يرى البعض أن الفكاهة مساحة مفتوحة لا تتأثّر بأيّة معايير، بينما يرى البعض الآخر أنّها يجب أن تكون محدودة، بقيود وضوابط. بالنسبة إلى كلٍّ منكم، ما رأيكم في عروض الستاند اب كوميدي Stand-up comedy؟ وهل تتقبّلون محتواها أيًّا كان أم هنالك بعض الخطوط الحمراء؟
إلى أي مدى تتقبّل عروض الستاند اب كوميدي Stand-up comedy؟
من أصعب أنواع الكوميديا فهي تحتاج إلى قدرة عالية حيث أن الناس في هذا الزمان لم يعد يعجبهم أي شيء وتجد أذواقهم بدأت بالترفع رغم أننا نجد أن بعض الستاند أب كوميدي التافهة تصل للملايين لكن تجد هذا الوصول مليء بالانتقادات اللاذعة جداً.
وأهم معيار هو تناسبه وملائمته مع الخلفية الثقافية والدينية له ولجمهوره وأي مساس بهما مهما وصل لملايين المشاهدات فهو يكون انتقاداً لها وليس حباً فيها.
إذا كانت الكوميديا هدفها الأول ترفيهي، فهل من حق أيٍ كان أن يرفه عن نغسه دون اعتبار لأي حدود أو قيود سواءً مجتمعية أو دينية؟
أحترم قيود جميع الجوانب بالتأكيد، والتي تعتمد على ضوابط لها علاقة بمعتقدات وأفكار كلٍّ منّا على انفراد. لكن من هذا المنطلق، يجب أن نطرح السؤال بطريقة أخرى يا فاطمة. هل هذه القيود هي قيود الآخرين بالضرورة؟ إنني لا أتحدّث هنا من زاوية فرديّة أو لمجموعة بعينها من البشر. وإنما أتحدّث عن حرّية التعبير التي من المفترض أن تتوافر لهذا الإطار. لذلك أختلف مع سؤالكِ لأنه لا يسري على جميع الأصعدة الفكريّة.
شأنها شأن جميع أشكال الكوميديا الأخرى فيما يخص هذا الأمر، بل ويمكن أكثر، لأنها تعتبر عروضًا عائلية إلى حد كبير، قد يود الرجل مثلا اصطحاب عائلته وحضور أحد عروض الستاند اب كوميدي، ومن حقه أن يجد محتوى لائق لهذا.
لا أتفق يا رغدة. إن فكرة مناسبة المحتوى الفنّي للقيود العائليّة ليس بالأمر المنشود من الفن. ولا أعني بذلك أن ننكر وجود هذا النوع من المحتوى المناسب للعائلات أو نعتبره غير فنّي. لكن في المقابل، من الممكن أن نفرض فروقًا بين العروض المناسبة للعائلات والعروض غير المناسبة. لكن لو اصطحبتُ عائلتي إلى عرض ستاند اب كوميدي بشكل عشوائي، لا أرى أن لي الحق في تحديد نوعيّة المحتوى المعروض.
التعليقات