يقال: إن السجن الحقيقي هو الخوف، والحرية الحقّة هي التحرر من الخوف،
ولكن هل يمكننا أن نتحرر تمامًا من المخاوف؟؟
الخوف موجود ولا يمكننا التخلص منه تمامًا لكن يمكننا التعامل معه بطريقة أكثر حكمة وعقلانية حتى لا يؤثر على حياتنا وقراراتنا ويكون ذلك من خلال:
أجد الأمر على درجة لا بأس بها من التعقيد. في البداية، دعينا نعترف بأن الإنسان قادر على التخلّص من أي شيء، حيث أن المستحيل على الصعيد النفسي لا يمكن أن نؤمن به. لكن الاستحالة قد تكون مرئية للشخص بسبب عدم قدرته على اختيار الاستراتيجية المناسبة التي يستند إليها للتخلّص من شيء ما أو التشبّث بآخر.
ونظرًا لأنني أرى أننا نستطيع التخلّص فعلًا من أي شيء، فإن المشكلة لا تكمن هنا بالنسبة إليّ. لا تكمن في قدرتنا على التخلّص من المخاوف، وإنما تتمثّل في نقطتين رئيسيّتين:
حتى نستطيع التحرر تماما من مخاوفنا علينا تحليل الاسباب لهذه المخاوف ونسعى لتبديدها فنصف الخوف هو المجهول والنظر الى هذا الخوف علي انه تحدي وفرصة ممتازة للتغيير والتطوير الذاتي.
اولا اخذ الوقت الكافي لدراسة مانحن مقبلين عليه من قرار او مشروع وعمل خطة لانجاح هذا المشروع.
ثانيا تحديد المشكلة المراد حلها او المشروع الذي نريد تطبيقه وذلك عن طريق وضع اداة قياس او معيار للهدف المراد تحقيقه.
ثالثا البحث العميق في المشكلة و جزورها وعمل دراسة جدوى للمشروع المراد عمله.
رابعا طرح البدائل والخطوات لاتخاذ القرارات وتطبيق المشروع.
خامسا بحث النتائج وانعكاسها على اداة القياس ومستوى الاداء للمشروع.
إذن أنت تعتقد أنه يمكننا التحرر من مخاوفنا
لكن البعض يعتقد أن الخوف هو ما يسير حياتنا بأكملها، فحتى قيامك لتناول الطعام حين تغفله، يأتي في إشارة منشأها التطوري الخوف من الفناء بسبب المجاعة.
اتفق معك اخت زينا كلنا نخاف ومن هذا الانسان اللذي لا يخاف ولا يجزع. ولكن السؤال هو كيف نستطيع التعامل مع هذا الخوف اللذي يعترينا الى ان يتملكنا. الجهل والفقر والموت والمرض كل هذا واكثر نخافه وقد يتملكنا الخوف اكثر ويتحول الى وسواس ورعب حقيقي. فكيف فاعلون نحن البشر وقد اعطانا الله هبة العقل والتفكير والموازنة هل نستسلم ام نميط اللثام ونستشرف نور المعرفة والاستكشاف متمسكين بقوة الايمان بغد افضل داخل قلوبنا ونستجمع الطاقة الكامنة فينا متوكلين على الواحد القهار وننجز ونصارع الدنيا فنحن اهلا لذلك فالحياة خلقت لنا لنحياها بجمالها وبلذة اجتياز صعابها.
فليس للخوف مكان في قلوبنا فلنثب وثبة الادهم في الذود عن عرينه.
الخوف هو شعور طبيعي في شخصية كل إنسان و لكن لو زاد عن حده يصبح مرضاً ، و هناك خوف محمود و خوف مذموم و هناك مخاوف اكتسبناها من ظروف حياتنا المختلفة من تربية الوالدين و العمل و الدراسة و السفر و الناس و غيرها من الظروف ، بالنسبة للتحرر من المخاوف بالطبع يمكن التحرر من المخاوف عن طريق التعرض لها و هي أسرع و أضمن طريقة ، ربما يكون الكلام نظريا و لكن لو جرب كل شخص و تحلى بالشجاعة في مواجهة مخاوفه سوف يتخلص منها ، بالطبع يوجد استراتيجيات مثل التعرض التدريجي و الترغيب و الترهيب و التجربة و الإيحاء و غيرها.
الخوف في الكثير من المواقف يشكل دافع للمضي والنجاة ، ويمنح الشخص قوة مضاعفة في حالات الطوارئ، فحين يهاجمنا كلب على سبيل المثال يبدأ إفراز الأدرينالين بالتزايد مما يمنح العضلات قدرة مضاعفة
بالطبع هي غريزة البقاء فلو هاجمنا كلب كما ذكرت أو أسد فستتضاعف قوتنا و لكن للأسف بعض الأشخاص قد يصيبهم الخوف بشلل مؤقت أو تيبس في العضلات مما قد يعوق حركتهم ، برأيك هل يكون هذا بسبب الأدرينالين أيضا ؟ و في هذه الحاله كيف يكون التصرف ؟ برأيي الشخصي أعتقد أنه يجب التدرب على مثل هذه المواقف خاصة للشخصيات الرقيقة و الحساسة المعروفة بعدم قدرتها على التصرف في مثل هذه الأمور.
ولكن هل يمكننا أن نتحرر تمامًا من المخاوف؟؟
الخوف ينقسم إلى نوعين:
نوع طبيعي، وآخر مرضي.
الطبيعي لا يمكن التحرر منه، ويكون سببا للاحتياط والأخذ بالأسباب، ولا يوجد إنسان لا يشعر بالخوف مطلقا، سواء كان خوفا من شئ، أو على شئ.
أما الخوف المرضي فهذا الخوف قد يجعل حياة الإنسان جحيما ويظل حرفيا سجينا، وهذا النوع لا يمكن التغلب عليه بمفردنا، بل يحتاج المصاب به مباشرة طبيب نفسي في أسرع وقت.
ولكن هل يمكننا أن نتحرر تمامًا من المخاوف؟؟
سألت هذا السؤال لنفسي يوماً، وتحول من سؤال إلى أمنية ومن أمنية إلى دعاء، حتى سمعت كلمة لشخص أعده كقدوة لي يصدمني بالحقيقة التي كنت أتجاهلها، وهي أننا لا نستطيع التخلص من الخوف تماماً ولسنا مجبرين على ذلك .. مع أنني أعلم في قرارة نفسي صدق ما يقول ولكن كلامه كان مرّاً عليّ واستهللت به تدوينة في مدونتي مستشهدة بأهل غزة الذين بدوا لي كأنهم أناس لا يخافون ! وهكذا قمت بوصفهم .
الخوف مشاعر واستجابات طبيعية وغريزية بداخلنا قد لا نستطيع التخلص منها ولكننا نستطيع التخفيف من حدة تأثيرها علينا وتحديها إذا ما قمنا بالتعامل معها على الوجه الصحيح .
أهم الخطوات التي قد تساعدنا على ذلك هو فهم أنفسنا وما نشعر به، والإجابة على أهم التساؤلات الداخلية حول أسباب هذا الخوف وماهيته وتأثيره، وبعد أن نفهم كل شيء نلجأ إلى رب العباد ونطلب منه الأمان والرحمة وليس سواه يخفف عنا ويطمئن قلوبنا، والإستعاذة من الشيطان .
لا أحبذ البوح بمخاوفنا الشخصية للآخرين فلا نضمن أنها لن تستخدم ضدنا في يوم من الأيام، ولكن إن كان ذلك الخوف مسيطراً هنا أنصح بالتوجه إلى أخصائي نفسي .
التعليقات