الأحلام لا تتحقق إلا بالتنازلات والتضحيات، ماذا لو طلبت منك بأن تتذكر أحد أحلامك التي حققتها في حياتك وتخبرني بماذا ضحيت في سبيل الوصول؟
بمَ ضحيت في سبيل تحقيق أهدافك الشخصية؟
بالمتعة، أكثر ما يعزّ عليّ أنني قد حرمت نفسي من المتع الصغيرة في شبابي الأوّل، لم أكن أقدّس إلا العمل لفترات طويلة حتى غابت عني المتع الصغيرة التي على شاكلة أن أجالس أهلي واستمتع معهم، أن أحادثهم وأتكلم معهم، أن أذهب مع أصدقائي في مشاوير حلوة نتسلى بها، أن أخصص وقت لنفسي لزيارة الأماكن التي أحبها والاستمتاع بها، كل ما له علاقة بالمتعة غاب عني الصراحة في تلك الفترة، أتحدث بالفترة ما بين ١٦ سنة لل ٢٧ سنة، يعني حوالي ١١ سنة قضيتهم بالفكر الغربي الذي يركّز فقط على المال، وللأمانة استطعت تحصيل الكثير من الأموال في تلك الفترة ولكن لم أستطيع تحصيل أي متع جراء وصول هذه الأموال، غيّرت استراتيجيتي في سن ال ٢٨ لتفادي هذا الخطأ القاتل وأنصح كل الشباب أن لا يكونوا مثلي وبنهجي، الحياة قصيرة ولا تستأهل كل هذا الجهد المضني الغير متوازن.
ضحيت تقريباً بحياتي الاجتماعية، اجلس وحيداً على المقهى كلما ذهبت، أروح واتي وحدي، لا أمتلك أصدقاء ولو حتى واحد، نجحت أكثر من كل من أعرفهم، ولكن كان الأمر حزين فأنا أخشى وقت الفراغ الذي يذكرني بكوني لا امتلك إلا اخوتي وخطيبتي فقط، ومهما كانت لذة النجاح سأظل أنصح الجميع أن لا يفعلوا ما فعلت فالشعور قاسي للغاية وأعجز أحياناً عن تحمله.
التعليقات