لو كنت مجبرا على الاختيار بينهما، وزميل لك كان المسؤول فعلا عن الخطأ، هل تشي به أم تخسر وظيفتك؟
هل تشي بزميلك في العمل أم تخسر وظيفتك؟
الامر بالفعل صعب, ولكن من قال انه يوجد فقط خيارين؟, هناك الكثير لفعله لحل المشكلة, فاولا نترك الخوف جانبا, وهكذا يمكنك التفكير "خارج الصندوق".
وقد حصلت بالفعل لي مرارا, زميلي في العمل يقوم بعمل شيئ خاطئ, واخبره انه خاطي, وانه لو اكمل علي ذلك فسيتسبب بذلك بايقاف المشروع كله, ولن اعمل انا.
وهكذا دائما ما اجد نفسي في واحد من 3 حلول (بعيدين تماما عن الحلول التي وضعتها)
الاول: هو محاولة حل المشكلة معه, وهكذا لن تكون مشكلة من الاصل ولن يلام احد علي شيئ
الثاني: هو ايجاد عذر مناسب حتي تحل المشكلة, او بالاصح, ايجاد عذر يقلل من "نيران" المشكلة, وهكذا لن يحدث شيئ مروع
الثالث : وهو حلي الاخير, وهو اني في العادة لا اخطأ اصلا, بالتالي دائما ما ابين كيف اني ليس لي دخل بالمشكلة, وهكذا لن احتاج لان اشي علي زميلي, وفي نفس الوقت لن افقد عملي, ولكنه الحل النهائي, لانه يعني ان اهتم بنفسي فقط
هذا هو ما أشار إليه صديقنا محمود في التعليق السابق فعلًا، لذلك أتفق معكما في أن العديد من المواقف تتطلّب المزيد من الشجاعة. وهنا أتي دور الشخص صاحب القرار، لكن في نهاية المطاف لا يمكننا أن نضمن شيئًا. أنا عن نفسي لم أفكّر في الخروج من حدود الاحتمالين والتفكير خارج الصندوق. لكن من الجهة الأخرى، عملتُ على إيجاد الاختيار الأمثل وأصيبت بالحيرة نفسها، في حين أنني اقتنعتُ بالرأي وسألت نفسي: لماذا أجبر من الأساس ولا أحاول مقاومة هذا الإجبار على الأقل بالتفكير؟
حسنا أخي العزيز أعلم أن هذا سؤال صعب للغاية ولكن رأيي بأن أنصح زميلي بأن يذهب للمسؤل ويُعلمه بأن ما حدث كان خطأه وأنه هو المسؤل الأول عن تصحيح هذا الخطأ وأنه سيتقبل أي عقوبات تقع عليه وإذا تم سؤالك عن من المتسبب بالخطأ من رأيي أن تقول الصدق فالصدق مُنجي وبعد ذلك يمكنك أن تمتص غضب المسؤل أو صاحب الشركة علي سبيل المثال وتقول له أنك ستساعد صديقك في تصحيح هذا الخطأ في أسرع وقت وبدون أن يتأثر عملكم وأن هذا الخطأ لن يتكرر مرة أخرى
على الرغم من أنها واحدة من الإجابات التي تبدو متشابهة مع الاحتمالات المتواجدة في المساهمة، فأنا أرى أن إجابتك مختلفة إلى أبعد حد يا أحمد، ومقنعة بدورها أيضًا، حيث أنك بهذا الحل قد استطعت أن توفّر للموقف الشفافية المطلوبة. أنا في هذه الحالة قد أختار الحل الذي تقترحه أنت، حيث أواجه الزميل بالخطأ، وأبلغه بأنه المسؤول وأنني سوف أتضرّر بسببه، وإن لزم الأمر من الممكن أن أبلغه أيضًا بأنني سوف أعترف بأن الخطأ كان خطأه، وفي هذه الحالة حتى وإن تطلّب الأمر اعترافًا بأننا لم نكن المسؤولين، سوف يكون اعترافًا يمتاز بالشفافية في رأيي.
أولا هو ليس الاختيار بين عمل وزميل هو اختيار حقيقي بين رضا الله ورضا الدنيا .
وثانيا هي ليست وشاية ولكن أقنع زميلي بوجوب الاعتراف حتى لايُظلم غيره وإذا رفض فهو غير أمين ولا صادق ولايمكن الوثوق به فيجب أن يظهر الحق مهما حدث.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (وأيمُ الله، لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سرقتْ لقطعتُ يدها»!)
انتقى العديد من المستخدمين منظورًا أخلاقيًا في سياق حماية الزميل، حيث أنهم من الجهة الأخرى أيضًا استنكروا الوشاية، وبالتالي لا يمكننا أن نوحّد بين هذين الصراعين الأخلاقيين، لأننا نمتلك الكثير من الأسباب التي تجعل أي سلوكٍ من السلوكين غير أخلاقي، فهل ترين أن الكفّة فعلًا تميل جهة الخيار الثاني؟ لأننا قد نتسبّب في قطع رزقه. وللتوضيح، أنا وجهة نظري من مع جهة نظرك فعلًا.
ليتنا نعمل على ازالة مفهوم خاطئ جدا في المجتمع وهو( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) وكأن الرزق بيد البشر، وهذا تعدي على الله عز وجل فهو خلق العباد وهو المتكفل برزقهم ومقسم أرزاقهم بعدل وحكمة .
ولنبتعد عن فلسفة المواقف فهو إما حق أو باطل .المخطئ يذهب ويعترف ولايوقع الآخرين في موقف المزور الغاش الكاذب ونعمل على نشر مزيدا من الأخطاء ويتمادى من به لوثة الشيطان في التفنن في المراوغة فكأننا نحن الذين أنعمنا عليه برتبة شيطانية .
ولو عكسنا الموقف هل سيعترف هو على زميلة أم لا؟
طالما ألتزم الصمت فهو يفعلها وربما أضاف اضافات سامة .
أعتقد أقل ما يقال عن هذا الموقف صعب وخصوصاً لو تعرضت له لأني عادة لا أكذب نهائياً فالموضوع سيصبح صراع بيني وبين نفسي ولكن لنتحدث بمنطقية .
من الأوجب قبل مطالبة الموظف بالإقرار من وقع منه الخطأ أن يكون المسؤول المباشر الأول في حالة متابعة وهناك اجتماعات و بريد متصل واهداف محددة لكل شخص . فوقوع الخطأ في بيئة تعمل ضمن إطار عمل واضح ومُمايز يجعل المدير يحدد هذا الخطأ ضمن إطار عمل أي منهم .
ستقول على فرض شخصان بنفس المكتب ونفس المهام ووقع الخطأ . الرد حسب الخطأ إذا كان خطأ عابر خطأ بالأرقام أو أي رمزي ضمن إطار العمل بدون أذية أو اعتداء طبعاً لن أكون واشية لأن المدير الذي يضعني بهذا الموقف سيضع غيري لأي هفوة تجاهي .
الأساس أن يكون الرد دبلوماسياً لن أكون واشياً . الحقيقة التي أتجنب قولها من بداية كتابتي أن لو كان زميلي أودي بفعل قاصداً اكتساب مبلغ مالي إضافي الحصول على جهاز بشكل غير قانوني لن أمنع نفسي من الوشاية عنه .
إذن يمكنني الاستقرار الآن على استراتيجية مناسبة لهذا الموقف يا أماني ترضي جميع الأطراف. تتمثّل في الآتي:
- مواجهة زميل العمل بالأمر فورًا، ووضعه بيني وبينه على الطاولة، لا الاحتفاظ به في داخلي.
- الاعتراف له بأنني لن أكذب ولن أضيّع وظيفتي لأنني ببساطة لستُ المسؤول، وأعلمه بأنني لن أشي لكن إن اتهمت سأعترف بكل ثقة.
- سأنبّهه إلى أنه بصمته يعمل على أذيّتي.
- إذا ما تطرّق الأمر للإدارة، أعترف وأنقذ نفسي بحق شرعي، وبمنتهى الشفافية بعد أن أخبرت الزميل.
ما رأيك؟
الصراحة الموقف صعبا جدا لكني سأحاول التحدث معه ليعترف هو بالخطأ ويتحمل مسؤوليته، لكن إن رفض وسيتحمل المسؤولية شخص آخر فسيكون عليا الاعتراف بمن سبب الخطأ للأسف وساعتذر منه وان الأمر مخالف لي ولقيمي ولا يمكنني تجاوزه.
نتمنى أن تكون هناك وساطة من قبل آخرين حتى يتم العفو عنه إذا هو اعترف بنفسه وسأكون ساعية خير في ذلك واحرص أن يحصل على العفو.
لن أشي به ولكن إذا سألني المسؤول في العمل عمن أخطأ فلن اكذب، الأمر صعب للاسف ولكن على كل شخص تحمل أخطائه، ولو كنت انا نفسي المخطئة والاعتراف سيكلفني خسارة الوظيفة فسأعترف بخطأي... هل إذا كان الأمر بالعكس وهناك مكافاة على الفعل هل سأعترف او لا؟ بالتأكيد سأعترف لصاحب الفضل في الفعل الذي يستحق مكافأة، الأمر نفسه في حال الخطأ إذ ينبغي أن نكون ناضجين بما يكفي لتحمل تبعات أفعالنا سواء جيدة او سيئة
هذا هو المنظور الذي انتظرته يا صديقي، وأحييكَ عليه، حيث أن العديد من المستخدمين قد استوعبوا الأمر من اتجاه واحد، وهو التعاطف مع شخص ربّما نتسبّب في طرده من العمل، بالإضافة إلى انهم اتجهوا إلى فكرة التعاطف معه أو التضحية من أجله. لكن الموقف في سياقه ليس بهذه الصورة، فأنا قد أوضحت أن الزميل هو السبب، ولم يقم بفعل الشيء نفسه من أجلنا، لذلك ففكرة التضحية بالنسبة إليّ على الأقل تمثّل خطأًا كبيرًا هنا.
الموقف صعب خصوصًا لو كان العقاب كبير مثل فصل او خصم من الراتب، لا أتمنى أن أوضع في يوم من الأيام بمثل هذا الموقف؟ لكن لو كنت أنا نفسي من ارتكب الخطأ سأعترف من أجل محاولة تصليحة ولافي الضرر لن أقبل بمضرة العمل على حساب مصلحتي، وإن كان زميلي فعليه فعل هذا الشي أو على الأقل أن فهم الموضوع ليس شخصي وتقبله، لن أشي به بسهولة لكن سأحاول تلطيف الموضوع وتهوينه حتى لا تكون النتائج سلبية عليي وعليه -لا أعلم كيف ولكن في منتصف الموقف يكون الأمر مختلف.
بصراحة أثناء كتابتي للتعليق شعرت بصعوبة الموضوع وحتى لو كان القرار الأفضل استصعب الواشية، ممكن في النهاية أنني سأخسر وظيفتي.
هل هذا الشيء يعد وشاية؟!
أنا لم أفضح سره، هذا خطأ ببيئة العمل ونتج عنه ضرر المكان وضرري شخصيا، بمكان العمل لا حاجة لأن نفكر عاطفيا، لذا سأتحدث عنه مباشرة وأطلب منه التقدم والاعتراف بخطأه وإن رفض سأعلمه أني سأفعل
لهذا الأمر شعرت بالتردد في منتصف تعليقي، هذا الفعل الصحيح نعم لكن الإنسان خطاء وفكرت في إنني إن أخبرت عنه سأتحمل ذنبه واكون سبب في قطع رزقه مثلًا.
بالعمل نحن لسنا أطفال صغار، كل منا يدرك تماما الخطأ من الصواب، وهل تنقذي رزقه وتخسري أنت مصدر رزقك وتضحي بعملك من أجله؟!
لأستفيض بردي، الأمر برمته مرهون بنوع الخطأ وطالما وصل الخطأ لدرجة سنعاقب بها بالفصل فهو خطأ ليس بديهيا وغالبا سيكون ناتج عن الإهمال أو التقصير المتعمد، لذا سأناقش معه الامر بوضوح وسيكون لجوئي للإدارة هو الحل الأخير لكن لن أضحي بما وصلت له بمكان عملي من أجل شخص لا يتحمل نتائج خطئه.
ذكرني سؤالك بإحدى الأحداث الفرعية داخل الفيلم الشهير Scent of a Woman للممثل المبدع أل باتشينو ، حيث كان يدافع في المشهد عن مرافقه الذي وُضع بنفس الموقف ، وضعته المدرسة أمام خيارين ، الأول هو أن يشي بزملائه الذين فعلوا الخطأ والثاني هو أن يتم فصله من المدرسة ، لكن ما لفت نظري أن أل باتشينو ذكر أنه ليس من المبادئ أن يكون هذان هما الخياران المتاحان له ، بل يجب أن يُحترم الشخص الذي لم يشي بصاحب الخطأ ويفضحه ، على الأقل ليس واشيًا !
بل يجب أن يُحترم الشخص الذي لم يشي بصاحب الخطأ ويفضحه ، على الأقل ليس واشيًا !
إنه سياق رائع بالفعل لنستعرضه يا محمود، لأنه يتمثّل في العديد من المشكلات التي تواجهنا، حيث نضع أنفسنا دائمًا أمام الخيارين، ونجبر أنفسنا تمامًا كما أجبرنا الآخرون، في حين أن الأمر من الممكن ان يكون له أي مخرج، وهنا يأتي دور المحاولة التي قامت بها الشخصية التي يؤدّيها آل باتشينو، حيث يظهر معدن الشخص صاحب القرار، الشخص الذي يفكّر في تغيير الحفلة المملّة وتحويلها إلى حفلة حماسيّة، عوضًا عن أن يهجرها ويعود إلى المنزل.
التعليقات