بالتأكيد تعتمد الصناعة في الوقت الحالي على التطور التكنولوجي التقني في المقام الأول. ولعلنا نجد في التاريخ أمثلةً للعديد والعديد من المهن والحرف التي اختفت مع الوقت بسبب تطور الآلة بشكل عام.
وبالنسبة لعصرنا الحالي، فالأمر تخطى حدود توقّعاتنا إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرهما من الآليات التي لم نضعها في الحسبان منذ سنوات قليلة.
في رأيكم، ما هي نوعية المهن والحرف التي أوشكت على الاختفاء بسبب هذا التطور التكنولوجي المتسارع؟
في رأيكم، ما هي نوعية المهن والحرف التي أوشكت على الاختفاء بسبب هذا التطور التكنولوجي المتسارع؟
يبدو لي السؤال شائكاً بعض الشيء، فلم يتبقى على سيطرة الروبوتات على حياتنا ووظائفنا إلا القليل، فحتى الطب بدأ يعتمد عليهم .
إن أول مهنة فكرت بها هي ساعي البريد، ذلك الرجل الذي يسجل ظهوراً لامعاً في مسلسلات الكرتون ولكنه على الحقيقة يكاد يكون أسطورة عفى عنها الزمن، لا أعلم حقيقة إن كان هذا الشخص موجود في عالمنا الآن ولكن سيكون من الرائع مقابلته في الواقع !
ولكن المهن المهددة بالإنقراض يمكنني أن أذكر سائقي الأجرة، والمترجمون والمدققون اللغويون .
بالتأكيد تتعدّد المهن المهددة بالانقراض تبعًا لأبسط توقّعاتنا يا تقوى، وهذا الأمر مرعب للغاية، لأننا سوف نكون في هذه الوضعية في حاجة ماسّة إلى إيجاد البدائل التقنية المناسبة لملايين البشر الذين لا يمتلكون ثقافة تحويل المسار المهني، خصوصًا إن كان هذا المسار الجديد يتطلب التعامل مع التكنولوجيا.
أمّا بالنسبة لساعي البريد، فعلى الرغم من أنها لم تقفز إلى رأسي، فإنني أدركتُ الآن أنها مهنة شبه مختفية، وأنني من النادر للغاية أن أجد أيًّا من سعاة البريد في طريقي، فهذا لم يحدث منذ فترة بعيدة للغاية.
لذلك أقوم كل عام بالبحث عن أهم الوظائف التي ستختفي والوظائف الأكثر طلباً حتى أكون على اتصال مع أهم التطورات في هذا الجانب، والملاحظ الآن أن الوظائف التقنية أصبحت الأكثر شيوعاً والأكثر طلباً في عالمنا بينما تراجعت التوقعات فيما يخص مجال الطاقة ومع توجه العالم نحو الطاقة البديلة الأكثر نظافة ومحاولة تخليهم عن النفط .
أمّا بالنسبة لساعي البريد، فعلى الرغم من أنها لم تقفز إلى رأسي، فإنني أدركتُ الآن أنها مهنة شبه مختفية، وأنني من النادر للغاية أن أجد أيًّا من سعاة البريد في طريقي، فهذا لم يحدث منذ فترة بعيدة للغاية.
للأسف هو والديناصور سواء بالنسبة لي، فأنا لم أره يوماً على الحقيقة سوى في الأفلام .
ساعي البريد يزور مسكننا مرتان في كل اليوم
الاولى ساعة ١٢ و الثانية ساعة ٥ اذا كان يوجد بريد سريع.
للعلم هنا البريد موثوق لدرجة مثلا ان الحكومة ترسل الوثائق الرسمية بالبريد عادي ( هوية - اقامة - شهادة سياقة - حتى اوراق السيارات ...
اعطيك مثال ... احد اصدقي ارتكب مخالفة مرورية وكان العقاب سحب رخصة القيادة لمدة شهر ( هو يختار أي شهر يرغب )... المهم ... ارسل رخصة القيادة بالبريد لمديرية الشرطة ... وهم ارسلوها له بعد شهر بالبريد...
ملاحظة: انا مقيم في سويسرا
هذا صحيح ، فالتكنولوجيا الآن تحجم دور بعض المهن وخلال فترة بسيطة ستلغيه تمامًا .
ومن الواضح جليًا في هذه الآونة أن المهن المعتمدة على الوساطة التقليدية باتت مهددة بالانقراض مثل : السمسرة العقارية ، مكاتب تشغيل العمال ، المسؤلون عن الرد على المكالمات حيث استبدلت في كثير من المؤسسات بنظام الرد الآلي .
يقول بوغليانو مؤلف كتاب الروبوتات قادمة :دليل نجاة الإنسان لتحقيق الأرباح في عصر الأتمتة : "أن كافة المهن التي تعتمد على أي عمل روتيني يسير وفق خطوات متوقعة سيُنجز عن طريق لوغاريتمات رياضية، خلال خمسة أو عشرة أعوام... على الأقل في الدول المتقدمة"
وكان رأيه بالنسبة للأطباء والمحامين والمحاسبين: فسيتقلص دورهم .
هذا حقيقي للغاية. في رأيك يا ديمة، وعلى صعيد احتكاكك بأيٍّ من مجالات التسزيق أو ريادة الأعمال، كيف ترين مستقبل البشرية في هذا الصدد؟
أنا أرى أن أمامنا طريقان في هذا السياق. الطريق الأوّل يتمثّل في استبدال كافة المناهج الوظيفية والأعمال اليدوية والمهنية، بالإضافة إلى الوظائف المذكورة، بنوعيات أخرى من الخدمات تتماشى مع العصر، ويتمكّن من خلالها الإنسان من كسب قوت يومه بالكيفية نفسها.
أمّا الطريق الثاني، فأنا أرى أنه كارثي بعض الشيء، حيث أن هذا الاستبدال إن تم بسرعة، فإن عملية إيجاد البديل الوظيفي أو المهني المناسب للبشر وقتها سيكون صعبًا للغاية، وبالتالي سيتعرّض العديد من أصحاب هذه المهن إلى أزمة عصرية غير مسبوقة. هل تجدين البشرية في طريقها إلى الأول أم الثاني؟
لا يمكنني جزم بأن هناك العديد من الوظائف والأعمال في المستقبل القريب سوف تختفي، بحيث الوظيفة التي نتمني أن نصبحها وما نُطلق عليه كليات القمة؛ لن يكون لها الأهمية كما الآن لسيطرة الذكاء الإصطناعي والمعلوماتية الرقمية والمعرفة الكافية لإستبدال بعض الوظائف تلك بحيث المهن الآمنة اليوم لن تعود كذلك غداً.
أما بالنسبة للمهن التي تهدد بالإختفاء تدريجياً في المستقبل البعيد قليلاً:
والغريب إعتماداً علي الإحصائيات والخوارزميات سيزيد الطلب على المهن الحرفية التقليدية، مثل: السباكين، والكهربائيين، والبنائين المحترفين، أمر مدهش وليس له علاقة بالتطور التكنولوجي كذلك؛
فقط الأمر يتم تحديده تحت قانون واحد وهو هل يمكن إستبدالك أم لا؟؟!
ربما نستطيع تفسير هذا الإقبال على الحرف المهنية في الوقت الحالي بسبب أزمات التعليم، حيث أن العملية التعليمية، وما يحيطها من هالات تكنولوجية وتقنية ومالية مكلّفة، أصبحت صعبة للغاية على العديد من المستويات المادية والاجتماعية. وعليه، فإن العديد من الأشخاص يجنحون في الوقت الحالي إلى المهن الحرة والمهن اليدوية، وهي المهن التي تمكّن الأشخاص من الاستثمار في أنفسهم دون الاعتماد على تعليمهم الأكاديمي. إنها خطوة تحترم بالتأكيد. لكن أزمتي معها تكمن في خطورة استبدال هذه الحرف في المستقبل القريب بتقنيات الأتمتة المختلفة.
ولكن إذا نظرنا لمعدل الإنخفاض في المستقبل سنري أن معدلها سيكون بطئ نظراً لعدم وصول تلك التكنولوجيا التي تسمح بإستبدال تلك الحرف لمناطق النائية والقري والعشوائيات مثلاً.
وكما قلت هي ملجأ لكثير من الأشخاص لم يوفقوا في المجال الأكاديمي.
كنت متطوع في أحد المشافي ...
كان عندهم موظف مقسم هاتف ...
هذه المهنة شبه منقرضة حيث أن المقاسم الهاتفية الان يمكن برمجتها لإدارة كافة المكالمات الصادرة و الواردة
مع نظام صلاحيات وأرشيف للمكالمات وووو
التعليقات