لديّ مشكلة كبيرة منذ صغري، وهي أنني لا أمتلك طريقة مناسبة لصياغة الاعتذار للآخرين بالطريقة اللائقة المطلوبة، وذلك على الرغم من أنني لا أرفض المبدأ نفسه على الإطلاق.
بشكل عام، كيف يمكننا الاعتذار للآخرين بطريقة لائقة؟
أنا مثلك يا علي ؛ في هذا فلا أملك طريقة مثاليه للإعتذار ؛ وقد قدم لي صديقي نصيحتة في هذا الأمر بمجموعة من الطرق التي أتبعها عند قيامي بالإعتذار . ومن هذه الطرق كالتالي :
أرى أن النقطة الأخيرة خصوصًا قد تفرّغ الكثير من الأحمال من على عاتقي قبل أن أبادر بالاعتذار، فبالبنسبة للنقطة الأولى ليس لدي مشكلة فيها، والنقطة الثانية أستطيع الامتناع عنها. أما النقكة الثالثة فهي بمثابة طوق نجاة، لأنها ستخفّف الكثير من التوتّر على ما أظن، خصوصًا أن الشخص الذي أمامنا من المحتمل جدًّا أن يقدّر الخطوة ويتفهّم أننا جئنا من أجل الاعتذار، حتى قبل أن نعتذر.
ما يحدث معي عكسك يا علي، أجد صعوبة في التعبير عن شكري وإمتناني لشخص، في حين أنني أنجح في تقديم الإعتذارات بطريقة جيدة ولائقة.
لذلك قبل كل شئ، لابد أن يكون الإعتذار لائقا بالمقام الذي نقدم فيه، مثلا الإعتذار الرسمي الموجه للأشخاص الرسمين يكون هكذا: أتقدم الى سيادتكم الموقرة بإعتذار حيال الأمر ..... (ذكر الجهة والموضوع)، وقد حدث هذا الأمر لعدة أسباب من بينها:.....(ذكر الأسباب ولابد أن تكون منطقية وموضوعية).
أما الإعتذار غير رسمي، أفضل أن يكون عفوي جدا، مثلا عندما أعتذر لصديق حول أمر " أعتدر منك يا صديقي عن تصرفي غير لائق بمقامك، أنت إنسان محترم وطيب ولكن أحيانا ردود أفعالنا وغضبنا تأتي غير مدروسة، أعتذر مما بدر مني.."
دائما الإعتذار الذي يعكس طبيعة الشخص يكون أكثر قبولا لطرف الأخر، لذلك عند إعتذارك من شخص كن على طبيعتك وعفويتك وأشعره بأن حقا قد أخطأت في حقه ومن ناحية أخرى أظهر لك مدى القيمة التي تضيفها شخصيته لك في حياتك.
في الآونة الأخيرة جنحتُ إلى طريقة معيّنة عفوية جدًا في إطار الاعتذار غير الرسمي يا عفيفة، وهي أنني عادةً ما أبدأ حديثي بأنني أريد الاعتذار لكنني أفشل فيه، وهذه العبارة تجعل الشخص الذي أعتذر له يفهمني ويفهم أنني لدي مشكلة في قدرتي على التعبير عن الاعتذار، حيث أنني قبلها كنتُ أعاني هذا الأمر لأن ملامحي يبدو عليها أنني ضد الاعتذار في لحظتها، لكن هذا بالتأكيد يكون غير حقيقي، والخلط يحدث بسبب عدم اختياري لصيغة الاعتذار المناسبة. ربما تسلكين أنتِ المسلك نفسه مع الاعتراف بالامتنان أو الشكر.
العفوية يا علي..العفوية هي الحل
فلتذهب للذي أخطأت في حقه ولتعتذر له أو تطيب خاطره بما قد يجود به عقلك، لأنك غالباً لو رتبت الأمور ووضعت سيناريوهات ستعقد الدنيا أكثر وقد تتردد في الذهاب، لذا فالإرتجال خير رسول لقلبك ويوحي للذي أخطأت في حقه بقصد أو دون قصد بأنك سليم النفس ولم تقصد إلحاق الأذى به. ومن العيوب التي لاحظتها عندما أرتب ردي والكلام الذي أود قوله أن ردي حينها يكون روبوتياً مصطنعاً وسرعان ما يلاحظ الطرف الآخر ذلك ولا يكون عنده أي قابلية للصلح، بل يشعر بالتحدي تجاهك وقد يتطور الأمر للسب أو الشجار.
لذا إن آثرت العفوية في اعتذارك فلتقيدها بالتالي
ثم اعلمه الشئ الذي أخطأ فيه إن كان قد أخطأ هو الآخر في حقك وأخبره أنك سامحته.
حل رائع جدًّا يا صديقي، بالإضافة إلى ضرورة التلميح الذي أشرت إليه، لأنني لم أكن أمتلك هذا النوع من الوعي بكيفية الاعتذار وأهم أدواته، حيث أنني كنتُ أبادر عادةً بذكر الخطأ الذي دفعني إلى الفعل الذي أعتذر حياله، وعلى الرغم من أن قصدي أو نيتي تكون بدافع التبرير لخطأي بعض الشيء، فإن الأمر من الخارج لا يبدو هكذا على الإطلاق، ويؤدّي إلى نتائج عكسية في المعتاد.
الأمر يتوقف على حجم الخطأ الذي ستعتذر عنه، هل تسبب في أضرار نفسية، أو مادية للشخص الذي تعتذر له.
من رأيي إن كان هناك سبيل لتصحيح الخطأ فالأولى من ترديد الكلمات تصحي الخطأ أولًا. هذا أهم من ألف كلمة من رأيي
ما هي طبيعة الكلمات التي من الممكن أن تصحّح الخطأ يا سارة لأنني لا أفهم ما ترمين إليه جيّدًا؟
وبالنسبة لحجم الخطأ، فأنا أعني هنا الأخطاء العادية التي تمثّل سوء تفاهم، لكنها لا تنتهي في نفس الجلسة، حيث نحتاج بعد أن يهدأ كلا الطرفين إلى أن نعيد فتح النقاش للتعبير عن شعورنا بالذنب تجاه الخطأ الذي ارتكبناه، في حالة عصبية مثلًا أو بدافع سيّء وغير مبرّر من الغضب في تلك اللحظة.
ما هي طبيعة الكلمات التي من الممكن أن تصحّح الخطأ يا سارة لأنني لا أفهم ما ترمين إليه جيّدًا؟
لا اقصد كلامًا وانما افعالا، فإن اعتدى شخص ما على إنسان آخر بالضرب، أو بأي فعل آخر فعليه السعي إلى الاتيان بفعل يصحح ما فعله هو، وليس الاعتذار لأن الاعتذار لا شيء بتاتًا إن لم يتم تصحيح الخطأ.
أما الأخطاء العادية كقول كلمات غير مفضلة وقت الغضب وغيرها من أفعال، لا استطيع الإجابة عن السؤال؛ لأنني أؤمن بأن ما يتلفظ به الإنسان وقت الغضب أو ثورة المشاعر عامة يكون هو الحقيقة لا غير، ومن ثم فيكون عصيًا علي أن اغفر لشخص أساء لي وقت غضبه، أو تفوه بأمور ثم عاد وقال لم اقصدها
التعليقات