حين سئل آينشتاين عن تفسير نظريته بأن الوقت نسبي قال: إذا جلست ساعة مع فتاة جميلة ستشعر أنها بضع دقائق، أما إذا جلست مع رجل قبيح ساعة ستشعر أنها عدة ساعات، إن للوقت طبيعة نسبية!
فهل تعتقدون أن للزمان قوة ثابتة تسري بالتساوي على جميع الأشياء؟ أم أنه نسبي ومرتبط بقوى أخرى؟
فهل تعتقدون أن للزمان قوة ثابتة تسري بالتساوي على جميع الأشياء؟ أم أنه نسبي ومرتبط بقوى أخرى؟
من وجهة نظر عملية بحتة يا زينة، لا أستطيع أن أجزم باتفاقي مع هذا الرأي. السبب ببساطة يتمثّل في أن الزمن قيمة نسبية لأنها تعتمد على ما يدعى فيزيائيًا بالراصد، فإن منظور المسافة في هذه اللحظة يعتمد زمن قطعه على الراصد نفسه، أو بمعنى أصح يعتمد على "سرعة" الراصد. لذلك فأنا أرى أن ربط نسبية الزمن بقوة أخرى هو أمر غير معقول، لأن السرعة ليست قوة في نهاية الأمر، وإنما يمكننا اعتبارها قيمة متغيّرة، يعتمد عليها تمدّد الزمن بشكل رياضي بحت، حيث أن أنهما يتناسبان عكسيًا مع بعضهما البعض. لكن ذلك يكون ملحوظًا في ظروف غير متاحة لنا كبشر في معظم الأحيان، لأن نسبية الزمن لن تبدو بوضوح إلى في حالة تحقيق سرعات عالية لا نمتلك لها الأدوات المناسبة. وقد تم رصد أجزاء متناعية الصغر من الثواني كفارق سببته السرعة، وذلك من خلال طائرات بجودات معيّنة وساعات السيزيوم الذرّي الأكثر دقة في الساعات المصنّعة.
للوقت طبيعة نسبية بالفعل حسب المعادلات وحسب التجارب، ولكن ماذا عن طبيعته السيكولوجية التي ذكرها آينشتاين، فما تفسيره فنحن حين نغرق في العمل نفقد احساسنا بالوقت ولكن حين نكون في اجتماع ممل مثلًا نشعر أن المدة طويلة وإن كانت نصف ساعة، فما تفسير ذلك؟
فهل تعتقدون أن للزمان قوة ثابتة تسري بالتساوي على جميع الأشياء؟ أم أنه نسبي ومرتبط بقوى أخرى؟
الزمن ثابت لا يتغير، ولكن تعاطينا معه وتفاعل مشاعرنا هو ما يجعلنا نراه على نحو مختلف، فالإنغماس في عمل ما يغيّبنا فيسلب منّا أدنى شعور بالوقت، وعندما نعود لطبيعتنا من جديد ندرك مدى الوقت الذي انقضى ونشعر بسرعة انقضائه ولكنه فعلياً لم ينقضِ بسرعة، وكأن البساط قد سُحِب من تحت أقدامنا دون وعي منّا ولا دقة ملاحظة، والعكس صحيح، الإنتظار مثلاً يجعلنا نشعر بكل دقيقة ونحصي كل ثانية، فيصبح الوقت ثقيلاً وتضحي حركته بطيئة، وما أطول الليالي التي كان الإنتظار عنواناً رئيسياً فيها، وما أقصر الليالي التي انغمسنا فيها في نوم لذيذ وأيقظنا المنبه اللعين بعد نصف ساعة -كما ظنناها- وهي في حقيقتها ثمان ساعات !
على الرغم من ذكاء أينشتاين اللاطبيعي إلا أن مثاله هذا استفزني وشعرت بأنه كان باستطاعته الإتيان بأفضل منه .
الزمن ثابت وعقارب الساعة تسير وفق نظام عالمي لا يتغير سواء كنا الف متر تحت مستوى البحر او فوقه. لكن ما الذي يتغير؟
مشاعرنا هي الزمن الحقيقي وردود أفعالنا هي الواقع الذي ندفع ثمنه او نجني ثماره اللذيذة.
حين نقرأ كتابا ممتعا نعيش فيه بكل جوارنا، قصة لكاتب كأنه يرسم حياتنا، هل بالفعل سنشعر بالوقت وبمرور الساعات؟ بالمقابل: ماذا سنفعل بعدة أوراق تقزز مشاعرنا وكل سطر فيها يشعرنا بالحاجة للتقيؤ هل بالفعل الدقائق القليلة ستكون مريحة لنا .. انها دقائق من جهنم نتمنى لو انها لم تكن .. ويستمر شعورنا الكئيب ربما لساعات بعد ذلك.!
اذن الوقت هو رهين التأثير والتأثر وبالتالي فإن للزمان قوة ثابتة تسري ماديا بالتساوي على جميع الأشياء. ولكن الأمر نسبي شعوريا لانه يرتبط بقوى أخرى قد تكون كامنة داخلنا وهنا نعود لنظريات سريان التيار والحلقة المغلقة ولمبة الدماغ والعاطفة التي تشتعل وتنير الأماكن وتجعلنا نشعر بالمتعة دون الشعور بالجهد او الوقت.
الزمن ثابت وعقارب الساعة تسير وفق نظام عالمي لا يتغير
هل تعتقد أننا من اخترعنا الوقت، وأن الوقت ليس له وجود فعلي ؟
آينشتاين على حق! ولكن نحن بحاجة لمركبة فضاء حتى نبطئ الوقت كما حدث في فيلم "بين النجوم "
وبغض النظر عن الفيزياء ،أعتقد أن الوقت يختلف من شخص لآخر بحسب القدرة على الانجاز؛ و والافلات من المشتتات . وكيفية الملائمة بين الزمان والمكان والرغبات .
فإذا كنا نعتقد أن الوقت ثابت وأن الجميع يملك أربع وعشرون ساعة ، فلماذا نجد أشخاص قادرين على إدارة 124شركة مثل آيلون ماسك بينما آخرين لا يقدرون على إدارة أنفسهم ؟
عتقد أن الوقت يختلف من شخص لآخر بحسب القدرة على الانجاز؛ و والافلات من المشتتات
أعتقد أن كل شخص يعتقد أنه هناك معيار يحكم الوقت، فمازن في التعليق السابق يظن أن الوقت يسير بحسب التأثير الذي يتركه عند مروره علينا وعلى الأشياء، وأنت تعتقدين أن أنه يقاس بحسب الانجازات، وهنا علينا أن نسأل هل نحن من اخترعنا الوقت، وليس له وجود فعلي؟
هل فكرت في يوم هل نحن مرتطبتين بأشخاص لا نعرفهم ولا يعرفونا ؟! نسير ونتعاون بكل سلاسة إذا إختل فرد تأثر الآخر به ما هو السبب؟! إنه الوقت، الوقت شيء معقد ومرن وسلس بطريقة لا يمكن وصفها، الكون كله قائم عليه؛ تغير الوقت في حد ذاته شيء ثابت، كل دقيقة جديدة تحمل صفة جديدة.
إن الوقت نسبي لإعتماده علي إدراكك له، الوقت الممتع يمر بمرح ووقت قليل هذا فقط لأنك سعيد وسرعة أدائك لهذا الفعل؛ الوقت كالجمل في بطئه وصبره بطئ في مشيته ولكنه قد يطوف بك العالم بأسره لو اردت.
إذن هو اختراع نظم حياتنا ووحدنا ومنحنا قدرة على التواصل والتنظيم بغض النظر عن احساسنا الداخلي به.
الإثنان في رأيي، التركيز علي الوقت يعطيه قيمته وأكثر، تجاهله يؤدي لتجاهل التفاصيل واللحظات؛ الوقت حياتك بالمعني الحرفي له، كيف لا يكون وأنت أكثر إنتاجاً وأنت تنظمه، أكثر فوضي وأنت تهمله؛ هو المحرك الرئيسي لك حتي وإن لم تدرك قيمته.
الزمن ثابت، ولكن تفاعلنا معه هو ما يتغير. فعندما نقضي وقتًا ممتعًا مع الأصدقاء او العائلة فنحن لا نضع مرور الدقائق والثواني في اعتبارنا فتركيونا كله يكون مصبوبًا على الأشخاص الذي نحبهم وعلى الإستمتاع بكل لحظة، ولهذا لا نشعر بمرور الوقت، وعلى عكس هذا، عندما أكون في محاضرة مملة دائمًا أنظر لساعتي وأنا أشعر أن ساعة كاملة قد مرت، لأجد أنه قد مرّ 5 دقائق فقط على آخر مرة نظرت فيها للساعة، وأستمر في هذه الدوامة طيلة المحاضرة وكأن الوقت يسير ببطئ كالسلحفاة، وهذا بسبب الملل الشديد ولأن تفكيري يكون كله منصب على سؤال واحد وهو «متى ستنتهي هذه المعاناة!».
نعم أعتقد هذا، فالفرح يُنسينا كل شيء آخر بما في ذلك التفكير في الوقت ولهذا لا نشعر به، ولكن الألم والمعاناة يجعلنا نشعر وكأن كل شيء يعمل ضدنا بما في ذلك الوقت ولهذا نشعر وكأنه لا يمر عمدًا فقط لإطالة مدة عذابنا.
أعتقد أنه نسبي بالمرات التي أكون بها سعيدة لا أعلم كيف الوقت يمضي على خلاف لو كنت متوترة أحسب الدقيقة مئات المرات ربما الأمر نفسي
نسبي و مرتبط بقوة آخرى و لا يمكن تفسيره نهائياً؛ لذا أؤمن أنه أكبر دليل على وجود الرب حيث أنه يستحيل فهمه مهما تعددت النظريات الفيزيائية و غيرها.
التعليقات