أرى الحلم أكثر من مرة، ما السبب في ذلك؟

إني من الناس التي تتكرر أحلامهم كثيراً ولكن على فترات متتالية متباعدة. أرى السبب الأكبر في ذلك هو تفكيرنا المتواصل في موضوع ما. فمن ضمن مسببات الأحلام تلك المواضيع و الرغبات التي تنتابنا بين حين وآخر وتملك علينا عقولنا فنفكر فيها كثيراً و نجترها قبل النوم. فتلك الأحلام تمثل أماني النفس.

أما من منظور سيكولوجي فإن جمعية النوم الأمريكية تقول بأن الناس في المتوسط تحلم من ثلاث إلى خمسة أحلام كل ليلة و التي تستمر ما بين 20 إلى 30 دقيقة. كذلك فقد وجدت في دراسة مسحية لأحلام المراهقين في عام 2015، أن 75% من تلك الأحلام التي تتكر مع الأشخاص تكون في جلها سيئة منفرة في طبيعتها وتدور تلك الأحلام المزعجة حول سقوط الأسنان أو أحداث مزعجة مثل حوادث السيارات وغيرها. تقول الدراسة أن تلك الأحلام المزعجة أو الكوابيس تأتي في الغالب الأعلم نتيجة قلق لم نتعاطى معه في الواقع ولم نقم بالتوصل إلى أسبابه وعلاجه أو بسبب صدمة كبيرة أو فاجعة لم تستطع أدمغتنا على علاجها و التعاطي معها و استيعابها. تقول أنا ميلر الطبيبة النفسية المعالجة أن تلك الكوابيس المتكررة تدور حول ثيمات أو أحلام بعينها مثل:

• الشعور بالعجز أو الشعور بانعدام الامان او الثقة أو الشعور بالعار و الخزي
• السقوط إلى ما لا نهاية
• التعرض للمطاردة أو الهجوم وعدم القدرة على الدفاع عن نفسك
• العودة إلى المدرسة ، غالبًا بعد عقود من التخرج
• عدم الاستعداد لحدث مهم ، أو عدم الدراسة للامتحان
• التحليق من غير تحكم في النفس
• الوصول متأخرًا عن موعد أو حدث مهم في الحياة
• أن تكون عالقًا في مكان لا مفر منه
• فقدان السيطرة على السيارة
• فقدان الأسنان

إذا كانت لديك أحلام متكررة، فقد تتساءل عما تعنيه وما إذا كان عقلك يحاول إخبارك بشيء ما، يمكن أن يؤدي وجود نفس الحلم المزعج بانتظام إلى إجهادك أو حتى الحصول على نوم جيد ليلاً أمراً صعباً جداً ومجهداً على المستوى النفسي، على الرغم من أنك ربما لن تواجه نفس الحلم تماماً إلا أن بعض موضوعات الأحلام تظل متسقة إلى حد كبير، قد لا تكون أحلامك متطابقة تمامًا في كل مرة.

على سبيل المثال ألا يحدث معك هذا الأمر؟ في أنّك قد تحلم بانتظام بالقيادة على الجسور التي تنزل فجأة حتى لو لم تقم حتى بالقيادة على نفس الجسر في كل حلم. هذا ما أقصده هُنا. ولكن لندخل إلى صلب السؤال المُعتاد عند حدوث هذا الأمر: هل هذا يعني شيء معيّن مثلاً؟

في الأدب والسينما والتلفزيون وخاصة الأنواع الخيالية غالبًا ما تشير الأحلام المتكررة إلى أن الشخصية لديها قوى خارقة للطبيعة أو القدرة على رؤية المستقبل أو مواهب خاصة أخرى أو حتى طبعاً وهذا ما يعتقده الناس أيضاً: أنّ الحلم يدل على أمر، يؤشّر على شيء. على أنّك يجب أن تعرف بأنّ العلم لا يعترف بهذا حتى الآن، لم يعثر البحث العلمي على أي دليل يشير إلى أن الأحلام المتكررة لها أي معنى عميق أو مهم بخلاف الكشف عن المجالات المحتملة للتوتر في حياتك. طبعاً هذا لا يعني أنه غير ممكن.

على أنني أنصح طبعاً أن تدير أحلامك حماية لنفسكك، هناك إستراتيجية محتملة لإدارة الأحلام المتكررة غير المرغوب فيها في مقابلة عام 2013 على Popular Science، موجودة على يوتيوب قد تساعدك فعلاً في التخفيف من هذا الأمر.

إذا ما أردنا تفسير هذا الأمر بناء على نظرية التحليل النفسي لفرويد فإن سبب ذلك يكمن أن هناك أمر مختص بما ترونه في الحلم يشكل عبئا عليكم في العالم اللاوعي وهو ما يحاول أن يترجم من خلال الأحلام المتكررة .ففرويد يعتبر من خلال نظريته الخالدة أن كل ما يتراكم في عالمنا اللاوعي يخرج عن طريق الأحلام أو زلات اللسان أو اي أمر آخر يكون لا إراديا ونفقد فيه السيطرة على سلوكنا. وإذا ما لم يكن هناك أي أمر يشغل بالكم فلا ننسى أن اي حلم هو محض صور يركبها الذهن لعناصر مختلفة. وفي المرة الأولى التي رأيتموها يكون حلم عابر لا أكثر ولكن إعطاؤكم له أهمية أكثر من اللازم حوله إلى حلم متكرر. ولذلك أنصحكم أن تتجاهلوا لا أكثر فالأحلام لا سلطان لها علينا.