لطالما سمعت أن النساء هن الأكثر حساسية وعاطفية، لكن مؤخرا قرأت خبرًا يقول أن الرجال هم الأكثر عاطفية من النساء حاصة في مكان العمل، فهل حقا هذا صحيح؟
من هم الاكثر (عاطفية) الرجال أم النساء؟
يجب تعريف العواطف أولا لنفهم هذه الدراسات لأن الناس لا تفهم ما المقصود بالعواطف علميا.
العواطف هي ستة رئيسية وبعض العلماء يضيف عواطف أخرى: الحزن, الغضب, التقزز, السرور, المفاجأة, الخوف. وهذه العواطف هي مجموعة من التفاعلات المعقدة التي تحدث بمنطقة خاصة بالدماغ تدعى الجهاز الحوفي.
هذه الدراسات تدرس الفروق البيولوجية والفيزيولوجية بدماغ المرأة والرجل بمعنى هل هناك اختلاف في استجابة الدماغ لمحفزات العواطف عند الجنسين؟ هل طول مدة الاستجابة يختلف من جنس لآخر؟ عندما يتم وضع دماغ الرجل والمرأة تحت الأجهزة للتحليل, ثم تعريض الأشخاص المراد فحص أدمغتهم لمحفزات العواطف من خوف وحزن وسرور...إلخ فإنه لا يتم رصد أي فروق مطلقا من حيث كيفية الاستجابة ومدة الاستجابة, لا يستجيب دماغ المرأة بشكل أكثر قوة أو أطول مدة من الرجل.
هذا هو المقصود بهذه الدراسات.
من جهة أخرى.
سلوك المرأة على أرض الواقع وترجمة هذه العواطف يختلف بشكل لا يمكن إنكاره عن الرجل, فالمرأة تعبر عن الخوف بشكل أكبر فتصرخ وتقفز من الصراصير, تبكي وتصرخ بالجنائز, يغمى عليها عند الغضب الشديد والمشاجرات, تعبر عن الفرح والسرور بشكل أكبر.... بالنسبة لمن يأخذ الكلام بشكل شخصي لا أعمم ولكن عدد النساء اللائي يفعلن هذا أكبر من عدد الرجال.
وهذا مرد تفسيره ربما بسبب اختلاف بالدماغ لا يمكن رصده بتكنولوجيا يومنا, أو ربما هو ناتج عن أسلوب تنشئة المرأة والرجل بالمجتمع حيث تبالغ النساء في إظهار عواطفهن والاستسلام لها مقارنة بالرجال, وهي الفروق التي نراها أيضا تختلف من مجتمع لآخر, فإظهار العواطف بالعالم العربي ليست هي نفسها بألمانيا أو روسيا حيث يتم وصفهم من طرفنا بالبرود.
سلوك المرأة على أرض الواقع وترجمة هذه العواطف يختلف بشكل لا يمكن إنكاره عن الرجل
ليست فقط طريقة إظهار العواطف هي ما تحدث فرقًا يا جواد، بل أعتقد أن إظهار العاطفة نفسها سببًا من الأسباب الرئيسية لاختلاف استجابة كل فرد منا للمواقف وتبعاتها. فهناك دراسات تؤكد أن نسبة كبيرة من الرجال تميل إلى إخفاء العواطف. فيقوم الرجل بتحويل العاطفة السلبية التي يشعر بها إلى ابتسامة زائفة بدلًا من التعبير عن مشاعره كما تفعل المرأة.
نسبة كبيرة من الرجال تميل إلى إخفاء العواطف.
العواطف ستة مختلفة, ربما تقصدين عاطفة الحزن, ولكن بقية العواطف يظهرها الرجل أحيانا أكثر من المرأة حسب المجتمع, فهناك مجتمعات يظهر فيها الرجل الغضب بشكل مبالغ فيه, فيصرخ في الإدارات على موظفي الاستقبال ويعربد وقد يستخدم العنف أيضا, قد يسب ويشتم ويصرخ في الطرقات وهو يسوق سيارته وسط الزحام, في حين لا تفعل المرأة ذلك مطلقا حسب هذا المجتمع.
الخوف عاطفة لا يمكن إخفاؤها فهي تلقائية كلنا نخاف ونتراجع للوراء ونهرب, ولكن بعض النساء يظهرن عاطفة الخوف بشكل مبالغ فيه.
التقزز أيضا عاطفة تظهر على الجميع, فكلنا نشعر بالاشمئزاز وقد نشعر بالغثيان من بعض المناظر أو الروائح ولا يمكن للرجل أن يتحكم في هذه العواطف أو يخفيها, بل قد تتولى النساء عمل التمريض وتنظيف كبار السن والمرضى في حين أن رجالا لا يعملون في هذا المجال قد يشعرون بالغثيان من المنظر أو الرائحة.
وهكذا بقية العواطف..
ربما تقصدين عاطفة الحزن
عاطفة الحزن من العواطف التي يخفيها الرجال في مجتمعي بالفعل، فقلما أجد رجلًا يظهر حزنه على وفاة أحدهم أو فراقه. على العكس تمامًا يميل الرجال في هذه المواقف للصمود ومحاولة الاحتواء وإظهار أنهم غير متأثرين بما يمر عليهم.
أما عن الغضب فقد تختلف نوبة انتشاره وفقًا لكل مجتمع، فيتساوى الرجال والنساء في محيطي بإظهار نوبات الغضب، بل تقدم النساء على الصراخ والمجادلة والتنازع مع المدير أو زملاء العمل كي تصب غضبها.
الخوف عاطفة لا يمكن إخفاؤها فهي تلقائية كلنا نخاف ونتراجع للوراء ونهرب, ولكن بعض النساء يظهرن عاطفة الخوف بشكل مبالغ فيه.
ولكن يمكن التحكم بها عند بعض الأشخاص وبالأخص من يمتلكون ثبات انفعالي مميز. وهذا ما يحدث من بعض الرجال في محاولة لإظهار أنهم لا يخشون أي شيء، وإن كانت بواطنهم تخالف ما يظهرون.
بيولوجيا وفيزيولوجيا لايوجد اختلاف, الاختلاف الوحيد هو في تنشئة الرجل والمرأة حيث تتم تربية الرجل على أنه لايجب عليه البكاء في الجنائز أو الخوف من الحشرات والأشياء البسيطة وهكذا وعليه أن يشد عواطفه في المواقف عكس المرأة التي تعرف أن المجتمع سيتقبل منها أن تخاف من الصراصير وأن تصرخ وتبكي في الجنائز وهكذا.
التعليقات