مرّت علينا جميعًا مختلف الأفكار المبتكرة التي طبّقتها الكثير من الشركات على بيئات العمل بداخلها، والتي تمنح بيئة العمل أجواءً من المرح ترفع من حالة الموظّفين المعنوية وتزيد إنتاجيّتهم.
من الجهة الأخرى، كيف نمزج المرح ببيئة العمل الحر؟ هل لديكم أفكار موازية يمكننا تطبيقها على هذا المسار المهني وبيئة عمله؟
قد يكون الأمر صعبا نوعا ما المزج بين المرح والجدية في العمل الحر، كوننا نرتبط بمشروع ووقت محدد لابد من تقديمه في وقت وإلا سيكون من الصعب إقناع العميل بتمديد المدة، كما أن المرح في بيئة العمل الحر ترتبط ببيئة التي تحيط بالمستقل الداخل البيت، فهو يعيش في وسط عائلة مثلا العمل وسط موسيقى مرتفعة بهدف الترفيه قد يسبب فيها إزعاج لعائلته، أيضا الفوضى التي تمثل أحد طقوسه في العمل بدون ترتيب للمكتب قد يعتبرها عائلته إستهتار ولا مسؤولية وغيرها.
لذلك بإمكان للمستقل أن يرفه عن نفسه أثناء أداء لمشاريعه ولكن شرط أن يحترم من يعيش معهم.
وقد تتمثل أساليب المرح في:
من الأفضل عدم تضمين الوجبات أثناء العمل، فقد بينت أكثر من دراسة زيادة الشهية للأكل بينما نعمل، وتدني شعورنا بالشبع من نفس الكمية إن تناولناها بينما نعمل أو في الوقت المخصص للطعام. فعندما نعمل، قد نشعر ببعض التوتر أو الملل، ونميل إلى تعويض ذلك بالطعام إن وجد أمامنا، وللإفراط بالطعام أضراره الصحية الكبيرة كالسمنة والكوليسترول. بالإضافة إلى ذلك، الأكل أثناء العمل يقلل من الإنتاجية، وقد يقطع حبل أفكارنا بين الحين والآخر، ولاحظت ذلك شخصيا.
بدلا من ذلك، يمكننا وضع فواصل زمنية قصيرة خلال فترة العمل لنتناول شيئا خفيفا خلالها يعيد لنا نشاطنا وطاقتنا.
أتفق معكِ في هذا الصدد يا نور، بالإضافة إلى أنني من هواة المشروبات الساخنة أثناء العمل، حيث أنها تمنع عنّي أي نوبات برودة، وهو الأمر الذي لا أستطيع العمل في ظل وجوده على الإطلاق، بالإضافة إلى أنها تمنحني جوًّا من التغيير من الحين للآخر أثناء العمل، لذلك فأنا أقسّم مشروبات اليوم بين جرعة القهوة الصباحية، جرعتين من الشاي بالحليب، بالإضافة إلى عدد كبير من مشروبات الأعشاب، مع العناية بشرب الماء باستمرار أثناء العمل بالطبع.
طالما أن المشروبات صحية وقليلة السعرات، لا مانع منها أبدا، ولكن يجب الانتباه إلى مستوى السكر في المشروبات.
الإستماع لبودكاست طريف ومضحك أثناء إستراحة العمل.
تصاحبني الموسيقى أينما ذهبتُ في العمل الحر. لكن مشكلة البودكاست هي أنني أعشق المحتوى المسموع بشتّى أشكاله، وبالتالي فهو قادر على انتزاعي من تركيزي في أي شيء. لذلك لا أستطيع أن أعمل أو أكتب أو أمارس أي شيء يحتاج إلى قدر كبير من التركيز من خلال الاستماع إلى محتوى مسموع أيًّا كان نوعه. لكن الأمر بالنسبة للعديد من الأصدقاء الآخرين يمثّل أداة رائعة لتحسين إنتاجيّتهم في العمل.
كنت أعتمد على الموسيقى دائمًا أثناء العمل أيضًا لزيادة التركيز على العمل وعدم التشتت مع البيئة الخارجية، ومؤخرًا خصوصًا أثناء العمل ليلًا سماع البودكاست لأن يكون الصوت أهدأ، لكن تواجهني نفس المشكلة في أنني أفقد التركيز في البودكاست أحيانًا، اليلة السابقة فتحت حلقة بودكاست بعنوان The laws of human nature لروبرت جرين، وكان فعلًا مهم لكن لم أستطيع التركيز به كثيرًا وأنا أعمل فظللت أعيد ما فاتني ولم يساعدني كثيرًا فأغلقته لمرة أخرى لا أعمل بها. لهذا برأيي ان البودكاست يجب أن يكون بسيط حول النفس مثلًا ولا يحتاج إلى تركيز فسيكون رائع أثناء العمل.
فعلًا بيئة العمل المرحة تكون فيها انتاجية اكثر لأن الموظفين يكونوا سعيدين ويشعرون بالانتماء للشركة والتواصل فيما بينهم يزيد هذا الشعور.
في الشركة التي عملت بها قبل عام يا علي كان المدير يهتم بان نتشارك وجبة الفطور صباحًا وأيام غداء، فتخيص هذه الساعة لتقرب الموظفين من بعض ومع المدير والتحدث في هذه الفترة يزيد أجواء الألفة والمرح ومعرفة بعضنا البعض، كان له تأثير كبير فعلًا في جعلنا مرتاحين في العمل وكأننا أصدقاء مما زاد من انتاجية عملنا ككل.
شاهدت مؤخرًا مسلسل امريكي Brooklyn nine-nine، وهو يتحدث عن فريق من المحققين في نيويورك بطريقة كوميدية. على أي حال في يوم "الهالوين" عندهم كانوا يخصصون هذا اليوم في ترتيب عملية سرقة، تكون من خلال تحديد شيء مادي بسيط كهدف ومن يحصل عليه في نهاية اليوم يتم تتويجه كفائز، كان هذا بالنسبة لهم نشاط ترفيهي أصبح عادة كل سنة وأفضل يوم بالسنة. وخلق جو ترفيه عالي ففي نهاية اليوم يذهبون للاحتفال مع الفائز. برأيي يمكن تطبيق نشاطات مثل هذه في بيئة العمل كل فترة- لا أقصد السرقة لكن نشاطات ترفيهية.
بالاضافة إلى رحلات ترفيهية في نهاية كل شهر مثلًا.
السماح بوجود بعض ألعاب فيديو .
تخصيص مكان\ غرفة للجلوس وتبادل النقاش والحديث أو حتى التجمع.
أعلم أن الشركات التقليدية لا تعترف بأهمية المرح ولا يمكن تطبيق هذا في شركاتهم فهم يهتمون فقط بالانتاجية وزيادة الارادات، ولكن يغفلون عن أهمية المرح في الانتاجية فينعكس الامر بشكل سلبي عليهم.
لا يمكن أن ننكر دور الترفيه في زيادة الإنتاجية، فحتى الأطباء النفسائين يؤكدون بأن الضحك والمرح قد يحقق للإنسان حياة مستقرة ولا يصاب بالأمراض العصر الشائعة كضغظ الدم، الاكتئاب وغيرها.
ولكن من ناحية أخرى، يوجد حقا وربما أنا منهم إذا زادت الحدة في المزاح أثناء العمل قد يغيب التركيز والإهتمام بما يتم عمله في تلك الأثناء وقد أخذ وقت من إسترجاع التنبيه، لذلك حتى المرح لابد أن يراعي فيه الوقت والمكان وبالنظر لمشاريع التي يعمل عليها، إذا كانت عاجلة فما يحتاجه حينها هو الجهد والتركيز أكثر من المزاح.
ولكن من ناحية أخرى، يوجد حقا وربما أنا منهم إذا زادت الحدة في المزاح أثناء العمل قد يغيب التركيز والإهتمام بما يتم عمله في تلك الأثناء وقد أخذ وقت من إسترجاع التنبيه، لذلك حتى المرح لابد أن يراعي فيه الوقت والمكان وبالنظر لمشاريع التي يعمل عليها، إذا كانت عاجلة فما يحتاجه حينها هو الجهد والتركيز أكثر من المزاح.
الأمر له حدوده بكل تأكيد يا عفيفة، فأنا لا أعني بالطبع أي سمة من سمات التسيّب أو انفلات زمام الأمور داخل بيئة العمل، خصوصًا أنني أوجّه السؤال لبيئة العمل الحر، والتي عادةً تتكوّن من فرد واحد. تمتاز هذه البيئة بالعديد من المميزات. لكنها في المقابل تمثّل معاناة في الكثير من الأحيان، لأن الإنسان يحتاج إلى المزيد من تقنيات التواصل، مع الأشخاص أو مع الأدوات، من حين إلى آخر، ويحتاج إلى التنشيط بين الحين والآخر أيضًا.
لا يعني وجود المرح في بيئة العمل التسيب والإنفلات، كما ذكر علي ان كل شيء له حدود، وما قصدته أنا هو اوقات مرح محددة بعيدة عن العمل، ولكن يحتاج إلى مدير ناجح يعرف أن يضبط الفريق أثناء المرح وأثناء العمل.
ويحتاج إلى التنشيط بين الحين والآخر أيضًا.
حاول أخذ استراحة مدة 10 دقائق كل ساعة عمل او ساعة ونصف تجدد بها نشاطك، واستراحة اكبر كل 3-4 ساعات مثلًا.
أعلم أن الشركات التقليدية لا تعترف بأهمية المرح ولا يمكن تطبيق هذا في شركاتهم فهم يهتمون فقط بالانتاجية وزيادة الارادات، ولكن يغفلون عن أهمية المرح في الانتاجية فينعكس الامر بشكل سلبي عليهم.
هذا حقيقي للأسف. لكن في سياق آخر، العديد من الشركات التي تمتاز ببيئة عمل جيّدة نسبيًا أصبحت تعتني بهذا الجانب. لكن اعتراضي كلّه يتمثّل في الشركات التي تعتني بهذا الجانب، وتؤدّي إلى المزيد من التضييق على نفسية الموظّفين من جوانب أخرى، مثل شركات خدمات العملاء على سبيل المثال، حيث تبرز لنا المشكلات النفسية والأزمات التي عاناها مختلف العاملين في مثل هذه الشركات في الآونة الأخيرة، وقد تبلور هذا المفهوم في حدث وقع منذ فترة في مصر يا غدير حول أحد الموظّفين الذين قاموا بالانتحار داخل الشركة بعد المعاناة مع الضغط النفسي النابع من العمل. المصادفة الغريبة تتمثّل في أنني تركتُ العمل في هذه الشركة قبل الحادث بحوالي 15 يومًا، وما يمكنني أن أقوله هو أن الشركة كانت تلتزم دائمًا بأشكال الترفيه الداخلية من ألعاب وفاعليات وخلافه. لكن أمام ذلك قدر من الضغط أكبر بكثير ممّا تقدّمه للموظّفين.
يبدو أن الشركة تحمل الموظف مسؤوليات أكبر من أن يتحملها وتضعه تحت ضغط عمل كبير، استنتجت هذا من كلامك السابق إذا كانت نفس الشركة.
قد يكون بسبب ان الشركة لا تريد تعيين المزيد من الموظفين حتى لا تتحمل ميزانية رواتب أكبر فتضغط على موظفينها بمهام كبيرة تقلل من كفاءته وانتاجيته في العمل. ويبدو أنها تستعمل أشكال الترفيه لإلهاء الموظفين.
أعتقد أنه يمكننا المزج بين العمل والمرح يا علي عن طريق تشجيع الموظفين وإعطائهم بعض الوقت لذاتهم وأخذ بعض الراحة تماما من العمل, الأمر أصبح سئ للغاية أن تكون فقط موظف ملتزم بموعد للحضور وموعد للانصراف روتين لا يساعدك مطلقا على تنمية مهاراتك وإظهار لو قليل من ما تبدع به,مع وجود المدير المتذمر دوما يزيد الوضع سوء اعتقد أني لو كنت مدير سأحرص على وضع كل موظف بمكانه المفضلة الذي يرغب حقا بالعمل به لأري نتائج مختلفة ومبهرة من عقليته المرتبطة بشغفه بتلك الوظيفة, كما أني سأقوم بتغيير أوقات العمل حتى لا تكون ثابتة طوال الشهر سنجعلها متغيرة , كما أنه يمكننا تخصيص جزء خاص بالشركة لأخذ بعض الراحة من الضغط والعمل تكون مصممة بألوان مبهجة تبعث الطاقة للعودة للعمل مجددا , وتحفيز الموظفين أيا كانت النتيجة ما دام أن كل منهم قام بعمله على أكمل وجه, وحرية الرأي في أبدأ الآراء والمشاركة كل هذه النقاط يجب توافرها في الشركات واستغلال فكرة أننا بعصر حديث يحتوي علي كتير من الآليات التي يمكنها مساعدتنا.
تعمل بعض الشركات من خلال هذه السياسات في الوقت الحالي. وأتمنّى أن تنتشر هذه الثقافة بين الكثير من الشركات التي ما زالت للأسف لا تدرك الحد الفاصل بين الجدّية والاحترافية والضغط النفسي في العمل الذي إمّا يؤدّي إلى انخفاض الكفاءة، أو يؤدّي إلى الانفجار، وكلاهما سيضر الشركة نفسها في النهاية.
لكن من جهة أخرى يا رحمة، لدينا بيئة العمل في مجال العمل الحر، والتي تمثّل بيئة مختلفة للغاية عن بيئة العمل في الشركات، حيث المكان الأكثر مرونة وبساطةً، ووحدة الشخص مع نفسه في معظم الأحيان. ما هي الإجراءات التي يمكنا تحسين بيئة كهذه من خلالها وإدخال بعض المرح المحفّز إليها؟
بيئة العمل الحر لديها العديد من المزايا قد تكون مرنة، أكثر بساطة بالنسبة للفرد وليست بنفس الضغط مقارنة بالوظيفة العادية لكنها بالرغم من هذا تحمل عيوب بين طياتها، ليس من الجيد أن يكون فقط عملي خلف شاشة حاسوب أو جهاز محمول يا علي أين الاجتماعية أين التعامل مع البشر بمرور الوقت سيفقد الإنسان قدرته على التعامل مع الآخرين سينسي فكرة العمل بمجموعة، اعتقد أنه يجب التوازن بين الاثنتين فكرة العمل الحر وتطبيق مشروع خاص والعمل عليه، الأمر يحتوي على الكثير من النقاط السلبية والإيجابية التي أضيع بينها ولكني أحاول أن أوزان بين الاثنين، أم عن كيفية جعل بيئة العمل الحر أكثر مرحا حقا ليس لدي أي فكرة لأنه بالنهاية يكون شخص وحده خلف جهاز ما!
هذا سؤال جميل جدا على أعتقد أن أنسب شئ هو تطبيق نظام الألعاب فى التعليم وكما هو يطبق فى التعليم يمكن تطبيقه بسهولة فى العمل وفى كل مجالات الحياة .
هو ليس لعبة بقدر ما هو خطة منهجية منظمة تفاعلية ستعمل على إدراج الموظفين فى تحدى يتحول بعد ذلك إلى شغف وحب للقيام بالعمل هذا النظام قائم على المكافآت ولا يعتمد على الثواب والعقاب فالكل ناجح فيه ولكن التفاوت لمن سيظهر شغفا وتفاعلا مع الفكرة ويقوم بها بنجاح تام .
على حسب نوع المرح الذي يفضله كل إنسان. من ناحيتي أحب كثيرًا الكرسي الأرجوحة، لذا اشعر بأنه لو امتلكت واحدًا بحيث أعمل وأنا أتأرجح عليه سيكون أمرًا ممتعًا.
أنا استمع لفيديو مثلًا أو كرتون أنمي أو دورة تعليمية ما سيكون شيئًا ممتعًا خاصة إن كان عملي لا يتطلب إرهاق ذهني نوعًا ما
أنا اعمل في كافيه ما أو حديقة مع مشروب محبب أو طعام مفضل أمر لطيف كذلك.
أن أقوم بتزيين شرفتي بالنباتات والأضواء المريحة للعين، وبعض الأصوات الطبيعية البسيطة هو أيضًا أمر غاية في المرح واللطف والمحمس للعمل
التعليقات