كيف اختار مجالي مابين الاشياء التي احبها وشغفي وهل هذه اهتمامات متعددة ؟

ولم عليك أن تختار مهارة واحدة ؟ يمكن أن تعمل مثلا في التجارة الإلكترونية لتوفير المال ، وأن تبحث عن شغفك في ممارسة نشاط أخر قد لا يكون مجديا ماديا ، وإنما نشاطا إبداعيا تنمي فيه مواهبك وقدراتك . حتى تشعر بالتوازن وشئ من الراحة.

ولكن دعني أسأل سؤال، لماذا يتم التركيز على جانب واحد فقط من تلك الأنشطة التي ذكرتها؟ أرى أنه لا تعارض بينهم، فمنهم جوانب مهمة لإيماني وديني مثل القرآن وجوانب تنمي العقل مثل القراءة وأخرى تهتم بالجسم مثل الرياضة، والأخيرة لجني المال، فيمكن الجمع بينهم جميعا مع اختيار ما أنا مميز به فعلا وقد يكون وظيفتي المستقبلية أو نشاط شركتي التي يمكن أن أؤسسها.

فإن كنت محبا لرياضة معينة مثلا مارسها كنوع من أنواع الهواية للمحافظة على صحتك ولتكون إنسانا رياضيا وليس بالضرورة أن تكون هي مصدرا رزقك، إلا إن وجدت أنك متمرسا فيها بالفعل ووجدت أن هناك فرصة في السوق لتشتغل في تدريب تلك الرياضة بمقابل مادي، فهذا يرجع إلى مدى إتقانك لها ومدى توفر الفرصة في السوق، أما أن تلعب الرياضة في مقابل المال مثل اللاعبين المشهورين فهذا أمر يحتاج الإعداد له في سن صغيرة وقد تكون نسبة نجاحه ضعيفة ولكن ليست مستحيلة فهناك الآلاف ممن يلعبون الرياضات المختلفة في سن صغيرة ولكن قليل منهم فقط من يكمل للاحتراف وقليل منهم من يتميز لكي يجني أرباحا كبيرة مقابل لعبه الأنشطة الرياضية، فينبغي أن تفكر في الأمر من كل الزوايا.

المشكل هو اني اريد الإبداع فلو اخترت مثال التجارة الالكترونية لن يكون الإبداع لأنه بيع وشراء وليس صناعة مثلا الا اني اجني المال ثم ماالفائدة من كثرة المال فقط

هذا المجال مليء بالإبداع بالفعل فإن اختيار المنتجات المناسبة وابتكار طرق التسويق الفعالة التي تزيد من مبيعاتي هي عملية مليئة بالإبداع.

فقط حدد ما ترغب في أن يكون مصدرا لدخلك وما تحب أن يكون اهتماما في حياتك لجعلها متزنة.

الموضوع بسيط جداً، يحتاج منك قوّة فقط وتركيز في تحديد ما الذي تقوم به لمدّة أسبوع كامل، سجّل ما الذي تقوم به من هذه الأمور يومياً لمدة أسبوع، مثلاً الساعة 2 يوم الأربعاء أقوم بالطبخ، يوم الخميس الساعة 5 أقول بقراءة الكتاب الفلاني. بعد مرور أسبوع أو شهر من ممارسة هذه الأمور المتنوّعة بشكل مقصود، سيبان عند حضرتك أكثر الأمور التي تقوم بها بكثرة، الطبخ مثلاً، أحتل أكثر عدد ساعات في برنامجك، رائع، هذه إشارة على أنّك تميل إلى الطبخ بشكل أكبر بكثير، ولكن لنفرض أنّك لم تميل إلى أي شيء بنسبة وقت أكثر ما العمل؟

بما أنّك جرّبت كل شيء خلال الشهر أو الاسبوع يمكنك أن تسأل نفسك الآن: ما هي فعلاً أحلى ساعات قد قضيتها، ولو خيّرت أن أقضي وقتاً أطول في مجال معيّن أو عمل معيّن ما الذي سيكون؟ الإجابة على هذا السؤال بصدق سيصنع لك طريق كامل، سيجعلك تعرف فعلاً على الأقل بماذا يجب أن تبدأ.

ومن ثمّ أريد تفنيد الفكرة الأخيرة التي طرحتها، فكرة المال، لا تقلق، نحن في هذا العصر كل شيء يمكن أن يجلب مالاً، هناك من يجمع البطاقات أو الألعاب الورقية وغيرها ويقوم ببيعها وآخرون يبيعون العروض وآخرون على مواقع التواصل، هذا العصر غير محدود فلا تصنع محدوديتك بنفسك.

أخي الكريم، أتفهم رغبتك في العمل في وظيفة تشبع رغبتك في الإبداع، ولكن أرى أن لديك اهتمامات متنوعة قد تقودك إلى مجالات مختلفة من العمل.

بالنسبة للرياضة والغطس، فإن لهما إمكانية المساهمة في جعل حياتك مليئة بالمتعة والسعادة، ولكن قد لا تولدان لك دخلاً مادياً. ونفس الشيء بالنسبة للقراءة وحتى الطبخ، فهي اهتمامات رائعة ولكن ليست وظيفة.

أما فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، فإنها قد توفر لك دخلاً مادياً، لكنك صحيح أنها لن تشبع رغبتك في الإبداع. وفيما يتعلق بحبك للتكنولوجيا، فقد تكون وظيفة في تطوير التكنولوجيا أو إدارة مشاريع تقنية مجالاً ملائماً لإبداعك.

لذا أعتقد أن عليك إيجاد طريقة لدمج اهتماماتك المختلفة - بما في ذلك الرياضة والغطس وحب القرآن والقراءة - في وظيفة أو مجال عمل تقني يشبع رغبتك في الإبداع. وفي الوقت نفسه، لا تنسى قيمة جميع اهتماماتك في إثراء شخصيتك وتعزيز سعادتك.

أرجو أن تكون هذه النصائح مفيدة.

يجب أن تكون لديك:

هواية تكسبك المال

هواية تكسبك الصحة

وهواية تكسبك المتعة

هكذا قال الأستاذ أحمد الشقيري وأنا أتفق معه، لأنك لا يمكن أن تكتفي بالرياضة ولا بالالتجارة الالكترونية ولا بالمطالعة، لأن كل عنصر منهم يوفر لك واحدة فقط من ضروريات الحياة. أنت محظوظ لأنك وجدت الأمور التي تستميلك وتعرفت عليها، ولقد قطعت أول شوط وهو الأصعب في نظري، أما بعد، فيمكنك ممارسة هذه الهوايات معا عن طريق التخطيط الفعال والمنصف لكل منها حسب أهميته وتأثيره في حياتك. فأشهر الرياضيين في العالم لديهم شركات عملاقة واستثمارات يضمنون من خلالها الجانب المادي، وكذلك رواد التجارة الالكترونية يهتمون بالرياضة والهوايات التي تجلب لهم المتعة، إنما هي عناصر تكاملية تكمل إحداها الأخرى.