يُنادي الجميع بالحريّة ، ولا شك أنها حقٌّ مُكتسب للبشر حيثُ كرّمهم اللَّه، لكن هل ترى أنّ هناك من الحريات ما ينقلبُ إلى فوضى؟ وما هي حدود الحرية للفرد في مجتمعه وبين دوائره ؟
من وجهة نظرك ، ما هي حدود الحرية للشخص في المجتمع؟
وما هي حدود الحرية للفرد في مجتمعه وبين دوائره ؟
أنا مع قاعدة أن "حريتك تنتهي عندما تبدأ حريةالآخرين"، فأنت حرٌّ ما دمت لن تؤذي أحداً ولن تتعدى على حرية أحد آخر بحريتك، ونعم أنا ضد مصطلح "الحرية المطلقة" وهو بالنسبة أحد مرادفات الفوضى، والدين والقانون منظمان لحرية الأفراد بشكل يضمن الحفاظ على حقوق الكل يمنع التجاوزات .
هل ترى أنّ هناك من الحريات ما ينقلبُ إلى فوضى؟
كل حرية إذا لم يتم ضبطها ورسم حدودها، تحولت إلى فوضى عارمة تدمر كل ما يمرّ بجانبها .
أتفق معكِ تمامًا يا تقوى ..
ماذا عن الحريات السياسية التي انتشرت في أوطاننا في الأعوام الماضية ، وتولية الشعوب لمن تريد وتنحيتها لمن تريد في أي منصب بداية من الوطن بأكمله إلى المؤسسات الصغيرة أيضًا ؟
أترينها حق مكتسب بحكم كونهم أفراد لهم الحق في هذا ، أم أنهم ليسوا جميعًا بأهل للسياسة والفهم الكامل في هذا ؟
سؤال آخر أثار فضولي الآن، ماذا عن الذين يقومون بالتصوير في الأماكن العامة (تصوير مباشر لواقعة مثلا ) ومن ثم رفعها على المنصات ، أتعتبرين تلك حرية أم تعدي على الغير ؟
أترينها حق مكتسب بحكم كونهم أفراد لهم الحق في هذا ، أم أنهم ليسوا جميعًا بأهل للسياسة والفهم الكامل في هذا ؟
لا يمكن تجاهل آراء واختيارات الشعب، فكيف تولي عليهم أحداً دون رضاهم ؟ هذا تعدي على حقوقهم فاعملية اختيار الحاكم لطالما كانت عملية انتخابية تشاركية ومن ينصب نفسه كرئيس دون حصوله على أكبر قدر توافقي من عموم الشعب وقياداته وحركاته السياسية هو ديكتاتور .
وبشكل عام أعتقد أن الشعوب العربية أصبحت أكثر وعياً في مجال السياسة وحقوق الإنسان، والاهم من ذلك أنهم أصبحوا أكثر يقظة تجاه حقوقهم .
سؤال آخر أثار فضولي الآن، ماذا عن الذين يقومون بالتصوير في الأماكن العامة (تصوير مباشر لواقعة مثلا ) ومن ثم رفعها على المنصات ، أتعتبرين تلك حرية أم تعدي على الغير ؟
سبق وأن قمت بطرح هذا الموضوع الذي اعتبره انتهاك يستوجب الردع القانوني، فلا يحق لأحد أن ينشر أي محتوى يظهر فيه شخص آخر دون علمه وإذنه .
منذ فترة وأنا أفكرُ في هذا الموضوع، وأقول في نفسي، أليست الحرية هي ألّا يكون الإنسان مُنقادًا لشيء؟ وأن يفعل ما يفعله لأنه يريده لا لأن شيئًا يدفعه ويُجرّده عند مرحلةٍ ما من إرادته؟
ومن هنا أقول، أن اتّباع المرء لرغباته وفعل كل ما تُسوله نفسه، ليست حرية كما يعتقد أبدًا، فهو هنا مُنقادًا لشيءٍ ولو كان في نفسه إلا أن من شأنه تدميره، وكلنا متفقون على أن الأمور حين تؤول إلى الأذى فهي ليست حرية، وأذى النفس أذى، وأنا أرى أن هذا الأذى في النهاية سيطول الآخرين.
لذا فإنني أعتقد أن شعور المرء بالمسؤولية وتصرفه ضمن ما تقتضيه، هو عين الحرية.
ربما لديكِ رأيٌ آخر، سأحبُّ أن أسمعه...
أحببتُ التطرق لمفهوم ( الحريّة في النفس ) فغالبًا ما نناقش دور المرء تجاه بيئته ونتناسى ذاته ..
من وجهة نظري أنّ الحرَّ مَن ملك زمام أمره يا جمال ، وهذا في نظري ليس سهلًا أبدًا وتطبيقه لا يُوفق إليه إلّا كلّ صبور .
لو تركنا لنفوسنا حريتها المُطلقة، لاتبعت أهواءها، ولنفذت كلّ ما تاقت إليه نافعًا كان أو ضارًا.
فالحمدُ للّه أن جعل لنا مرجِعًا واستقامة.
والآن دعني أسألك، لو حريّة نفوسنا مثلًا ليست مقيدة بشيء ، أو أن كان هناك شيئًا من المحظورات مباح لك، ماذا تود أن تفعل ؟
لقد سألتُ نفسي هذا السؤال من قبل، وعندما أدركتُ أن ما هو محظورًا فهو محظورٌ لمصلحتي أنا وما يقتضيه هنائي، وجدتُ أنني لن أرغب في فعل شيء، واذا حصل وفعلتُ فهذا لن يكون إلا في لحظةٍ جامحة، لكنني في وضعي الهادئ لن أحب القيام به، الدخان مثلًا، ليس محظورًا ولا أقول أنه مُباح، لكن لديّ قناعة أن هذا يضرّني ولا يعود بأيّ منفعةٍ عليّ، وأنا لا أحب العبث في الأشياء، ولا أفعل إلا ما أجد فيه خيرًا لي، لكن لا أعرف، لكي أكون صريحًا ربما سأختار في ليلة بائسة أن أثمل مثلًا...
سبحان اللّه، كما ذكرت يا جمال، فلكلِّ منعٍ حكمةٌ وتدبيرٌ ودفعُ شرٍّ سيُلحق بنا لو كان مُباحًا.
تفكيري طفوليّ بعض الشيء ، من عامين كتبتُ خاطرة عن أنّ الممنوع مرغوب، فلم لا أجرب كركرة الشيشة التي كنت أتخيلها في قصة طه حسين 😅 ، أو أنني وفتيات جيلي نرتدي فساتين حقبة الثمانينيات 😅
التعليقات