لاحظت أن بعض النساء يحرصن على قراءة رسائل والمحادثات في هواتف أزواجهن وكذلك الأمر ينطبق على الرجل، فربما بعضهم لا تفوته أي محادثة كانت، لكن هل هذا أمر سيء أم أنه طبيعي ومن حق الطرفين الاطلاع على محادثاتهم؟ ما رأيكم؟
هل قراءة المحادثات على هاتف الشريك أمر مبرر؟
الأمر لا يخص طرفين متزوجين فقط بل أطرافا أخرى في الجانب الآخر من المحادثات, الزوج والزوجة لا يتلقيان الرسائل من الأشباح, في هذا التصرف المشين انتهاك لخصوصية الطرف الذي يجري محادثة مع الشريك والذي لن يرغب بالتأكيد أن تطلع زوجة صديقه أو زوج صديقتها على محادثاتهما وصورهما, خصوصا إن كانت ذات طابع خاص, كالمسائل الشخصية أو الأسرار المهنية, أنا عندما أبعث الرسائل لصديقي فإنني أبعثها له هو فقط وليس لزوجته أو عشيقته, والأمر أظنه أشد سوء لو كانت امرأة تبعث أسرارها أو صورها بأريحية لقريبتها أو صديقتها ليطلع عليها الزوج المصون.
الاطلاع على محادثات الشريك ما هو إلا دليل قوي على فقدان الثقة بينهما أو إصابة أحدهما بالشك المرضي، وفي بعض الأحيان يكون من قبيل حب الاستطلاع وإن كنت لا أراه بهذا الشكل وأجد تلك العلاقات غير صحية.
ولذا فالعلاقة الصحية بالنسبة لي هي ما اعتمدت على بعض الخصوصية في عدة جوانب كالمحادثات الخاصة ومساعدة كل طرف لأهله ماديًا، فهذه الأمور لا ينبغي أن تكون كالكتاب المفتوح دائمًا. وأتعجب ممن يلغي الخصوصية من العلاقة وكأن نسبة 1% من الخصوصية ستؤثر على نجاحها!
الإجابة المختصرة هي: لا. لا يوجد أي مبرر.
فهناك بعض الخصوصيات التي لا يحق لأي من الطرفين الإطلاع عليها بدون استئذان. وهذه الخصوصية بالذات لا يحق الاطلاع عليها حتى باستئذان.
فمثلًا أن يطلع زوج على المذكرات الخاصة لزوجته أو العكس أمر يرجع لرأي الشخص. ولكن أن يطلع على محادثات تخص آخرين أمر غير مقبول تمامًا.
لأننا في النهاية نحادث شخصًا واحدًا وليس أثنين ولن يرغب أحد في انتشار أسراره وملاحظاته الخاصة لأشخاص قد لا يعرفونهم.
لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة!
بإفتراض أننا تخطينا هذه النقطة وأن الشخص يطلع على محادثات أصحابها موافقون على ذلك فما يزال هناك مشاكل.
- ما نقوله ليس ما نعنيه طول الوقت. فالشخص الذي يتابع محادثات شريكه قد يجد شكوى منه في فترة مشاجرة ما أو انتقادًا له على فعل ما في وقت ما وهي أشياء يفعلها الناس مع أصدقائهم للتنفيس وقد ينتهي هذا الشعور بمجرد انتهاء تلك الفترة وعودة المياة لمجاريها. لذلك فالاطلاع على هذا بالنسبة لأشخاص غير واعيين قد يجعلهم يدخلون في مشاجرات أكثر. ولماذا؟
- قد يعكس هذا قلة الثقة: التفتيش عمومًا في أشياء الآخرين حتى لو بعلمهم يشعرهم دائمًا أنهم تحت المراقبة والشخص الذي يفعل ذلك بأي حجة هو شخص غير واثق وينتظر أي فرصة للشك والشك عمومًا من الأمور التي تخرب العلاقات على المدى البعيد لذلك يجب ترك مساحة صحية للشريك والثقة به دائمًا وإلا فلما تزوجناه من الأساس؟
- المساحات الشخصية تختلف من مكان لأخر: جميعنا نشعر بالراحة مع أصدقائنا وقد نشاركهم أشياء منافية لطبيعتنا التي نتعامل بها في العادة. فإن لم يكن الشريك على علم بهذا قد يصاب بالصدمة وقد رأيت بنفسي العديد من المشاكل مثل "زوجي يتحدث بطريقة غير لائقة بينه وبين أصدقائه" وهذا جزء من طبيعة الإنسان الذي قد يجد راحة أكثر في التحدث مع القريبين منه(بدون أن يمس هذا الطرف الأخر بالطبع) فالاطلاع على هذا الجزء إن لم نكن نعرفه من البداية قد يسبب عدم راحة نفسية واعتقاد أن هناك شخصًا يخفي جزءًا سيئًا من شخصيته بينما الحقيقة أن كلنا بشر نجد راحتنا في أماكن مختلفة بطرق مختلفة ولكل مقام مقال.
هذا بدون ذكر أن التلصص والتجسس أمران غير أخلاقيان بالطبع!
قد اتفق او اختلف مع هذا ولكن في اعتقادي يفضل ان تترك مساحة معينة لبعض الخصوصية، فقد اتفهم انه قد يوجد هذا التفاهم والثقة بين الازواج والتعامل بكل شفافية بينهما ولكن مازالت هناك اسرار الاخرين مثل اسرة هذين الزوجين اعتقد ان لايحق للزوج او الزوجة الاطلاع على الاسرار المتعلقة باسرة الاخر وايضا هناك معلومات سرية او بيانات تخص عمل الزوج او الزوجة من المفترض عدم الاطلاع عليها.
التعليقات