جني المال من عمل نحبه ونمتلك شغفا تجاهه رائع ولكنه رفاهية قد لا ينعم بها الجميع. فعلى الرغم من أنني أؤمن بضرورة اختيار مسار مهني نمتلك شغفا تجاهه كي لا يصبح العمل حملا ثقيلا ومملا، إلا أنني لا أعرف ماذا أفول لأشخاص تنصب اهتمامتهم في مجالات غير مطلوبة كثيرا في سوق العمل أو يصعب إيجاد فرص للعمل بها. فماذا تظنون؟
هل نتبع شغفنا في اختيار تخصصنا حتى وإن كانت فرص النجاح فيه ضعيفة؟
بالنسبة لي المعادلة كالتالي. ما هو متوسط فرص العمل والعائد المادي والمعنوي من العمل في المجال الذي نحبه ولنجعل له رقمًا بأي طريقة فلنفرض أنه x مثلًا
والآن ماهي المجالات الأخرى التي يمكنني دخولها بدون أن أحبها أو لدي فيها مهارة ما وأستطيع أن أصل لمكانة أعلى من المتوسط فيهم؟ هل الفارق يكفي لتخطي فارق الشغف؟ هنا تكمن الفكرة.
ولكنها ليست قاعدة فبعض الناس يدخلون مجالات بها فرص قليلة وينجحون بها الأهم أن تتمكن من بذل الجهد الكافي بداخل المجال وطبيعة المجال نفسه والفرص الأخرى المتاحة.
ولكن بشكل شخصي فأستخار دومًا المجال المحبب وربما أتمكن من دمجه في المستقبل مع مجال ذو عائد أفضل.
فمثلًا قد يحب شخص ما الفن التشكيلي ولكن يصعب الحصول على فرص فيه يمكنه استغلال مهاراته في التصميم في تعلم مهارة من مهارات التصميم الرائجة وبهذا لا يبتعد كثيرًا عن شغفه.
لكن حتى مجال التصميم في بيئة العمل الحر أصبح رائجا بشكل كبير، وحتى المهارات اليوم لم تعد كافية من أجل الحصول على منصب عمل، لذلك برأي يتعلم الفرد أكثر من مهارة وفي نفس الوقت يدرس تخصصا مختلفا قد يوسع من إختياراته ولو لم يجد عملا من خلال التخصص الذي درسه سيجده من خلال المهارة التي تعلمها.
بالطبع أرى أن الإنسان الحديث عليه أن يجمع العديد من المهارات وأنا نفسي أدرس تخصصًا وأحاول دائمًا تعلم المهارات الخاصة بالمجالات الأخرى والتي قد تفيدني في مجالي الأساسي.
ولكن النقطة المهمة هنا تقرير أهمية تلك المجالات فإن كان المجال الأساسي يحتاج الكثير من الوقت فهو الأولولية الأساسية ولذلك عليه أن يستحق العناء.
وأما التنقل بين المجالات بدون تخصص كاف في إحداها فهو كقضم قطعة من كل تفاحة لكن الوظيفة تطلب هضم التفاحة بالكامل في الكثير من الأوقات.
للحصول على نتيجة أفضل وفرص أكبر يجب أن نتعلم مهارات واختصاصات مختلفة ولكن تتكامل مع بعضها البعض وليس من كل وادي عصى كما يقال. فبنظري أفضل ما يمكن فعله هو اختيار تخصص واحد أو تخصصين مرتبطين ومن ثم محاولة تغطية أكبر قدر من المهارات المختلفة المتعلقة بهما وعدم إهدار الوقت في مجالات أخرى بعيدة عنها كل البعد. ولكن يوجد مهارات كاللغة والمعرفة التكنولوجية تتكامل مع أي مجال وبالتالي يجب التركيز عليها أيضا بغض النظر عن الاختصاص.
إختيار التخصص الجامعي من القرارات المصيرية التي تستدعي التريث والتركيز أكثر، لا يكفي أن نبني إختيارنا بمجرد أن نميل إليه ومهتمين به فقط في المقابل قد لا نجد عملا بعد الإنتهاء من الدراسة، فلا فائدة من معرفة نعلمها ولكن لا تقودنا الى جني المال.
لذلك برأي قبل أن يزعم الشخص على إخذ القرار في هذا الشأن لابد عليه أن يسأل أهل الإختصاص والمشاورة من طرف الأساتذة الذين لهم بفرص العمل التي يتيحها ذلك التخصص، وبعدها يبني إختيار وسطي بين ما يميل إليه وبين فرص العمل الموجودة فيه.
انا من المقتنعين أنه وقبل البحث عن الشغف على الإنسان سد احتياجاته الأساسية أولًا وتحقيق الحرية المالية حتى يصل إلى رفاهية أن يُمارس شغفه بحرية دون قلق من فقر أو ضياع.
وهذا في حال كان شغف المرء ضعيف لا يُحقق لصاحبه الحياة الكريمة، أما إذا كان هذا الشغف مطلوب في سوق العمل، فيا لها من فرصة لا مثيل لها، ليس عليه سوى تطوير نفسه والعمل بشكل كافٍ حتى يحقق الحرية المالية لذاته.
لكن في هذا الصدد يا سارة قد أختلف معكِ على بعض الأصعدة، خصوصًا على الأصعدة التي تتوافر خلالها الأدوات اللازمة للأشخاص مثل الإنترنت والتكنولوجيا والقدرة على استخدام التقنيات المعاصرة بأي شكل من الأشكال، حيث يمكن للشخص أن يجد الطريقة المناسبة لصقل المهارات التي يحتاجها للتوحيد بين شغفه ومصدر دخله. في هذه الحالة بالتحديد لا أستطيع أن ألقي باللوم إلا على الشخص نفسه، لأنه يلقي بنفسه في أزمة نفسية ومستقبلية لا ضرورة له، حيث أنه باستطاعته أن يستثمر في شغفه بالطريقة التي تناسبة من جهة، وتناسب العصر الذي يعيش فيه من جهة أخرى.
هذا يتوقف عن ما هو الشغف من الأساس، فمثلًا إن كان شغف المرء التطريز أو مشغولات الكروشيه أو أي من هذه المشغولات اليدوية، إن القطعة الواحدة تحتاج إلى مدة طويلة لصناعتها، ثم وعند البيع لا يكون المكسب منها كبيرًا بالصورة المطلوبة، وبالتالي حتى يصل المرء للحرية المالية من هذا العمل أو الشغف سيحتاج فترة طويلة جدًا.
لا فائدة هنا لا للانترنت او التكنولوجيا في جعل هذه المهارات اكثر سرعة وانتاجية
أما ان كنا نتحدث عن مهارات كالكتابة، التصميم، الرسم ربما، وغيرها فيمكن بالطبع تطويرها وجعل مصدر اكثر من مجزي في مسألة المال
أتبع الواقعية يا ريان، لا يوجد من لا يتمنى أن تصيب الفرص مواضع شغفه، لكن أيضًا الحياة لن تقف احترامًا لك حتى نجد الفرصة.
نسعى نعم، نحاول مرة واثنين نعم، لكن لا نقف مكتوفي الأيدي لمجرد أن شغفنا لم يوافق ما هو مُتاح؟ هل حاولنا مع هذا المتاح ؟ مَن يعلم! ربما مواطن قوتنا تكمن فيه إن سعينا واجتهدنا.
الساعي يغلب الموهوب ريان ، ولم أر شخصًا ما إن يُغلق في وجهه باب فيطرق بابًا آخر إلا فتح اللّه له مالم يخطر على باله
كرأيي الشخصي افضل التخصص ذو المستقبل الافضل على ما انا شغوفه به ، فأن اخترت تخصص شغوفه به ولا يملك مستقبل جيد سأعاني لمدة طويله جدا من حياتي اما عند اختيار تخصص ذو مستقبل جيد استطيع تأمين نفسي فيه وربما من خلاله استطيع دراسة التخصص الذي كنت شغوفه به افضل لكن مع الاخذ بنظر الاعتبار امكانية النجاح به وامكانية التكيف مع هذا التخصص . ومع ذلك فهناك اشخاص لا يستطيعون تخصص شيء ان لم يحبوه هنا لا نستطيع الجزم بقابليتهم على تقبل اشياء اخرى بالاضافه هناك من رغم ضعف مستقبل ما يريدون لكنهم استطاعوا اثبات وجودهم والنجاح يعني الامر متعلق بالكثير من العوامل .
قبل الانتهاء من الجامعة وأنا أؤمن بأنه يجب أن يختار الشخص تخصصه وفقًا لشغفه ولحبه وهذا ما عملت به، فتخصّصّت في القسم الذي لطالما حلمت به منذ صغري بحانب قسم اخر مختلف عن تخصصي ولكن كلا التخصص لدي شغف تجاههما، لكن الآن لو قلت قدمي نصيحة لطالب يرتأي اختيار تخصص جامعي؛ سأطلب منه أن يختار تخصصًا مناسبًا لسوق العمل، وإلا سينضم إلى طابور كبير من الطالة. أؤمن أن الشغف في المجال الذي نتعلم قد يصنع المعجزات ويحدث فرقًا كبيرًا، ولكن ما فائدة هذا الامر إن كانت البيئة غير مناسبة لتنمية هذا الشغف بشكل أكبر على الواقع، ما فائدة إن بقي جاثما في مكانه. الشغف مهم ولكن في الوقت الحالي أميل إلى أن يكون التخصص مناسب لسوق العمل
التعليقات