و معركة العقول و الايديلوجيات و اذكر ان كاتب المقال ذكر اهمية اذاعة صوت امريكا حيث كانت العامل الاكبر في جذب الناس الى الفكر الغربي و تهيئتهم لقبولها خلال الحرب الباردة بحيث اصبح الهمبرغر و الافلام الغربية و بنطلون الجينز و اغاني الروك تمثل الحلم الامريكي لمن يسكن في الاتحاد السوفيتي
في نفس الوقت كانت اذاعة صوت موسكو تبث الى امريكا و تكسب الناس الى الفكر الاشتراكي و رؤية حقيقة الراسمالية و الاستعباد الاقتصادي و سلبيات النظام هناك و غير ذلك في وقت كانت فيه التفرقة العنصرية داخل امريكا في قمتها و كانت تلك البرامج مؤثرة جدا لدرجة ان الحكومة الامريكية بدات باعتقال من يستمع الى هذه الاذاعة بتهمة سماعه لهذه الاذاعة فقط ! اما لو وجد عنده نسخة من صحيفة (البرادفا ) فيمكن ان يودع حياته الاعتيادية و باتت تلك الفترة تعرف بفترة الرعب الاحمر
امل ان الفكرة باتت واضحة حول اهمية هذه الوسائل الاعلامية لاستراتيجية الدولة الكبرى و صورتها امام الاخرين .
التعليقات