حين تغرق قد تنادي حتي القراصنة لينقذوك فهل هذا فعلا منطقي في أغلب الظن سيقتلوك و بطريقة ابشع مما قد تموت بها الآن لكن لماذا لا تستطيع استخدام عقولنا في هذه اللحظة؟
هل نتصرف بغباء عند الخوف؟
لكن لماذا لا تستطيع استخدام عقولنا في هذه اللحظة؟
الغرق يعني الموت لا خيار آخر، لكن عندما نستنجد بالقراصنه، فهنا سيكون مصيرنا بين خيارين أما الموت على يدهم أي القراصنة أو ربما سننفذ من أيديهم لاحقًا ، ربما سيعفون عنا. الأمرين أسوأ من بعض ولكن هناك فرصة ولو كانت نسبة نجاحها ضيئلة في بقاءنا على قيد الحياة على العكس من الغرق، فمصيرنا الموت به لا محالة.
أيضًا إن تحدثنا من جانب علمي حول تصرفنا بشكل غير عقلاني أثناء الخوف فإن هذا الأمر يعود إلى الجهاز النطاقي limbic system الذي يتحكم في وظائف الدماغ وبالتالي عند شعورنا بالخوف في موقف ما فبالتأكيد سنتصرف بشكل غير عقلاني.
الأمر لا يعتمد على الخوف، وإنما يعتمد على عرض من أعراض الخوف، ألا وهو التوتر، حيث أن العديد من الأشخاص قد يقابلون نسخةً غير متوقّعة منهم تعتمد على التوتر في التعبير عن الخوف، ممّا يتسبّب في الخلط المستمر، وانعدام سرعة البديهة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار في معظم الظروف التي يطال الخوف فيها قلوبهم. وعليه، فإن اكتشاف الشخص لكونه أحد هؤلاء الأشخاص يجب أن يدفعه إلى العمل على ذلك مع أحد المختصين، وجمع النصائح بشكل مستمر والتدرّب باستمرار على تحويل هذه التفاصيل للاستفادة منها تحت ضغط المواقف المسبّبة للتوتر.
لأجب عليك من منظور طبي وفقًا لما قرأته في إحدى الدراسات، عند حدوث الخوف أو الذعر تبدأ عملية تفاوض بسيطة داخل الدماغ، هل أهرب أو أواجه؟ وفي الأغلب تختار "اللوزة الدماغية" _جزء من الجهاز الخوفي_ الهروب، ولا يهم حينها طريقة الهروب، وإنما الأهم تفادي سبب الخوف ألا وهو الغرق في المثال الموضح. ولكن هناك القشرة الأمامية في المخ وهي التي تعالج استجاباتنا للظروف، وتبدأ تلك القشرة في التفكير فيما سنفعل لو أنقذنا القراصنة، هل سنموت؟
المشكلة الأكبر هي إن كانت القشرة الأمامية تتصرف وفقًا للمشاعر حينها، وبالتالي يصبح الإنسان أكثر ذعرًا من القراصنة، وهنا تتولى اللوزة الدماغية الأمر وتحاول إنقاذ الإنسان من الغرق أيًا كانت النتائج.
التعليقات