بين الميديا والواقع، نعتمد جميعًا على وسيلة أو عدة وسائل لتبادل الآراء ووجهات النظر مع الآخرين. ويكون ذلك من خلال العديد من الأدوات والطرق.
بالنسبة لكل منكم، ما هي أبرز طرق وأدوات النقاش وتبادل وجهات النظر التي تعتمدون عليها في التواصل؟
أحب الإستماع ومنح الطرف الآخر فرصته الكاملة لإبداء رأيه دون مقاطعته أو التقليل منه، وأحرص تمام الحرص أن لا يتجه النقاش إلى الإحتداد والمواجهات، فتجدني أحاول تلطيف الجو ومحاولة إعادة النقاش إلى مساره الصحيح من تبادل أفكار وتشارك وجهات نظر وليس خلاف وجدال وتبادل اتهامات .
إنه أسلوب رائع للنقاش بالتأكيد، فأنا أفضل هذه النوعيات من الأسلوب، والتي تضمن لكلا الطرفين المزيد من الأمان خلال النقاش، وكل الاحترام، مع الالتزم بكافة الحدود الشخصية التي تحفظ احترام كل الأطراف.
هذا بالنسبة لأسلوب النقاش يا تقوى. أمّا بالنسبة لأدوات النقاش، فهل هناك منصات أو تطبيقات معيّنة تحبّين استخدامها في هذا الصدد؟
لا أعتمد على أدوات معينة في النقاش حالياً، ربما نشاطي في حسوب وما يتيحه لي من فرصة لمحاورة عقولكم النيّرة أعده الآداة الوحيدة التي أستخدمها في النقاش مع الآخرين .
ولكنني قمت مسبقاً باستخدام تطبيق يدعى وولف، يقوم على الانضمام إلى غرف صوتية للحوار مع الناس حول موضوع معين متفق عليه مسبقاً، وشاركت آرائي فيه، وحسب اعتقادي هو تطبيق عربي .
بالنسبة لكل منكم، ما هي أبرز طرق وأدوات النقاش وتبادل وجهات النظر التي تعتمدون عليها في التواصل؟
بالنسبة لي يا علي اعتدت النقاش مع الأصدقاء من مختلف الدول، عبر لقاءات نقاش أسبوعية لنناقش موضوع ما ؛ بواسطة تطبيق زووم .
وهذه الطريقة رأيتها مشجعة جدًا وتفاعلية للغاية ،و الجميل فيها أنك تناقش أشخاصًا من مختلف أقطار العالم .ولست مقيد برأي واحد مماثل لثقافتك و واتجاهاتك _كما يحدث في نقاشات الواقع_ فمهما اختلفنا سيكون هناك أرض مشتركة نتفق عليها ؛ ولكن في هذه النقاشات قد أناقش أشخاصا يملكون معتقدات على النقيض تماما مع التي أعتنقها أو أميل لها .
لم أتصور أبدًا أن هنالك اجتماعات عبر زووم من أجل نقاشات لا تعتمد على وظيفة أو مهنة أو شيء عملي. إنه لأمر رائع حقًا.
وفي الصدد نفسه، فقد استخدمت الأسلوب نفسه لكن ليس عبر زووم، وإنما كنتُ من مستخدمي Clubhouse منذ فترة، وهو ما ساعدني كثيرًا في جني الكثير من الأشكال التفاعلية، وساعدني أيضًا في الاستماع إلى العديد من وجهات النظر التي لم أكن أعرف عنها شيئًا، من مختلف الثقافات والبلدان. لقد كانت تجربة رائعة، وأظنها أكثر تفاعلية من زووم في رأيي.
كنت أحضر الكثير من الجلسات النقاشية في الجامعة، والتي كانت تمنحني كم كبير من الأفكار والتساؤلات، وفي النقاش أفضل طرح وجهة نظري بمصداقية و موضوعية، ولكن دون أن أجرح أي شخص قد يتبنى غير ذلك، وحين أستمع لوجهة النظر لمقابلة أحاول رؤىة وجهة النظر تلك من زاوية مختلفة فإذا وجدت أنها منطقية أتقبلها بكل سهولة
أسلوب رائع للنقاش. لكنني لم أحضر أيًّا من هذه الجلسات في الجامعة للأسف، حيث أني لم أفكر قط في المشاركة في أي نشاط جامعي جماعي. وذلك على الرغم من أنني لم أتوان أبدًا عن الأنشطة التطوعية، وعملتُ في العديد من التحرّكات التطوعية لكن خارج الجامعة. أما في الجامعة، فقد التزمتُ العزلة عن الأجواء بعض الشيء، وربما كان ذلك بسبب عدم اتفاقي مع آلية التعلّم الأكاديمي، وعدم مناسبتها لي. وقد لاقيتُ العديد من الصعوبات الاجتماعية والدراسية لأستطيع التخرّج في الجامعة أخيرًا بعد فترة طويلة من التأخير.
للأمانة تلك النقاشات فتحت لي أبواب من المعارف و الصداقات لكتّاب وأشخاص مثقفين وأساتذة للفلسفة والتاريخ والطب في الجامعة وحتى بعد تخرجي لا زلت أعود لاطروحات تلك النقاشات، ولا زالت لدي الكثير من الصداقات، فمنذ دخولي للجامعة علمت أنني سأجعلها تجربة فريدة جدًا من نوعها، واستغللت شهرة جامعتي في حضور مختلف الفعاليات ومقابلة الكثير من الشخصيات مثل الدكتور أحمد خيري العمري، وراتب النابلسي، والشاعر الكبير تميم البرغوتي، وهذا منحني تجارب فريدة جدًا.
أعتقد من أبرز الأشياء المميزة لي فى النقاش هي تقديم النصيحة بطريقة غير مباشرة حتى يتقبلها الطرف الآخر بصدر رحب.
وأيضاً وضع نفسي مكان الآخر في التفكر والرأي وأري الموقف من منظور آخر حتى لا أصر على موقفي بلا جدوي أو إستفادة لكلا الطرفين.
لا أفضل النصح على الإطلاق يا صديقي، فأنا دائمًا أعمل على تقديم النصائح بشكل مباشر لمن يطلبها. لكن بالنسبة لمن لم يطلبها، فأنا دائمًا ألتزم بأن تخرج النصائح في صورة مقترحات، أي أنني أقترح عليه ما يمكنه فعله حيال كذا أو كذا، ودائمًا ما تكون هذه المقترحات مصحوبة بقصة شخصية تثبت أن المقترح قد ظهر بسبب تجربة. لكن بالنسبة للنصح، فالأمر نسبي بين البشر ولا أستطيع الجزم بكونه فعّالًا مع معظم الناس.
التعليقات