سؤال محط جدل حقًا، ولكن هناك نسبة كبيرة ترى أن الأرض كروية، وربما معللين بظاهرة االإنقلاب الشمسي كون الظلال قد تختفي على منطقة ما عندما تكون الشمس عمودية.
هل تعتقد أن الأرض كروية ؟
بالتأكيد الأرض كروية أميل للشكل البيضاوي إذ يبدو كوكب الأرض مسطحا عند خط الاستواء نتيجة قوى الطرد المركزي الناتج عن دوران الأرض الدائم، بجانب التغيرات الناتجة عن المد والجزر اليومي وتأثيره على القشرة الأرضية.
وهناك ظواهر طبيعية تثبت كروية الأرض مثل قوة كوريليوس والتي تؤثر عموديا على اتجاه حركة الكتلة التي تدور. بجانب الصور التي تم التقاطها للكوكب من الفضاء الخارجي.
الأرض كروية بكل تأكيد، ولا أفهم كيف لشخص أن يعتقد بأنها مسطحة. أحب في مثل تلك الأسئلة أن أدلل على رأيي من كلام الله سبحانه: "وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون" والفلك هو الشيء المستدير.
هل فسّر الرسول أو أحد الصحابة و التابعين تفسيراً يفيد بأن الأرض كروية الشكل و أنها كوكب يدور في الفضاء ؟
و لماذا يتم تأويل الآيات الكثيرة التي ذكر فيها الله أن الأرض بساطاً ، مهاداً ، كيف سطحت إلى آخره ... تأويلاً معوجاً ليوافق ما جاءت به صور ناسا و فيديوهاتها ؟!
هناك عدد كبير من الأئمة فسر الآيات وأوضح أن الأرض كروية الشكل كالإمام ابن تيمية وابن القيم وابن حزم _رحمهم الله جميعًا_
أما عن تأويل كلمة البساط لغير معناها فأراه افتعالًا للجدل أو وسيلة لبعض الأشخاص الذين يحبون الاعتراض لأجل الاعتراض أو قد يكون قلة علم بآراء العلماء.
البسط معناه أن سطحها صار مهيئًا للمشي، ليس بها نتوءات تجعل الحركة مرهقة. هذا ما درسته في الأزهر الشريف ومقتنعة به أشد الاقتناع.
حسب الأقوال التاريخية ، فإن أول من قال بكروية الأرض هو فيثاغورس -ليس نبي طبعاً- ثم أتى العلم الحديث ليتبنى هذه النظرية من جديد دون أدلة دامغة و ربما أدى ذلك إلى التأثير على بعض علماء الأمة ، بحيث أنه لو حصل تعارض بين العلم و القرآن سيؤثر ذلك على عقيدة الكثيرين ، لذلك لجؤوا لتفسير آيات القرآن لتتماشى مع نظريات العلم الحديث و هو الإختيار الخاطئ ، فكيف يقدّس العلم و كأنه لا يخطئ و لا يناقش أحد في صحته ، و لكن مسموحٌ لوي التأويلات القرآنية و تضعيف الأحاديث لتوافق العلم ؟؟؟
لقد شرح ابن كثير في موسوعته الضخمة "البداية و النهاية" كل شيء عن هذا الكون من بداية خلق الأرض و حتى زوالها ، و ذكر فيه كيف خلق الله الأرض مسطحة و فوقها سبع سماوات و هكذا ، و أرى أن أكثر الأراء صواباً في هذا الموضوع .
غفر الله لنا جميعاً و هدانا سواء السبيل .
هذا ما درسته في الأزهر الشريف ومقتنعة به أشد الاقتناع.
ما دامت هذه قناعتك ، وفقك الله إذاً .
في الواقع كثرت النظريات حول هذا الامر ولكن كان للاسلام رأيًا اخر ... عندما ذكر رب العالمين في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) نوح/ 19 ، يدل على أنها منبسطة ، مهيأة للانتفاع بها ، قال ابن كثير :" أَيْ بَسَطَهَا وَمَهَّدَهَا وَقَرَّرَهَا وَثَبَّتَهَا بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 247) .
وكذا قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) النبأ/ 6 ، أي: ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل .
قال ابن كثير :
" أَيْ مُمَهَّدَةٌ لِلْخَلَائِقِ ذَلُولًا لَهُمْ قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً " انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 307) .
وقوله تعالى : (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) الحجر/ 19 ، أي بسطناها وجعلنا فيها جبالا ثوابت ، وهذا كقوله : ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ) الرعد/ 3 .
" فَإِنْ قِيلَ: هَلْ يَدُلُّ قَوْلُهُ: (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) عَلَى أَنَّهَا بَسِيطَةٌ؟
وكل ما سبق هو ادله ان الله جعل الارض مسطحة
لا أعتقد ذلك ، بل هي سطيحة كما ذكر بصريح العبارة في القرآن ، و لست متطرفة لرأيي إلى حد إقصاء الآخرين ممن يؤمنون بكروية الأرض -إن كانوا بحثوا و اقتنعوا بالطبع و ليس سمعوا ما أملي عليهم من ناسا و مثيلاتها- ، و لا أحب المناوشات التي أصبحت تنتشر حالياً بين المؤمنين بالكروية و التسطح و ما يؤول إليه حدة النقاش بينهم إلى التكفير في نهاية الأمر ، بل النقاش يجب أن يكون واقعي يطرح كافة الأدلة و البراهين و لا يغفل الإحترام بين الطرفين .
من القنوات التي ساعدتني في الوصول إلى هذه القناعة و هي قنوات موجودة في اليوتيوب مفيدة جداً و أنصح بها هي: ختلة ، وثائقيات أحداث و حقائق روايات ، reality today .
و تذكروا الآية الكريمة دوماً :
مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا سورة الكهف "51"
ثبت علميا .. أن الارض كروية وليس مسطحة وبكل صراحة ثبت علميا وقطعا ذلك بلا ادنى شك .. أما الفقهاء فقالو التالي :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): نفى بعض الجهال أن تكون الأفلاك مستديرة، فمنهم من ينفي ذلك جزما، ومنهم من ينفي الجزم به على كل أحد، وكلاهما جهل. فمن أين له نفي ذلك أو نفي العلم به عن جميع الخلق، ولا دليل له على ذلك إلا ما قد يفهمه بفهمه الناقص. هذا وقد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة أن الأفلاك مستديرة، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. وقال تعالى: لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ. قال ابن عباس: في فلكة مثل فلكة المغزل. وهكذا هو في لسان العرب الفلك الشيء المستدير.. وقال تعالى: يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. والتكوير هو التدوير.. ومنه قيل للكرة: كرة، وهي الجسم المستدير، ولهذا يقال للأفلاك: كروية الشكل.. ومنه الحديث: إن الشمس والقمر يكوران يوم القيامة.. وقال تعالى: الشمس والقمر بحسبان. مثل حسبان الرحا. وقال: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت. وهذا إنما يكون فيما يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما فإنه يتفاوت لأن زواياه مخالفة لقوائمه، والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي ليس بعضه مخالفا لبعض. انتهى.
ثم أورد بعض نصوص السنة، وأردف ذلك بأقوال من حكى الإجماع على كروية الأرض، فقال: وأما إجماع العلماء، فقال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة... قال: وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة. قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب. انتهى.
وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: الطائفة الثانية رأت مقابلة هؤلاء برد كل ما قالوه من حق وباطل، وظنوا أن من ضرورة تصديق الرسل رد ما علمه هؤلاء بالعقل الضروري وعلموا مقدماته بالحس، فنازعوهم فيه وتعرضوا لإبطاله، بمقدمات جدلية لا تغني من الحق شيئا، وليتهم مع هذه الجناية العظيمة لم يضيفوا ذلك إلى الرسل بل زعموا أن الرسل جاءوا بما يقولونه فساء ظن أولئك الملاحدة بالرسل، وظنوا أنهم هم أعلم وأعرف منهم... والذي سلطهم على ذلك جحد هؤلاء لحقهم ومكابرتهم إياهم على ما لا يمكن المكابرة عليه مما هو معلوم لهم بالضرورة، كمكابرتهم إياهم في كون الأفلاك كروية الشكل والأرض كذلك. انتهى.
وقال ابن حزم في الفصل: إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها... انتهى.
وبذلك المسألة واضحة الأرض كروية بالعلم والدين ..
التعليقات