لنفترض جدلًا بأنك أصبحت ملياردير، وكونك عربي وتعدُ من الأشخاص التي تتخذ من صفة الكرم مبدأ تسير عليه في حياتها، فإن مسألة التبرع بالأموال للأسر المستورة أمرٌ مفروغ منه، لكن المشكلة هنا لِمن ستتبرع؟ هل ستضع أموالك في جمعيات خيرية قد تعتقد أنهن آهل للثقة، ولكن بعد ذلك تسمع أنّ موظفي بعض هذه الجمعيات يختلسون التبرعات التي تأتي إليها من قِبل الأثرياء ورجال الأعمال وما إلى ذلك، ف هنا كملياردير أو مليارديرة، هل ستتبرع لهن؟ أما أن هناك طريقة أخرى لدفع التبرعات بدون طرق أبواب هذه الجمعيات، اتحفونا بآرائكم.
لو كنت ملياردير/ة، هل ستتبرع للجمعيات الخيرية؟
لا أعتقد أن الأمر متعلق بالكرم العربي ، بل هو جانب إنساني بحت في الإنسان ، فإنسانيتنا هي من تحركنا في المقام الأول لمساعدة الغير و هي فطرة فطرها الله فينا .
أما عني فقد تمنيت طوال حياتي أن أصبح ثرية حتى أستطيع مساعدة أولئك الذين يعانون و ليس بالتبرعات فقط بل بالمشاركة المباشرة في تلك الأعمال و الحملات الخيرية كالتي تنتشر الآن لمساعدة اللاجئين الذين يعانون من برد الشتاء ، كنت أشعر دائماً أن مساعدة أولئك الأشخاص هي مسؤوليتي و منذ طفولتي أتمنى بأن أكبر فقط لأساعد أطفال هذا العالم و الشعوب المنكوبة في أوطاننا العربية و خارجها أيضاً .
نعم الأمر التزام واجب علي أن أؤديه .
أما أن هناك طريقة أخرى لدفع التبرعات بدون طرق أبواب هذه الجمعيات، اتحفونا بآرائكم.
أما عن هذا السؤال فلا أعلم طريقة أخرى غير التبرع عبر وساطة الجمعيات الخيرية و لكن يمكن أن يكون هناك مبادرات و مجهودات فردية ، كما كنا نفعل في المدرسة مثلاً ، فقد كنا نجمع تبرعات في المدرسة و نذهب في رحلات إلى مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات و دور الأيتام و نوزع عليهم هدايا و غيرها .
فلا أعلم طريقة أخرى غير التبرع عبر وساطة الجمعيات الخيرية و لكن يمكن أن يكون هناك مبادرات و مجهودات فردية ، كما كنا نفعل في المدرسة مثلاً ، فقد كنا نجمع تبرعات في المدرسة و نذهب في رحلات إلى مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات و دور الأيتام و نوزع عليهم هدايا و غيرها .
اماني ترغب في تأسيس مشاريع خيرية جديدة، اعتقد أن الأمر أفضل أم أنكِ تعرفين جمعيات خيرية تعد مدر ثقة بالنسبة لك؟
بالتأكيد جميعنا نعد من أنصار التبرّع للجهات الخيرية. لكنني آسفًا أمتنع عن الإجابة لوجهة نظر أرجو منكم أن تتفهمونها، وتتمثّل وجهة النظر هذه في النقطتين التاليتين:
- الجميع يوافق على التبرّع، لكن الأمر في نهاية المسألة لا يتوقف على القرار نفسه، وإنما يتوقف على اختبار صاحب المال في الموقف نفسه، لأن العديد من المؤمنين بالمبدأ قد لا يكونوا بالقناعة نفسها عندما يمتلكون المال.
- الجانب الأبرز، ويتمثّل في أن خصلة التبرع نفسها تعتمد على الإخفاء وعدم الجهر، حيث أنني لا أرغب في مناقشة أمر مماثل. فهل تتفقون معي؟ أم أن هنالك جوانب أخرى تدفعنا لسرد خطتنا في هذا الصدد؟
خصلة التبرع نفسها تعتمد على الإخفاء وعدم الجهر، حيث أنني لا أرغب في مناقشة أمر مماثل. فهل تتفقون معي؟ أم أن هنالك جوانب أخرى تدفعنا لسرد خطتنا في هذا الصدد؟
أؤمن تمامًا بأهمية اخفاء التبرع وألا تعلم اليد اليسرى بما قامت به اليد اليمنى، لكن هنا هذا تساؤل، أرغب من خلاله في معرفة أراء الأصدقاء حول الجمعيات الخيرية، هل هي أهل للثقة؟
أعود إلى النقطة التي أثرتها هنا وهي سرية العمل الخيرية، فلطالما لاحظنا هناك من يتبرع ولكن يجهر باسمه، فقط تكون من فاعل خير!
حول الجمعيات الخيرية، هل هي أهل للثقة؟
هذا الأمر تعتمد عليه الكثير من العوامل، وفي ظل ما نسمعه كل يوم من مخالفات وانعدام في مصداقية الكثير من الجهات الجامعة للتبرّعات والمدشّنة للأعمال الخيرية، فإنني لا أستطيع الجزم فعلًا بأي شيء. وعليه، فإن كلٍّ منّا يجب أن يحرص على أن يستقصي كلّ المعلومات الممكنة بنفسه قبل الإقدام على وضع خدمة الخير في يد أي جهة، وكلٌّ له نيته في النهاية.
بالطبع سأفضل فعل الخير بطريقتي أنا، وسأحاول الوصول للأسر المتعففة التي تنأى بنفسها عن الجمعيات من الأساس، واذا كان لدي الوقت، وبما معي من مال يمكنني الذهاب الى اقصى أصقاع الأرض حيث تستطيع بحفنة بسيطة من الدولارات أن تحقق حلم قرى بأكملها، أحلام بسيطة مثل الماء الجاري بالصنبور، وما بإمكانك فعله لا يعد ولا يحصى.
ولكن ها أنا اجيبك من باب التخيل، ولكن المشكلة في أن من يملك هذا القدر من المال يكون بالغالب مشغولا طول الوقت في إدارة المال واستثمار المال وحمايته ويكون وقته مسروقا من قبل المنافقين الذين لا ينفكون من حوله ويلتصقون به.
تطوعت للعمل مجانا ١٠ اعوام في جمعيات خيرية ( منظمة دولية للدقة )
ثم هاجرت لبلد أخر ظروفي اجبرتني على طلب المساعدة لعدة اشهر حتى حصولي على عمل مناسب.
الخلاصة...
اذا اصبحت ملياردير ... فلن أمنح الناس المال ليكون كمسكن يخفف ألمهم لبضعة ايام ( لعدم جدواه بنظري لتطوير المجتمع وربما يحول البعض لمدمنيين )...
سوف امنح المال للمشاريع التي تعطي الفائدة بشكل مستدام ... لا يهم اذا كان المشروع يدار مباشرة من اشخاص اعينهم أو عبر جمعية أثق بها
أعتقد أن التبرع للجمعيات لا يحتاج إلى أن أكون مليارديرة ، وانما بذرة الخير الموجودة داخلي ستدفعني إلى التبرع ولو بقليل من أي مال أملكه
لكن بوجه عام اذا كنت مليارديرة فإن فكرة التبرع للجمعيات الخيرية ينبغي أن تقوم على أسس حتى تحقق أهدافها ، فأنا لا أشجع التبرع إلى أية جهة غير موثوقة فالجمعية الخيرية مثلاً يجب أن تكون مرخصة من قبل الدولة ونشاطها الاجتماعي والخيري معروف للجميع وغير مبهم ، كما يجب متابعة سيرة وسمعة هذه الجمعية وما هو دورها المجتمعي ، ويمكنني أيضاً السؤال عن مصير المبالغ التي سأتبرع بها وأين سيتم الصرف .
كما أنني أحبذ أن أقوم مثلاً بتمويل الجمعية شخصياً ودعمها بمبالغ تزيد من دورها وليس مجرد التبرع دون معرفة أين ستذهب تلك الأموال .
قبل فترة ألفت كتابا عن الملياردير السعودي الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي، ولقد جاء في الكتاب ومن خلال سيرة الشيخ ما يتوافق مع وجهة نظري حول المحتوى التفاعلي هنا ولذا اكتب:
"لقد تنوعت المجالات التنموية والتجارية بما يتوافق مع أهداف الوقف التي اعتمدها الشيخ سليمان، مع تنمية قطاع العمل الخيري الذي ينضوي تحته جهات مثل مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية ومؤسسة إدارة وصيانة الجوامع وكليات سليمان الراجحي والمستشفى التعليمي. ويعتبر القطاع الخيري هو المسؤول عن الإنفاق في المجالات الخيرية والتنموية."
بهذا يمكن ايجاد طرق ابداعية لدفع التبرعات عبر مشاريع يتم متابعتها ومراقبتها والتدقيق فيها بحيث تكون الناتئج مثمرة بعيدا عن اللصوصية والسرقات.
التعليقات