الشاب بعد أن يبلغ ١٨ عام يصبح رجل بعرف القانون والمجتمع، بالغ راشد يستطيع إعالة نفسه وبداية عائلة بمفرده، هل برأيكم الأب مسؤول أو غير مسؤول عن أطفاله بعد عمر ال ١٨؟ ولماذا؟
برأيكم الأب مسؤول أو غير مسؤول عن أطفاله بعد عمر ال ١٨؟ ولماذا؟
الأب مسؤل عن أبنائه حتى يموتوا طالما مَنَّ الله عليه بالصحة والعافية، ومصطلح 18 عاماً هذه من أجل البطاقة أو من أجل الرقابة فى الأفلام(بالمناسبة نحن كمسلمين لانعترف بهذه العلامة تماماً +18) ولكن القافية حكمت😂😂، أما الأب فيظل أباً ويظل يربي إبنائه حتى يموت!!
ولكن ماقد نختلف فيه هوا فكرة المسؤلية؟! ما الذى تقصده بأن الأب مسؤل عنه؟! هل مسؤل عن الإنفاق عليه؟! أم مسؤل عن تصرفاته؟! أم مسؤل عن ماذا؟!
بعد عمر التكليف المسئولية تصبح كامنة بالإرشاد والنصح والتوجيه، أكثر من ذلك ليس مطلوب، لأن من المفترض أن المسؤولية الكاملة كانت في فترة الإعداد والتأهيل وترسيخ المبادىء والقيم، لكن لا تأتي بعد ما أصبح الابن شابا وتضربه لأنه لم يصلي، أين كان الأب من البداية، دورك هنا سيكون النصح ثم النصح والإرشاد، وحتى واقعيا بمجرد أن يصبح الابن قادر على إدارة أمواله ماديا يصبح مفهوم الاستقلال واردا ومطروحا بنسبة كبيرة حتى لو كانوا بنفس المنزل، بمعنى إن كان يخضع لأوامر والده لأنه مسؤول كليا عنه مأكل ومشرب ومصاريف دراسة، لكن هذا يقل تدريجيا مع استقلال الابن ماديا وانتقاله لمنزل آخر، لذا المسؤولية تتحول لنصح وإرشاد، لكن إن لم يستجب أو قصر في شيء مسؤوليتك هنا غير موجودة والتقصير هنا هو من سيحاسب عليه وليس الأب
أكيد تماماً نا أقصده هو مسؤولية الإنفاق، هل هو برأيك بغض النظر عن عمره مطلوب منه الانفاق على ابنه؟ أنا مرة كان عندي جار رأيته يشتري الملابس والغيارات الداخلية لحفيده وحين سألته قلت له تشتري له هدية؟ قال: لا.. اشتري لهم بعض الأغراض اللازمة في المنزل - يعني أن الأب ما زال يساهم في بيت ابنه البالغ من العمر ثلاثين عام!
بالمناسبة نحن كمسلمين لانعترف بهذه العلامة تماماً +18)
أراها بدعة غربية، فهم يخبرون الشباب أنهم ما دون ال 18 فهم مراهقون مدللون غير مكلفين بأي واجبات بالحياة، وما بعد ال 18 فقد أصبحوا فجأة بالغين مستقلين متحررين من أي روابط أسرية ولا يحق لأحد أن يوجههم أو يأمرهم أو ينهاهم. فترى الأولاد فجأة ينتقلون من مرحلة لأخرى دون تمهيد ولا توجيه.
الأب مسؤول عن أطفاله في أي سن سواء ماديا أو معنويا، يقدم لهم الدعم أي كان ويساعدهم في حياتهم، وفي المقابل سيكون الابن بار بهذا الأب ويساعده أيضا، لا أفضل فكرة التخلي مثل عالم الحيوان! فحينما يشتد ساعد وليد الحيوان يتركه أهله بل يدفعوه دفعا ليعيش وحده ويصيد ويأتي بطعامه، قد نرى في هذا اعتماد على النفس وأنا لست ضده ولكن لماذا لا يعتمد على نفسه وفي نفس الوقت يكون الأب داعما له وسندا له، أرى أن المشاركة هذه أجنبية أو دخيلة على المجتمع لأن مجتمعاتنا لا يتناسب معها فكرة التخلي هذه في العموم ووضع قاعدة معينة بتوقيت زمني للتخلي، فلو قلنا على السؤال أنه يصلح للولد فهل يصلح للبنت؟ في ظل مجتمعاتنا هذه؟ لا أعتقد إلا بوجود دعم حقيقي من الأهل، أما غير ذلك فأقول أنها أفكار دخيلة. لا تفيد بقدر ما تضر.
ألا ترى مثلي أن فكرة التماهي مع عالم الحيوان فكرة جيدة؟ يعني الله سبحانه وتعالى ألا يجوز أنه خلق هذه الحيوانات مثلاً لنتعلم منها ونقوم بما تقوم به بالصبط ولكن بشكل أرقى؟ يعني مثلاً بأوروبا يحضون الولد بوقت مبكر على تحمل المسؤولية فيغدو منتجاً من عمر صغير، أما الشاب بمنطقتنا العربية تقريباً لا حل وسط معه، إما يبدأ عمله من المرحلة الابتدائية بالمدرسة أو يتأخر لعمر ال ٢٧ أو ٣٠!
جميعنا أمامنا التجربة الغربية والتجربة العربية ونعلم مشاكل هذا ومشاكل هذه، لهذا اقترحت في تعليقي أن يكون دعم كامل من الأهل في سبيل هذا الاستقلال جنبا إلى جنب أما فكرة التخلي هذه، وخاصة للشاب فهذا لا يتماشى مع وجهة نظرك حتى بقول الله سبحانه وتعالى جعل لنا هذه الحيوانات كعبرة ونتعلم منها، حسنا لو هكذا فلماذا المشاركة تركز على الشاب وحده أليس هذا أمر غير عادل أن تتخلى عن الشاب وتترك الفتاة في نفس العائلة! ألن يحدث هذا ضغينة بين أفراد العائلة الواحدة، في عالم الحيوان لا يوجد هنالك أفضلية لجنس على أخر! لهذا أقول أن الفكرة بأكملها بها شيء خاطئ أو غير متناسق، أنا مع العمل والاستقلال ولكن في نفس الوقت يكون بترتيب وتنسيق مع الأهل مع أحقية الدعم المعنوي والمادي، فلو تقول لي أن الشاب يجلس لعمر كذا وكذا دون عمل أو بسبب تأخر في الدراسة، فالرد على هذا بسيط، هذا الشاب لم يطلب أن يأتي لهذه الحياة بالأساس ومن أتى به هم والداه فمن حقه على الأقل أن يرعوه ويدعموه حتى يمكنه أن يعتمد على نفسه بشكل كامل وبدون ضغوط.
أكيد مسئول، هل توقف عن كونه أبا فجأة أم ماذا؟ ربما لم يعد مسئولا ماليا عن أبنائه الذكور؛ لكنه حتما مسئول عن توجيههم، وإرشادهم في الحياة، والوقوف ضدهم إذا أسائوا، والوقوف معهم إذا أحسنوا، وهكذا. يكون معهم بالنصح، والتوجيه. أتفهم أن العلاقة بين الآباء وأبنائهم الراشدين مختفلة عن علاقتهم وهم أطفال، لكن العلاقة لا تنقطع فجأة عند بلوغ سن محدد. فهي علاقة مرنة مستجيبة للتغييرات المحيطة بها. والحياة رايح جاي. ويفترض أن الابن نفسه سيكون مسئولا عن والده بعد بلوغه، واستقراره، وبافتراض أنه صحيح العقل.
أنا كنت واضح في مساهمتي، أتحدث عن الإعالة المادية فقط، ثم أن مسؤولية النصيحة هذه والتوجيه هي مسؤولية الجميع، الأخ مع أخيه والابن مع ابيه والأم مع زوجها وأولادها، هذا الطبيعي يعني. ولكن الغير طبيعي والذي فيه جدل هي مسألة الإعالة المادية، كيف ترينها؟ إذا رأيت شاب عمره ٣٠ سنة وما زال يدرس على حساب أهله ويجلس معهم ما هو انطباعك؟ ولماذا؟
لا أكوّن انطباعا فوريا. لكن، الأكيد أن شابا في الثلاثينات يفترض أنه يعمل الآن، ويتكفل على أقل تقدير بمصاريفه الشخصية.
لكني رأبت بعض الحالات التي يريد فيها الأهل أن يكون الابن ذا منصب معين لتحقيق مصالحهم الشخصية. وعليه، فهم يصرفون على تعليمه حتى يصل لذلك المنصب (غالبا يحصّل ماجيستير في كذا أو دكتوراة في كذا). ورأيت من يصرف على الابن ليتعلم شيء معين بغرض أن يعمل لخدمة العائلة بالمجان في هذا المجال.
الموضوع صعب الحكم عليه فعلا. خاصة، وأن العائلات نفسها قد تغيرت كثيرا. رأيت من العائلات من لا يقبل من ابنه أو ابنته إلا أن يُكمل تعليمه لدرجة دكتوراة في شيء معين أو يعتبر نفسه ليس من العائلة (بحجة أن عائلتنا عائلة متعلمين).
يصبح الشاب رجلًا إن كان مسئولًا واستطاع إعالة نفسه وتكوين أسرة، وكفا أبويه الحاجة ومنعهم السؤال، وليس بالسن لا قانونًا ومجتمعيًا، فكثير تعدوا سن ال 18 المتعارف عليها ومازالوا ينفقون من جيوب آبائهم، فهل هم رجال مسئولون عن أنفسهم؟
أما عن علاقة الأب بابنه بعد ان يصبح رجلًا فلا أراها تختلف، بل يزداد ارتباطه ووالده وتقديره كلما تقدم بالعمر فهو مع الوقت يدرك حجم المسئولية التي كان يحملها أبوه في عمره، وبالتالي فهو يسانده ويحمل معه جزءًا من مهامه ويستشيره في أمور حياته لينتفع بخبرته، بينما يعبر الابن طريقه بالحياة.
يعني الأل من بعد ال ١٨ إذا قرر أنه لا يريد أن يصرف على ولده هل يقع هنا عليه لوم أخلاقي مجتمعي مبرر؟ أم أن الأمر فعلاً مبرر للأب ويحق له أن يقوم به بما أن ابنه كبير ويستطيع الصرف على نفسه من عمله وكده؟ أحب أن أصل للنقطة التي أعرف فيها ما موقفك لو رأيتي هذا الموضوع أمامك، إلى أي جهة ستميلين ولماذا؟.
إذا قرر أنه لا يريد أن يصرف على ولده هل يقع هنا عليه لوم أخلاقي مجتمعي مبرر؟
لا أرى أن على الأب لوم في تلك الحالة، فعليه أن يدفع ابنه للاعتماد على نفسه في مرحلة ما، لكني أرفض ارتباط تلك المرحلة بسن معين.
لكن ما يحدث في الواقع أن الابناء يستمرون في مراحل الزراسة حتى ما بعد العشرين، وبعد التخرج قد لا يحصلون على وظيفة مناسبة، في جميع المراحل يستمر دعم الأب لأبنائه فهو لا يتركهم لمواجهة الحياة بمفردهم دفعة واحدة، بل يساندهم.
إذا كان الابن قادر على الاعتماد على نفسه ماديًا فلا حاجة للأب أن يستمر في تمويله بالأموال.
هذا يرجع لقوة العاطفة لدى الأب. فالمحب لا يتوانى عن مساعدة محبوبه مهما طال الزمن. من ناحية الإنفاق فهذا لم يعد فرضًا على الأب بعد إتمام ولده الدراسة كاملة وفق قدرة الأب، لكن تبقى المحبة والحكمة، فلو وجد ابنه يسعى ويخطط لكنه في ضيق فله أن يساعده بدافع الحب، وفي نفس الوقت بدافع الحكمة يجب ألا يتركه يعتقد أنه مسنود بالكامل عليه، فهو لن يبقى له.
أما فكرة أنه يصبح غير مسؤول عن ابنه تمامًا بعد عمر معين لأنه هكذا قد أدى دوره، فهل يعني ذلك أن الأب ليس له حق عند ابنه إلا حين يصير الأب في سن العجز ويحتاج المساعدة؟، وطوال فترة الأب من الخمسين مثلًا للخامسة والستين أو السبعين، طالما أنه قادر على تلبية احتياجاته؛ ليس له حقوق عند ابنه سوى البر وصلة الرحم؟
التعليقات