ألاحظ دائمًا أن هناك صفات تتواجد في أطفال الريف ولا تتواجد في أطفال المدينة والعكس صحيح، فعلى سبيل المثال يتمتع أطفال الريف بمهارات حركية أفضل من غيرهم نتيجة قضاء وقت أطول في الطبيعة على عكس أطفال المدينة، ولكن أطفال المدينة يتفوقون عليهم في بعض المهارات الدراسية نتيجة تعدد مصادر التعلم، برأيكم أيهما أفضل تربية الأطفال في المدينة أم تربيتهم في الريف؟
"تربية الأطفال في المدينة وتربيتهم في الريف" أيهما أفضل للطفل؟
خليط من الاثنين، فنكون في أوقات بالسنة نسكن بالمدينة، ونزور الريف في أوقات أخرى لفترات طويلة نسبيا (شهرين أو ما شابه). فالمدينة لها ميزات كثيرة أيضا كفرص التعليم الجيدة، والمكتبات، والمتاحف، وكل الفرص التي يمكنهم اغتنامها في المدينة. وكذلك سيتعرضون لأنواع مختلفة من الناس، وثقافات مختلفة، وهو ما يطور مهاراتهم الاجتماعية، وتفكيرهم بشكل كبير.
صحيح بالطبع، وفي مقابل ذلك يتمتع أطفال الريف بصحة أفضل، كما أن مهاراتهم الحركية أفضل بكثير نتيجة اللعب في الهواء الطلق وعدم وجود قيود تمنعهم من ذلك، ولكن في جميع الأحوال أرى أن أطفال المدينة هم الأكثر حظًا في التعليم ويحصلون على عدد أكبر من الخدمات.
الأحوال أرى أن أطفال المدينة هم الأكثر حظًا في التعليم ويحصلون على عدد أكبر من الخدمات.
ليس بالضرورة يا بسمة، صحيج ان اطفال المدينة تتاح لهم خدمات تعليمية أكبر لكن هذا لا يجعلهم الأكثر حظًا بالتعليم، فوسائل التقنية الحديثة والتعليم عن بعد، ومع الدعم الأسري المادي والمعنوي قد يحصل أطفال قرى او الريف على نصيب أكبر من التعليم والثقافة، أعتقد ان الفارق هنا في التوجيه والرغبة بالتعلم نفسه.
قد يحصل أطفال قرى او الريف على نصيب أكبر من التعليم والثقافة
ليس في جميع الأحوال للأسف نظرًا لوجود إهمال من الأب والأم أحيانًا واعتمادهم الكامل على المعلم فقط لتعليم أبنائهم، كما أن الكثيرون منهم لم يحصلوا على القدر الكافي من التعليم لمساعدة أبنائهم على التعلم، ربما تكون لدى الطفل الرغبة في التعلم فعلاً ولكن تمنعه البيئة التي يعيش فيها من التقدم أحيانًا.
نفس الأمر بالنسبة للمدن، أحيانًا يكون الآباء مشغولين عن متابعة أبنائهم تعليميًا، ويزيد إهمال الأطفال للتعليم نتيجة لمؤثرات الإلهاء الكبيرة في المدينة، والتي قد لايستطيع الآباء السيطرة عليها.
كما أن الكثيرون منهم لم يحصلوا على القدر الكافي من التعليم لمساعدة أبنائهم على التعلم
قد لا تقتصر المساعدة على استذكار الدروس مع أبنائهم، ولكن تشجيعهم وتوفير البيئة المناسبة، وحرصهم على ألا ينشغل الأبناء عن دروسهم، كثير من ابناء غير المتعلمين أصبحوا اطباء ومهندسين ولديهم مشاريع ناجحة، رأيت نماذج كثيرة.
التربية ووسائل الدعم بشكل عام، هل ينشأ طفل المدينة بمهارات أكبر وصحة أفضل ومزايا متعددة بحيث يتفوق على طفل الريف أم العكس، البيئة يكون لها دور كبير في التربية الجيدة من جميع النواحي.
أعتقد أنه لا يمكننا التحكم في هذا الأمر بشكل كبير إلا تحت تغيير ظروف عمل الأهل أنفسهم، لكن لكل بيئة مميزاتها وعيوبها.
عن نفسي أحب التواجد وتربية أطفالي في جو هادئ قليل الضوضاء بعيدًا عن الازدحام والنمط المتسارع للحياة في المدينة. لكن المشكلة هنا فقط هو مدى توافر الخدمات بصفة عامة في القرى، فإن كانت القرية يتوفر بها خدمات معقولة ويمكنني الوصول لما احتاج إليه فسأختار القرية أو الريف.
التعليقات