في عصر مليء بمواضيع الخصوصيّة وأهميّتها عالمياً وبالشركات والتكنولوجيا، ماذا عن الأفراد؟ هل ترى أنّ من حق شركاء الزوجية الاطلاع على خصوصية بعضهم، الموبايل مثلاً؟ أو أوراق العمل؟
هل لشريك/ة الحياة الحق في الاطلاع على خصوصية الآخر؟ الموبايل مثلاً؟
لا أعتقد أنه حق ولكن بذات الوقت لا يوجد سبب للمعارضة ولكن إن كان الهدف الأساسي لرؤية الهاتف هو عدم الثقة هنا تنبع مشكلة ضخمة، لكن إن كان لأي غرض مختلف فلا يوجد مشكلة هنا الفكرة تنبع فالثقة والغرض من فعل هذا الفعل بالنسبة لي لن أعارض ولكن أن لا يكون الأمر بسبب الشك أو عدم الثقة وأن لا يكون الأمر بشكل دوري كأني مراقبة.
ولكن إن كان الهدف الأساسي لرؤية الهاتف هو عدم الثقة
بعيداً عن الاستخدام العادي، هل يوجد أيّ سبب أصلاً يدعو اثنين إلى التفتيش في أجهزة بعضهم البعض بغير نقص في الثقة؟ ولكن السؤال: هل نقص الثقة مثلاً الذي قد يتعرض له أي زوجين هو مبرر كافي لكسر الخصوصية القائمة بين الشريكين؟ وهل يجب أن يوجد برأيك أصلاً خصوصية بينهم في هذه المسائل؟
ليست خصوصية ولكن كما قلت سابقا السبب الرئيسي من التفتيش بالهاتف ما هو؟ أنا كمثال لن أمانع أن يستخدم هاتفي ويتعامل معه ما دام اعلم أنه فقط يتفحصه بشكل طبيعي بدون أي نية للشك وغيرها ولن يكون هناك كلمة خصوصية حينها لأنه لا يوجد م أخفيه عنه وهو بالتأكيد كذلك ولكن إن كان بسبب الشك وغيرها هنا سيختلف رأيي تماما.
وأسباب التفتيش أساسها هي عدم الثقة والشك وغيرها.
لا أعتقد أن مجرد الفعل هو أمر خاطئ ولكن الأسباب التي دفعت للفعل ربما تكون المشكلة، لو كان النظر إلى الهاتف بسبب فقدان الثقة فالخطر ليس من الهاتف ولكن من تلك الثقة المفقودة.
العلاقات في أساسها مبنية على الثقة المتبادلة، فيجب أن تظل الثقة موجودة للنهاية.
الخصوصية أمر طبيعي في حياة الانسان، حتى بين الزوجين وبين الأبناء مثلًا، وليست من الضروري أن تكون مؤشر على خطأ ما، ولكن وجود مساحة امنة للإنسان لا يشاركه أحد فيها إلا نفسه أمر يبعث على الراحة والطمأنينة.
أعتقد أن الأمر سيكون صحيًا بشكل أكبر إذا شعر كل منهما أن له خصوصيته في هذا الجانب، يقول البعض إنك لو فتشت في أغراض أقرب الناس إليك فغلى الأغلب أنك ستجد شيئًا لن يعجبك. أنا مقتنعة بهذا الرأي.
يقول البعض إنك لو فتشت في أغراض أقرب الناس إليك فغلى الأغلب أنك ستجد شيئًا لن يعجبك
لكن ألا تجعل هذه الفكرة الحياة أكثر صعوبة؟ من الصعب أن يكون الإنسان في بيت مع شخص جميع أوراقه غير مكشوفة، ربما قد يكون تخلّص الإنسان من شكوكه على حساب أخلاقه أمراً مُريحاً أكثر وإن لم يكن مُبرراً.
لكن ألا تجعل هذه الفكرة الحياة أكثر صعوبة؟
ربما لا يكون الأمر حقيقي أصلا، ولكن -على الأغلب- عقل الشخص الذي "يفتش" هذا سيصور له شيئًا واحدًا على الأقل بطريقة سيئة. التغاضي هو الحل الأخلاقي والأكثر عقلانية.
أتعلم؟ لقد سئمت من مواضيع الحقوق بين الزوج والزوجة وأعتقد أننا بالغنا في وضع الحدود وتقدير الحقوق والواجبات، للدرجة التي تجعل من الزواج أمرًا محاطًا بالكثير من الحواجز التي تبعد الشريكين عن بعضهما بدلًا من تحقيق هدف الزواج الفعلي. التعامل مع الزواج بقدر الترابط الروحي الذي فيه لن يجعل مثل هذه المسائل محلًا للجدال.
التغاضي هو الحل الأخلاقي والأكثر عقلانية.
أومن فعلاً بهذه الحلول الرائعة الأخلاقية التي تُجنّب البشر التماس المُباشر مع بعضهم البعض، لكنّي أدركت أنّ هذا يؤجّل الأمر ولا يلغيه، يؤجّله ليحصل انفجار لاحق في العلاقة لا تُحمد عقباها وذلك لإنّ ما هو تغاضي أخلاقي لا يكون إلّا في الحقيقة "تراكم أخلاقي" تراكم بطيء يسبب خللاً كبيراً في النهاية.
لكل شخص خصوصيته ويجب احترامها، إن كان الزوج لا يرغب بأن يشارك أو يطلع على خصوصيته الشريك الآخر في أمر معين فهو حقه. العمل مثلًا ممكن ان يكون سري للغاية ولو أحد غيره عرف به ستحدث مشاكل كثيرة، يمكن للزوجين ان يتشاركا أخبارهم اليوم أثناء جسلة ودية ويتبادلون الحديث عن العمل هذا جيد ورائع لا مشكلة به، لكن لا يحق لأحد أن الاطلاع على شيء بدون علم الآخر. وبمثله الهاتف أيضًا، الثقة مهمة جدًا بين الأزواج ويجب احترامها.
لكن المشكلة في من يفهم الخصوصية بشكل خاطئ، بمعنى أن لديه خصوصية فيستغلها بشيء سيء يضر العلاقة مثل الخيانة، فهذا يفقد الثقة بينهم ويجعلهم بحاجة إلى الطلاع على الهواتف وكل شيء للتأكد، من أعطاك ثقة من البداية احترمها حتى تستمر، برأيي العلاقة بين الزوجين بحاجة إلى ترسيخ بعض المفاهيم بينهم لكي تستمر بشكل صحي، وهذا الموضوع من أهمهم.
ما معنى أن أطلق على من يسكن معي في ذات البيت من أجل ذات الحياة مُسمّى: شريك. إن لم أكن شريكه فعلاً في كل أسراره؟
برأيي العلاقة بين الزوجين بحاجة إلى ترسيخ بعض المفاهيم بينهم لكي تستمر بشكل صحي
هل يُمكننا أن نتحدّث عن أي أمر صحي في أيّ علاقة ونحن نتحدّث عن أوراق مغلقة في العلاقة وأسرار؟ هل يمكننا أن نتجاوز كل ذلك فعلاً متجاهلين الشكّ الذي قد ينتاب أي شريك في أي علاقة؟ ألا يحق مثلاً لأحدهم ليتخلّص من شكوكه أن يفضّ هذه الخصوصية، على الاقل لمرة واحدة؟
هل يُمكننا أن نتحدّث عن أي أمر صحي في أيّ علاقة ونحن نتحدّث عن أوراق مغلقة في العلاقة وأسرار؟
ماذا لو كان مجال العمل سري ولا يجب ان يتم مشاركته مع احد؟ هذا لا يكون نوع من الأسرار، قد يحب الزوجين مشاركة اخبار عملهم في جسلة ودية من حين لآخر. قد يثير هذا الشك لو اختلفت تصرفات الشخص عن العادة، يمكنه سؤال شريكه أفضل من التفتييش في خصوصية الآخر لأنه يقلل ثقة الشخصين في بعضهم.
التعليقات