استغرب عندما أسمع بأن البعض يستمع بمشاهدة فيديوهات لأشخاص يأكلون، من أين يأتي لهم شعور المتعة والسعادة، قد يكون الامر غريب حقًا بالنسبة لي، هل هنالك سبب منطقي لذلك؟
لماذا يستمتع البعض بمشاهدة أشخاص آخرين يأكلون؟
كان مدرس الكيمياء يخبرنا أن هناك ما يُسمى بالهضم الكيميائي، وفيه تنطلق إنزيمات الهضم داخل الجهاز الهضمي ولو حتى بمجرد شم الطعام الشهي أو رؤيته. بالإضافة إلى ذلك يجد الكثيرون المتعة في مشاهدة تلك الفيديوهات من باب حب الاستكشاف أو الترفيه أو للتخفيف على النفس، وإن كنت ضد هذا الأمر لأنه أصبح بمثابة إدمان بالنسبة لفئة كبيرة من الشباب والمراهقين، ويدفعهم إلى حب الأكل الغير صحي مرة بعد مرة.
الغريب أن الكثيرين من مقدمي تلك الفيديوهات لا يعملون سوى في تقييم الطعام وهم ليسوا بمتخصصين، ويتنافسون في الأكل بنهم لجلب مزيد من التفاعلات. وأغلب تلك التقييمات تكون مدفوعة الأجر وما هي إلا دعايا للمطعم، ولا أعلم كيف للمشاهدين متابعتهم وهم متأكدين بأن تقييماتهم مزيفة!
إلى ذلك يجد الكثيرون المتعة في مشاهدة تلك الفيديوهات من باب حب الاستكشاف أو الترفيه أو للتخفيف على النفس
ربما في الآونة الأخيرة بدأت تطل علينا فتيات من كويا يتناولون الطعام بشراهة أمام الكاميرا، وهذا ما أُطلق عليه بظاهرة "الموكبانغ"، يبدو أن هذه الظاهرة لها سلبيات كبيرة مثل؛ الترويج للإفراط في تناول الطعام بالإضافة إلى إعطاء الجمهور بعادات الأكل السيئة.
يشير المعنيين بعلم النفس السلوكي إلى مصطلح معيّن يعتني بوصف هذه الحالة، وهو ما يسمّونه بـ"الجوع البصري - Visual Hunger". هذا النوع من الجوع يعتني بالجاذبية المفرطة التي نشعر بها تجاه تناول الأطعمة من خلف الشاشات، حيث أن جزء من عقلنا غير الواعي لا يتناول العالم بالطريقة المتعارف عليها أو المنطقية التي ندركها بعقلنا الواعي. إنه يتعامل مع المؤثّرات الخارجية بصورة تفاعلية كيميائية بشكل كبير، وبالتالي فإن المشاعر الغامرة الناتجة عن تناول الأطعمة، والتي تتمثّل في الاستجابة الهرمونية، تعود علينا بشكل جزئي. وبالتالي نشعر بنوع من أنواع الرضى الجزئي، والنابع في أحيان أخرى أيضًا عن التأثير الصوتي لتناول الأطعمة، والذي يجده البعض مريحًا.
حيث أن جزء من عقلنا غير الواعي لا يتناول العالم بالطريقة المتعارف عليها أو المنطقية التي ندركها بعقلنا الواعي
العقل الغير واعي يلعب دور كبير في حياتنا وطريقة تفاعلنا مع الأمور، الكثير من الأمور التي نقوم بها تكون مخزنة في عقلنا اللاواعي وحدثت لنا حتى في وقت لا نتذكر، كانت عندي زميلة تخاف من اتخاذ القرار وعند المتابعة مع طبيبة نفسية عرفت أن المشكلة من الصغر كلما كات تتخذ قرار تتعرض للنقد من أمها والعقاب بعدها عندما كبرت أصبحت لا تتمكن من اتخاذ قرار وهذا شكل مشاكل كبيرة لديها لكن مع المتابعة مع الطبيبة تحسن الوضع كثيرا واليوم أصبحت فخورة بكل قراراتها، تعلمت طريقة التفكير الصحيحة.
هناك هرمون يسمى الدوبامين يُعتبر الدوبامين من الناقلات العصبيّة المُهمّة في الدماغ، حيث إنّه مسؤول عن العديد من الوظائف والأنشطة الرئيسة في جسم الإنسان.
يؤثر الدوبامين على المشاعر، والحركة، والإحساس بالسعادة والألم أيضاً، فهو يعمل على تنظيم المزاج والسلوك والإدراك، ويساعد على اتخاذ القرارات والإبداع.
أستطيع أن أبسط لك الأمر هذا الهرمون هو المسئول عن السعادة السريعة ذات أسرع وقت فى الزوال لدى الإنسان ما عليك فقط سوى أن تبرمج عقلك لأكثر من مرة أنك ستجد السعادة فى الطعام أو شرب الكولا أو غير ذلك عندها يفرز الدوبامين بكميات كبيرة لتشعر بالنشوة والسعادة لكن سرعان ما تزول بعد تناول الطعام بكميات كبيرة والفرد مستغرق فى غفلته وهو يتناول الطعام أو يشاهد أخرين يتناولونه ليخزن فى الذاكرة ذلك ثم يفعله مثله وأكثر بعد قليل .
لكن هرمون الدوبامين يفرز بكميات قليلة جدا فى المشاريع طويلة الأمد والمفيدة مثل التعلم والقراءة وممارسة الرياضة لذا تكون ثقيلة علينا لأننا لا نجد سعادة سريعة جدا مثل ممارسة العادات السلبية مثل الطعام بكثرة .
لذا هذا ما يجعلنا نستمتع برؤية تناول الأخرين الطعام .
التعليقات