أحببت أن أشارك معكم هذه القصة التي درسناها في الفلسفة:

يحكى أن سفينة أوشكت على الغرق، فسارع الركاب الى رمي انفسهم في البحر طلبا للنجاة سباحة و كان بينهم مسافر أصر ألا ينجو إلا و بصحبته ثروته من الذهي، فما كان منه الا ان أوثق جيدا صرة أو صرتين الى خصره، و لكنه ما إن تأمل الثروة الباقية حتى بدا له بسرعة أن ما أوثقه قليل، فأضاف المزيد، و مع ذلك كان الباقي لا يزال أكبر مما حمل. فأضاف المزيد ثم المزيد، و أخيرا قرر أن يلقي بنفسه في البحر إسوة بباقي المسافرين، فكان مصيره أن هوى مباشرة الى القاع السحيق و غرق بسبب ثقل وزن الذهب.

قصة مثيرة، أراد أن ينقذ ثروته فإذا بهما يغرقان معا. و عن هذه القصة ترتبت العديد من الأسئلة:

  • من أغرق الآخر؟ هل أغرق الذهب صاحبه أم أن المسافر أغرق الذهب؟
  • من كان يمتلك الآخر؟ هل امتلك المسافر الذهب فحاول أن ينجو بما يملك؟ أم أن الذهب امتلك صاحبه فهوى به الى حيث تمضي كل الأجسام الثقيلة، إلى القاع؟
  • ما الذي أودى بمسافرنا؟ هل الحاجة الى الذهب أم رغبته فيه؟
  • هل يستوي الحرص على الحياة و النجاة مع الحرص على الذهب؟

إذا أيها الحسوبيون، ها هي ذي أسئلة للتفكير، إن كنت تريد الجواب عليها فلا تجب بعجالة؛ اسمح لنفسك بالتفكير بجدية في ذلك لأنها أسئلة تتعلق بنا كبشر.