نحن نظلم الملل كثيرًا، فهو ليس سيئا لتك الدرجة, لو فعلنا مثل نيوتن لاكتشفنا الكثير من القوانين، فهو على الأغلب كان يراقب الشجرة من الملل، وليس لسواد عيونها.
شاركوني نشاطاتكم في مجابهة الملل؟ بالنسبة لي أشاهد فلمًا أو فيديوهات التحفيز ...
هناك العديد من النشاطات التي من الممكن أن تساعدنا في تلك الأوقات، مثل:
الملل بصفة عامة عندما يأتي يُوَّلد الكثير من النشاطات لدى الشخص يمكنه بها التغلب عليه أو الكسر من حدته.
وتلك النشاطات تختلف من شخص لآخر حسب اختياراته وتفضيلاته والأشياء المتاحة له.
في الواقع من النادر جدًا أن أصاب بالملل، فدائمًا ما لدي الكتب الصوتية التي أؤجل سماعها، والكتب التي لم أقم بإنهائها، وأصدقائي الذين يجب الاطمئنان على أخبارهم، أضف إلى ذلك أنني أحب كثيرًا لعب الشطرنج، ولذا فأستغل أوقات الفراغ للعب مبارة طويلة على التطبيق أو مع أحد أفراد عائلتي أوالأصدقاء.
ولكون علاقتي سيئة بالرياضة فأنا أستغل أي فائض من الوقت في المشي لمسافات طويلة كتمرين جيد مسلي للمحافظة على رشاقتي
أنا لا أشعر بالملل إلّا خلال فترات الانتظار، وتلك الفترات لا تظهر إلّا أثناء الانتقال داخل المواصلات العامة. لكن العمل ومختلف الأنشطة لا تمنحني وقتًا للملل في البيت. ومن جهة أخرى، فإنني أفضل عادةً التمشية والخروج فور إنهاء العمل، لذلك لا أشعر بهذا الشعور في البيت.
أمّا بالنسبة لما أفعله في المواصلات وساعات الانتظار، فهو مرتبط بمهنتي ككاتب يا دليلة قدر الإمكان، فأغلب الأنشطة التي أقوم بها تكون في هذا الصدد، وهي كالآتي:
الملل هو حالة من فقدان الشغف او الحماسة لفعل شيء، وقد يكون التعبير عنه من خلال سوء استخدام لغة الجسد او العبث في مقتنياتنا الشخصية مثل الأجهزة الذكية والتي تشكل تركيز للملل مع تضييع الوقت من خلال اللعب في الهاتف الذكي بدون أي هدف وهذا في نفس الوقت يزيد الملل؟
والبعض يفسر حالة الملل بانها تجربة تأملية وفي حال كانت كذلك فانها تعتبر حالة إيجابية ونكتشف من خلالها الكثير من الأمور وبل يمكننا صنع الأفضل من واقع الملل.
في دراسة أجريت عام 2014 ، وجدت ساندي مان وريبيكا كادمان ، وكلاهما من جامعة سنترال لانكشاير ، أن الملل زاد في الواقع من الإبداع .
وكما ان الحنين الى الماضي يمكن ان تقاوم اثار الملل مما يخلق إحساسا بالايجابية وقد اكدت ذلك احدى الأوراق البحثية التي تشرت في العام 2013 في مجلة Emotion
بالمقابل يعتبر شرود الذهن من نتاج الملل وهو الذي يولد المشاعر السلبية لكن في نفس الوقت تؤكد دراسات ان شرود الذهن مرتبط أيضًا بزيادة الإبداع ومهارات حل المشكلات ، فهناك فوائد محتملة أخرى أيضًا. ولذلك نبحث دائما عن أسباب تجعلنا نحسن من واقع الملل بدلا من تجنبه تماما من اجل تحسينه.
أرى عادةً يا مازن أنني أمتلك حالة من الشرود أفضلها في العديد من الأحيان، فأنا لا يصيبني الشرود إلا في فترات من الراحة، وهي بالتالي التي أعتبرها ضربًا من ضروب التأمّل. لكن فيما يخص الملل، فالأمر مختلف في هذا الصدد، لأن كلاهما غير متلازمين لديّ. ومن جهة أخرى، أحبّذ عادةً الاعتماد على تقنيات متعلّقة بالنشاط البدني وممارسة الرياضة وأنشطة الحركة من أجل التخلّص من مشاعر الملل السلبية.
لفت نظري عنوان تلك المساهمة.
هل فعلاً بإمكاننا أن نستغل الملل ونجعله مصدراً للأفكار؟
بالطبع بإمكاننا ذلك، ولعل أول شئ حضر بذهني لما قرأت السؤال هو أجاثا كريستي الكاتبة الشهيرة، حين سألوها كيف تأتيك أفكار روايتك البوليسية وكيف تنسجين حبكتها بتلك البراعة، أجابت بأن أفضل الأوقات التي تأتي لها أفكار إبداعية فيها هو الوقت الذي تكون فيه منشغلة بغسل الأواني!
في حين أن معظم النساء يضقن ذرعاً بغسل الأواني خاصة كانت أعدادها كبيرة، ولكن أجاثا كريستي استغلت ذلك العمل الممل في التأمل والتفكير.
ولعل الشئ الغريب حقا أن أجاثا كريستي لم تكن الكاتبة الوحيدة التي تستغل أعمال المنزل وخاصة جلي الأواني في ابتكار أفكار ابداعية وأحداث إضافية للرواية. فقد صرحت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي أثناء حديثها عن كواليس كتابة رواية الأسود يليق بك، وقالت أن جلي الأواني كان سببا في ابتكارها لأحداث مفصلية في الرواية.
أما أنا فأجابه الملل بالتأمل والقراءة لخلق أفكار إبداعية تفيدني في الكتابة، فقد قلت غير مرة أن الكتابة عند من يكتب هي صورة ما يقرأ، والقراءة نوعان، فهناك قراءة في الكتب والروايات وتلك تفيد في تقوية حاسة التعبير وإثراء العقل بالأفكار المختلفة، وقراءة أخرى هي أكثر صعوبة من القراءة الأولى لأن لها علاقة وطيدةٌ بالنفس. وهي قراءة ما يحدث من حولك والتعبير عنه ورؤية ما وراء الأشياء من معانٍ وفِكَر، فهي قراءة تأملية تثري قراءة الكتب أكثر وأكثر، وتتفاعل معها داخل العقل فتقوى بهما معاً موهبة الكتابة.
التعليقات