بحياتنا وعلى مدار سنواتها نمر بتجارب وتختلف قناعتنا سواء بالتعاملات مع الآخرين أو حتى بالعمل، نمر بدروس قد تكون قاسية لكن تكون سببًا في تغيير قناعة أو مبدأ معين، ومن الحياة نتعلم باستمرار، شاركونا ما هي القناعة أو المبدأ الذي كنت مقتنع به وحدث بعد ذلك وتخليت عنه، ولماذا تخليت؟
قناعة أو مبدأ كنت مقتنع به، ولكن تخليت عنه، شاركنا ما هو ولماذا تخليت؟
لقد تخلّيت عن اهتمامي بتنظيم وترتيب حياتي، كل شيء لهُ علاقة بهذه الأمور تخلّيت عنها بالكليّة، أعتبر أنني كنت من أكثر الأشخاص ترتيباً واهتماماً بتنظيم مواعيدي واهتماماتي وخطّة يومي واسبوعي وشهري، بوضع الأهداف السنوية وحتى هدف العمر، بترتيب غرفتي وتنظيم حاجياتي والتفكير بكل شيء مسبقاً وإعادة ترتيبه، بوضع جداول العمل وجداول المهمّات، بإنهاء كل شيء حسب الوقت، لا قبله أو بعده، بجعل حياتي كلّها أشبه بساعة تقريباً، كل جزء منها يتحرّك باللحظة المناسبة ليظهر التوقيت الصحيح، هل نفع ذلك؟ نعم. نفع جداً في حياتي وبدأت تظهر نتائج مهمّة كثيرة بالتزام، ولكن هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا، مع ازدياد معرفتي ومراقبتي لكل ما حولي وقراءتي للكتب وفهمي لكيف يمشي العالم فعلاً تعلّمت أن أتخلّى عن هذه الأمور بصعوبة، هذا صعب ولكن تخلّيت عن الأمر لسبب، وهو أنني لستُ روبوتاً يقوم بأعمال محددة له، أنا إنسان وللإنسان تجارب، كيف استطعت القيام بذلك؟ عبر تحويل حياتي وفق كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" للكاتب ستيفن كوفي، أسرني هذا الكتاب بفكرة أبسط من البساطة، يكفي لتعيش أن ترتّب أولوياتك، مهم مستعجل ومهم غير مستعجل، غير مهم مستعجل، غير مهم وغير مستعجل، كل فعل جديد أو مشروع جديد يخطر لي أسأل نفسي هذا السؤال، أين موقع هذا المشروع؟ أحدد أين أينه، ثمّ أقوم بما يجب عليّ أن أقوم به، بكل بساطة وانسجام مع ما تقدّم الحياة من مفاجئات دون محاولة توقّعها وترتيبها مسبقاً.
يكفي لتعيش أن ترتّب أولوياتك، مهم مستعجل ومهم غير مستعجل، غير مهم مستعجل، غير مهم وغير مستعجل، كل فعل جديد أو مشروع جديد يخطر لي أسأل نفسي هذا السؤال، أين موقع هذا المشروع؟
تسمى هذه الطريقة مصفوفة إيزنهاور وهي أحد الطرق الفعالة في ترتيب الأولويات، فما زلت ترتب وتنظم لكن الواضح أنك لم تعد تبالغ في ذلك، ولم تعد تنفق الوقت والجهد الكبير في ذلك وهذا جيد جدا.
بترتيب غرفتي وتنظيم حاجياتي والتفكير بكل شيء مسبقاً وإعادة ترتيبه
هل تخليت عن هذه فعليًا؟ فلدي عادة النظام بإحكام ولابد أن يكون كل شيء بموضعه، وهذا يكون جيد جدا إن كنت تعيش بمفردك لكن لو معك أفراد يسلكون سلوكا مغايرا يكون من الصعب تحمل هذا الفرق، حاولت أن أكون انا أقل نظاما لكن لم يفلح الأمر
كنت مقتنعاً أنه طالما أعامل الناس بشكل جيد فإنه -وبالضرورة- يجب أن يعاملني كل الناس بشكل جيد، وكنت أتأذى جداً من معاملات الناس الجافة أو المسيئة لدرجة تبلغ أضعاف الشعور العادي بهذه الإساءة، وذلك لأنها كانت بداخلي عبارة عن إساءة + صدمة من هذه الإساءة.
ولكن بعد أن عشت فترة طويلة في هذه المعاناة وراجعت نفسي وطلبت نصيحة أهل الخبرة ممن هم أكبر مني سناً، وجدت أن الأمر لا يسير على هذا النحو، وأنك مهما كنت جيداً مع الناس فستجد منهم الأذى، عليك أن تعتاد ذلك وتحتسبه عند الله، الأنبياء أنفسهم وهم أطيب الناس خلقاً وأحسنهم أخلاقاً كانوا يتعرضون لأشد الأذى وصبروا واحتسبوا ذلك عند الله.
وتحول الأمر معي تدريجياً إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يفعله الناس، واحتساب ذلك عند الله، وكان لذلك أثر طيب على نفسي وعلى أعصابي بعد أن كنت أحترق من أقل القليل.
وتحول الأمر معي تدريجياً إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يفعله الناس، واحتساب ذلك عند الله، وكان لذلك أثر طيب على نفسي وعلى أعصابي بعد أن كنت أحترق من أقل القليل.
هل أثر ذلك على تعاملاتك أنت مع الناس؟ فأحيانا في هذه الحالات نراجع أنفسنا ونكون أقل طيبة وأكثر تكلفا
وتحول الأمر معي تدريجياً إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يفعله الناس
ما هي الخطوات العملية التي اتبعتها في سبيل ذلك؟
والله لا أدري فلم أخطط للأمر ولم أتبع منهجاً عملياً مدروساً.. لقد كنت أجاهد نفسي فحسب، ونجح الأمر في البداية مع صغائر الأمور، ثم الأكبر فالأكبر، وكنت أستحضر الأمر دائماً في عقلي وأحاول إقناع نفسي في كل مرة أن هذا تحد جديد وعلي مواجهته.. نجح الأمر شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت لمرحلة جيدة أحمد الله عليها.
يحتاج الأمر لبعض الصبر والرغبة الحقيقية في التغيير فحسب.
احسان الظن بالآخرين دون تعامل معهم يثبت ذلك، وهذا غيرته الآن وأصبح التعامل هو الحكم الأول الذي ابني عليه تعاملي مع هذا الشخص هل يستحق الثقة وإحسان الظن به أم لا
برأيي إحسان الظن يختلف عن الثقة، أو لنقل أن الثقة مرحلة متقدمة لا تتوافر بالعلاقة من أول لحظة تعارف، لابد أن يكون هناك مواقف تثبت ذلك، لكن حسن الظن أراه ميزة بشكل عام لن تضرك بعلاقاتتك
التعليقات