لطالما تكرّر على مسامعنا هذا السؤال في سياق أي مقابلة عمل رسمية، وبالتأكيد وقعنا جميعًا في اضطرار سخيف للإجابة عليه بنمطية محفوظة تخفي شغفنا الأصلي وخططنا التي نأمل في تحقيقها.
أرجو منكم الإجابة بأريحية هذه المرة بعيدًا عن مقابلات العمل الجافة. أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
أين ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
ربما هذا من أكثر الأسئلة التي مرّت عليّ هذا الأسبوع والتي طارت بي إلى فضاءات المستقبل المجهول، ومع تسارع السنين لا أعرف كيف ستمضي هذه السنوات وما الذي سيتغير فيها، ولكن ما آمله أن تمر بسلام .
أرى نفسي بعد خمس سنوات من الآن برفقة شهادتي، مستقلة مالياً، بدأت بعض المشاريع الصغيرة، أنهيت دورات تدريبية في عدة مجالات .
الشاهد هنا أنني لا أرى نفسي بمعزل عن بلادي، فأرى مستقبلاً أفضل لبلادي بعيداً عن كل الإضطرابات ونهاية البعد الذي دام طويلاً .
أدعو الله أن يحقق لنا ما نتمنى .
في هذا السياق يا تقوى، أرى أن اقتران الأمر بعلاقتك ببلادك قد يكون سلاحًا ذا حدّين، فبالرغم من العمل المستمر على هذا النسق كواحد من أكثر المخططات نبلًا وأعظم المبادئ، فالارتباط العاطفي الزائد عن الحد بالبلد الأم قد يضيع علينا العديد من الآمال والطموحات المختلفة، والتي قد تضعنا في سياق آخر مغاير تمامًا عمّا نحن فيه. وبالتالي أود أن أطرح عليكِ سؤالًا: إذا توافرت لكِ فرصة جيّدة في هذا السياق، هل يمكنكِ اتخاذ قرار بالهجرة ولو كان لفترة قصيرة؟ أم لا؟
إذا توافرت لكِ فرصة جيّدة في هذا السياق، هل يمكنكِ اتخاذ قرار بالهجرة ولو كان لفترة قصيرة؟ أم لا؟
في الحقيقة إن كل أهدافي أربطها ببلدي بشكل ما، حتى منجزاتي أقدمها من أجل بلدي ولا أجد الامر يضرني بل يزيدني إصراراً وسعياً، بالأخص عندما أتذكر أنني أقوم بهذا الأمر من أجل نهضة الوطن .
ولكن فيما يخص سؤالك، فأنا الآن مغتربة وأنتظر ربع فرصة حتى أعود لاستنشاق هواء بلادي من جديد، ولكن إن كان وجودي في بلادي لا يقدم لها منفعة فلا مانع لدي بالهجرة دون قطع ارتباطي بها، يمكنني ان أقدم منجزات وإسهامات باسم بلادي في الخارج وهو ما أسعى له حالياً حتى تتحسن الاوضاع في البلد وأعود لأبنيها برفقة إخوتي من أبناء البلد .
بصراحة…لا أحد يعلم الغيب ولا يتوقع ما سيكون حاله ؛ فأغلب الأحيان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!
على سبيل المثال: كورونا ظهر فجأة فغير نمط حياة البشرية رغماً عنهم!
لذلك الأيام القادمة تكون دائماً مليئة بالمفاجأآت الغير متوقعة!
لا أتحدّث عن الغيب أو ما شابه هنا يا صديقي، وإنما أتحدث عن الطموح. وطبيعة الطموح تعتمد على قدرتنا على الحلم في المقام الأول، حيث أننا إن امتلكنا القدرة على الصيد، لا يمكننا أن نصطاد سمكة واحدة إذا لم نتمنَ ذلك، حتى وإن توافرت لدينا كل شروط ومهارات الصيد. وبالتالي فأنا أرى أن الاستطاعة أو القدرة التي لا تعوض هي القدرة على الأحلام. لكن ذلك بالتأكيد لا يعني أنني أضمن شيء، سواء أنا أو أي من المستخدمين الكرام، وبالتأكيد لا علاقة لهذا الأمر بالتنبّؤ أو ما شابه.
التعليقات