إن الصداقة رابط إنساني فريد من نوعه خالٍ من أي رابط بيولوجي، وبالنسبة إليّ أوّل ما يجب أن أجده متوافرًا في علاقتي بالشخص الآخر كي أعتبره صديقًا هو التقبّل، أي أن يكون مستعدًا لتقبّل اختلافاتنا أيًّا كانت.
إذا كان شخصٌ ما مناسبًا كي يكون صديقًا لك، فما هو الشرط الأول بالنسبة إليكَ يجب توافره في علاقتكما؟
أكره التصنع ولذا فمن المستحيل أن أحاول بناء صداقة مع الأشخاص المصطنعين وأعتقد أن هذا أهم أمر بالنسبة لي ، لأنني أرى أن الصداقة تبنى بين أشخاص حقيقين في التعامل والتصور
سبب منطقي للغاية بالتأكيد. والشخص المتصنّع أيضًا لا يستطيع التمتّّع بصداقة حقيقية في رأيي، لأنه دائمًا يبحث عن صورة معيّنة لا يمكنه تخطّيها، ولا يمكنه أن يكون نفسه في معظم الأوقات، ممّا يحتّم عليه أن يجبر الآخرين من حوله ألّا يكونوا أنفسهم، فلا يتقبّل الآخرين ولا يتقبّل نفسه. وعليه، فإن عمليات التعامل والعلاقات الإنسانية تكون معقّدة للغاية بالنسبة إليه، وراحته في هذه العلاقات تكون صعبة المنال، ومستحيلة في معظم الأحيان.
لا أريد أن أقول شرط، لأن الصداقة من العلاقات التي لا يجب ان تتوافر بها شروط، لكن لنقول ما هي الصفة؟
بالنسبة لي الصراحة والاحترام، وهذين الصفتين لهما الأولوية بكل علاقاتي.
بالنسبة لي الصراحة والاحترام، وهذين الصفتين لهما الأولوية بكل علاقاتي.
شرطًا أو صفةً، هذا هو المعنى الذي أريد الوصول إليه يا صديقي. ةعلى صعيد الصفة التي اخترتها، يمكنني أن نجزم أنها فعلًا ميزة أساسية يجب توافرها في الصديق، حيث أننا لن نكسب شيئًا من الصديق الذي قد يضعنا في موقفمنه أو من أنفسنا لا تتوافر فيه الصراحة أو ينقصه الاحترام. ومن نحبّهم بشكل عام مهما ارتبطنا بهم، تفسد علاقتنا بهم بمجرّد أن يختفي أحد العنصرين من علاقتنا: الصراحة أو الاحترام.
أعتقد أن أهم شيء في الصداقة هو الوفاء والثقة. فهناك مقولة تقول: «الصداقة هي سفينة يبحر على متنها الأشخاص ذوو الاهتمامات المختلفة معًا»، ولكن ماذا لو كان الناس على السفينة لا يثقون ببعضهم البعض، فعندها لن تكون هناك أي فائدة من الإبحار معًا. وأعتقد أيضًا أن الأصدقاء المقربين لابد وأن يطونوا كمرآة لبعضهم البعض، فلو فعل أحدهم خطأ ما، لابد ان ينبهه الأخر لكي يعود للطريق الصواب. وأيضًا أرى أن الغيرة لا يمكن أن يكون لها مكان بين الأصدقاء الحقيقيين، فالصديق يجب أن يدعم صديقه في كل وقت وحين.
التعليقات