تُعجبني هذه التخيّلات والتصوّرات، لنفترض أننا قطعنا 50 سنة للأمام، أي أصبحنا تقريباً في عام 2075 تقريباً، ما هي الأمور التي باعتقادك بأنّ الناس ستشعر بالحنين إليها؟ إلى ماذا سنحنّ في تلك اللحظات من هذا الزمن الحالي الذي سيكون ماضي في تلك اللحظة؟ شاركوني آرائكم!
بعد خمسين سنة مثلاً، ما الذي تعتقد أنّ الناس ستشعر بالحنين لأجله؟
الناس دائمًا تحن لا لأحداث بعينها بقدر ما هي تحن لحالة الثقة من الماضي، بمعنى أنها الآن في الحاضر تعرف كيف أن ماضيها مر بسلام فتحن للعودة إليه ليس لأنه رائع بقدر ما أنها تعرف أحداثه بينما هي جاهلة بأحداث حاضرها ومستقبلها.
وكدليل على هذا فأنا تأتيني أيام أحن فيها لأيام دخولي السجن بسبب معارضتي للنظام الحاكم في بلدي، رغم أنني حينها كنت مرتعبًا من أن أضيع بلا عودة.
ولكن حينما بحثت عن سبب هذا وجدته أنني الآن في حاضري أعلم أحداث سجني وكيف ستنتهي على خير، فأحن لهذه الحالة من الثقة وليس حنينًا للسجن نفسه.
وكذلك الناس تفعل.
طرح جميل فعلاً، أن يحنّ الشخص لعذاباته، فكرة السجن فكرة مؤلمة وأن يحنّ الشخص لها بعض مرور الوقت فالأمر لا أعرف حقيقةً تفسيره ولكن يبدو أنّهُ يستند على الفكرة ذاتها، على القيمة التي استطعت تحصيلها عبر هذه التجربة، ومن الجميل أيضاً والغريب أنّنا قد نحن لأمور صعبة لمجرّد أنّها تنقضي على سلام وبخير أخيراً، أغرب ما في الإنسان أفكاره ولهذا طرحت المساهمة، بالعموم هل هنالك أمور حلوة فعلاً أو أشياء ربما أخرى قد تحنّ إليها؟
الماضي بالنسبة للإنسان ينقسم إلى قسمين اثنين، إما ذكرى جميلة فيحنّ إليها وإما ذكرى سيئة فيسخط منها ويصيبه الإكتئاب والندم، لذلك فبعد خمسين سنة قد يحن الإنسان لتلك اللحظات الجميلة التي مرت عليه، وقد يصاب بالحزن والحسرة على ما مضى من أيام وعلى نا فعله في شبابه وما فرط من وقت، لذلك بالنسبة لي أحب التركيز على الحاضر أحسن من التفكر فيما مضى.
وما فرط من وقت
فكرة مؤرّقة فعلاً، ما يدرينا نحن الشباب فعلاً بأنّ الذي نقضي الآن به شبابنا ليس إلّا أحداث تضيّع الوقت وفقط؟ من الصعب فعلاً أن نصل إلى تلك المرحلة وندرك بأننا فعلاً كنّا نضيّع وقتنا، برأي حضرتك كيف يمكننا التأكّد فعلاً من أننا لا نضيّع أوقاتنا؟ من أننا نعيش الحياة التي تستحق لحظاتنا؟ أو ربما هو شعور سيلازمنا بكل تأكيد حين نصل إلى تلك المرحلة من العمر؟ حين نكبر؟ شعور لا مفرّ منه؟
أعتقد أننا لن نحيا أصلًا لعام ٢٠٧٥،ولكن لنفترض أننا عشنا إلى هذا العام، فلا أعتقد أننا سنحن لشئ، فنحن الآن عندنا وعي بحقيقة حياتنا في ظل النظام الاقتصادي الحالي وكيف أنه بحسب الإحصائيات كلها فإن أعلى الأمراض في العالم الآن هي مرض الاكتئاب، فمن سيحن لأيام الاكتئاب؟ لا أعتقد هذا.
أعتقد أننا لن نحيا أصلًا لعام ٢٠٧٥
ما السبب الذي تعتقدين أنّهُ سيقف عائقاً بينك وبين الوصول والتقدّم 50 سنة فقط من حياتك؟ ستكون أعمارنا عادية، ليست طاعنة في السن في تلك الفترة، سنكون في ال75 تقريباً من العمر.
فلا أعتقد أننا سنحن لشئ
ألا تشعرين حالياً بالحنين لأي شيء؟ أشعر بأنني لديّ الكثير من الأمور التي أحنُّ إليها من عام 2011 وماقبل حين كانت الحياة هادئة في بلادي، وهذا الحنين نتج عن 28 سنة حياة فقط، كيف إذا أضفت 50 أخرى عليهم؟ وأنتِ؟ هل لا تملكين أي شيء تحنّين إليه الآن فعلاً؟
التعليقات