الممر الشرفي هو ممر اشتهرت به بعض دوريات كرة القدم خاصة الإسبانية على حد علمي، وفيه يقف لاعبو إحدى الفرق لتحية الفريق الخصم بعد تحقيقه لإنجاز ما. وفي بعض الأحيان أجد الفريق الفائز يقيمه تشجيعًا للفريق الخاسر بعد خسارته لبطولة على سبيل المثال. وقد فكرت في هذا الممر قليلًا، ماذا لو فعلته على أرض الواقع وليست الملاعب فحسب؟ سيكون الأمر رائعًا أن أشجع شخص أحبه على إنجاز قام به، أو أواسي شخصًا آخر وأحفزه للاستمرار. ماذا عنكم.. إن أتيحت لكم الفرصة لإقامة ممر شرفي لأحد الأشخاص.. من سيكون؟
إن أتيحت لكم الفرصة لإقامة ممر شرفي لأحد الأشخاص.. من سيكون؟
سيكون الأمر رائعًا أن أشجع شخص أحبه على إنجاز قام به
اعتقد أن أمي وأبي هم أكثر الاشخاص الذين يستحقون في حياتي ممر شرف وبجدارة، كونهم هم من صنعوا الانجازات في حياتنا. لا أحد سواهما حقًا.
أواسي شخصًا آخر وأحفزه للاستمرار.
هنا الامر مختلف عن الاول، ربما أنا هنا الذي استحق الممر، أحتاج حقًا إلى أن أواسي نفسي وأحفزها على الاستمرار. أحيانًا أشعر بالاحباط، ولكن أحاول قدر المستطاع على أن أواسي نفسي واذكرها بأنه يمكنني صنع ما لم أصنعه في وقت سابق من حياتي.
هذا حقيقي فعلًا محفّز للغاية يا هدى، فإن دور الأب والأم في حيوات معظم الأشخاص هو الدور الأهم، ولعل أبرز ما يمكن أن يقدمه المرء لهما هو على الأقل الاعتراف بهذا الجميل.
من هنا يمكنني أن أسلط الضوء على ظاهرة غريبة للغاية في الآونة الأخيرة، وتتمثّل هذه الظاهرة في فساد العلاقة الأسرية على هذا الصعيد بشكل غير مسبوق في مجتمعنا، فهل لهذا أسباب في سياق العلاقة الأسرية نفسها أو مشكلات في صلب مجتمعنا تجعل التوزاصل بين الآباء والأبناء صعبًا؟ أنا أرى أن الأمر له أكثر من سبب، ومن أبرز الأسباب هو تعسّف الآباء في التواصل مع أبناء الجيل الحالي بمتطلبات عصرهم، لا عصر آبائهم، فهل تفقين معي؟
فهل لهذا أسباب في سياق العلاقة الأسرية نفسها أو مشكلات في صلب مجتمعنا تجعل التوزاصل بين الآباء والأبناء صعبًا؟
برأيي تلك الظاهرة ليست غريبة ولا جديدة على مجتمعنا يا علي، فمثلما نشعر بذلك فإن أجدادنا شعورا بتلك الفجوة بينهم وبين أبنائهم في الماضي، وهي فجوة طبيعية نتيجة التطور التكنولوجي الذي يحدث مع كل جيل ويختلف عن الجيل السابق له. والحل هو محاولة التواصل مع الجيل الجديد بما يتناسب مع تطورهم واختلافهم، لن نصبح نسخة منهم ولكن على الأقل نحاول التقرب منهم ومعاملتهم بالصورة التي تلائم حياتهم المختلفة عن حياتنا.
لوالدتي بالتأكيد، فهي تستحق ممر شرفي مميز ليس فقط لأنها أم وكلنا نفتخر بأمهاتنا، ولكن لأنها تحملت مسؤولياتنا كاملة بعد وفاة الوالد، تولت كل شيء تعبت واجتهدت واستلمت مكان والدي بعد أن كانت لا تخرج للمنزل، تحملت الكثير والكثير معنا حتى تزوجنا جميعا وأصبح كل منا بمنزله، بارك الله بها وبأمهات المسلمين.
التعليقات