لابد أن كل النساء تعرضن في حياتهن للتحرش بدرجة تقل أو تكثر، لكننا كلنا جئنا من هناك، من جرحٍ واحد، وأسوأنا حظاً هي تلك التي اختُرقت براءتها مبكراً في الطفولة، قبل أن تفهم حتى معنى الجسد أو الحدود أو معنى أن تكون مشتهاة ، هؤلاء-غالباً- لا يشفين فعلاً، بل يتعلمن فقط كيف يتعايشن مع الوجع، كيف يؤجلن التفكير فيه، ويُخفين الألم خلف لغة توحي بالقوةوالثقة واللامبالاة.

وطبعاً، المجتمع لا يريد أن يسمع عن هذا النوع من الألم، لأنه ليس مهتما بالمستضعفين، و لأنه يذكّره بذنبه، لأنه كان الصامت و المتفرّج و المتواطئ، في المقابل يُطلب من الضحية أن تصمت، وتسامح وتعالج نفسها بنفسها، ، هذا إن تم تصديقها ونجت من التشهير والتعنيف أو حتى القتل من ذويها، فمن سيُصلح الطفلة المكسورة المسكنية ؟

وعلى عكس ما يُقدَّم في الإعلام من أن الشفاء من التحرش الجنسي في الطفولة بأنها قصة إلهام، نجد بأن ليست كل النساء قادرات على الغفران والتجاوز، ولا يجب أن يكنّ كذلك أصلا، وكثيرات منهن من تعيش حياتها كلها حبسة لحظة عابرة في حياة وغد ما.