نمرُّ جميعًا بالعديد من الفترات السيّئة، والتي لسببٍ أو لآخر يتراجع فيها أداءنا المهني. في هذا الصدد، ما هي أبرز أساليب الاعتذار لمدير العمل أو صاحب المشروع عن هذا الأداء لاستعادة ثقته؟
كيف نعتذر لمدير العمل عن أداء سيء في الفترة الأخيرة؟
ما هي أبرز أساليب الاعتذار لمدير العمل أو صاحب المشروع عن هذا الأداء لاستعادة ثقته؟
يؤسفني قول أنني كمستقلة أجد أن جميع الأعذار تكون غير مقبولة في حال كان قد تم الإتفاق في المشاريع الخاصة ، وغالباً تكون غير مقنعة للعميل حتى لو كانت حقيقية .
مع إيماني أن أحيانًا هناك ظروف قهرية وفاة مرض استدعي دخول المشفى وهكذا ..
ولكني كعميل ما الذي يجعلني أصدق الأمر بتأكيد سأحكم على المستقل أنه مستهتر إما أنه لا يستطيع إنجاز الموضوع ، أو أنه استهتاري غير جدي .
ومن هنا أجد أفضل تعامل في حال كان حدث طارئ يستحق التعامل تمامًا كما يحدث في بيئة العمل الواقعية ، إرفاق ورقة أو تقرير طبي يثبت صحة قولك ويكون بتعاون مع إدارة العمل الحر " وخصوصًا لو تحدثنا عن مستقل مثلًا
تعلمت حديثًا ألا أبرر لصاحب المشروع نهائيًا فهو غالبًا لن يقتنع ، أكتفى بضغط نفسي وارهاقها والدخول بالاكتئاب على أني أفشل أو أخيب ظن شخص وثق بي، حياة العمل الحر تحتاج لبعض التضحيات .
وخصوصًا أني من الأشخاص سريعي الإحباط والتشاؤم فتقريبًا أستلم المشروع وأبدأ بلوم نفسي أني أدخلت نفسي بأمر مرهق لولا الإتفاق وإدراك لإمكانية تقييم العميل ، ومدى ارتباطه وثقته باختياري لي كان لم أنجز أي مشروع لليوم.
ما هي أبرز أساليب الاعتذار لمدير العمل أو صاحب المشروع عن هذا الأداء لاستعادة ثقته؟
قبل الاعتذار لصاحب العمل يجب اولا مراجعة سبب تراجع الاداء .. واقول هذا لان في بعض الاحيان يسقط الاعتذار ويبطل اذا كان لسبب خارج ارادة العامل.
من تجربتي الخاصة، لاحظت وجود سببن اساسيين هما اما سبب من طرف العامل فيما يخص بيئته او حالته الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وأقصد جيدا هذا الترتبيب لأنه بالفعل مهم وهو ما تبنى عليه معظم الازمات الشخصية، او ان يكون السبب من طرف مدير العمل نفسه، ولا غرابة أن نسبة تصل الى 80 بالمئة من العمال غير راضين عن مدرائهم ونسبة 65 منهم تركوا العمل بسبب المدير...فاما ان يكون المدير متحكما ومستبدا برأيه وسلطته، أو ان يكون غير مقدر وغير مبالي، في دراسة سابقة قرأتها عن الأمر أن نسبة قليلة جدا جدا من العمال من سمعوا ثناء من مديرهم حول اعماله، وهذا مدمر فعليا.
شخصيا عانيت من هذا الامر ان كان في مجال العمل الواقعي او العمل الحر عبر الانترنت، وتعاملت مؤخرا مع عميل ثقيل جدا، ليس لذيه قدرة على الاعتراف بمجهودات المستقل ولا الثناء عليه حتى فيما يعجبه، ولا يكف عن الطلبات التعجيزية التي لا يستطيع هو نفسه اداءها بواسطة مجموعة مستقلين، وهذا ما يجعل المستقل يشعر بالارهاق والتعب النفسي من هذا النوع من المشاريع، ومع الوقت سيشعر ان كل الجهود المبدولة ضائعة وغيرب مقدرة فيتراجع شيء فشيء.
اما عن الاعتذار الواجب، فذلك يستند الى شخصية المدير وكيفية استجابته، فهناك من تكفيه اعتذارات خفيفة وهناك من يحتاج الى تعويضات وقتية او تنازلات نالية مثلا..الخ
وهناك ايضا يا اسيا انواع اخرى من العملاء تعاملت معهم شخصيا بمرارة، وهو من يريد عملا اكبر من ماله.
فيفتح معك مشروعا متوسطا لكنه يتسلسل في الطلبات ليصبح في النهاية عملا ضخما جدا.
هناك من يتحجج بأن اضافة كذا سوف تجعل العمل افضل فتضيف له ما يريد، وهناك من يتحجج بأنه من الطبيعي ان يتمدد العمل ويتظهر اشياء جديدة فلا يتوانى في نمديد العمل لكنه لا يمدد السعر ايضا ههه وهذا استغلال ذكي لا يمكنك الاعتراض عليه بسهولة لانه يبدوا طبيعي..الخ
هذا حقيقي للغاية يا آسيا. عندما أتعرّض عن نفسي لأي ظرف طارئ يمنعني من العمل، أصارح به العملاء، حتى وإن كان الظرف غير جدير بهجر العمل أو تأجيله، وحتى إن كان الخطأ منّي أنا. أعتني دائمًا بأن يكون الخطأ ظاهر، ودوري فيه واضح، وذلك كي يكون جديرًا بالاعتذار الذي أقدّمه. من هنا لا يجب علينا أبدًا التهرّب بظروف مزيّفة أو تزييف مواقف بعينها من أجل تجنّب المشكلات. إن هذه الاستراتيجيّة هي السبب الرئيسي في المشكلات أصلًا.
الغرض هنا ليس إقناع العملاء أو المديرين بالعذر يا إيمان. وإنما يتمثّل الأمر في أهمية تقديم الاهتمام، وذلك كي نستعيد ثقة صاحب العمل من جهة، وكي نشعره بالحماسة على استرجاع التعاون معنا بانتعاشته من جهة أخرى. لذلك أرى أن الضرورة القصوى في هذا الصدد تكمن في المصارحة، بالإضافة إلى أهمية الاعتراف بالخطأ والتقصير. لأن هذا الاعتراف هو الذي يمنح العميل ثقة مجدّدة في احتمالية عودة أداءنا وتحسّنه الفعليّ.
التعليقات