بقلقٍ دائم..
لطالما آمنتُ وأنا صغيرة بتلك الخرافةِ التي تقول: إنَّ أحلامَ المرء هي حياتهُ الحقيقيَّة، وكل الذين يعرفوني حق المعرفة، يعلمون جيدًا أنَّ هذه الخرافة منبعها رأسي تحديدًا؛ ذلك الرأس الذي لا يتوقف أبدًا عن التفكير، ولا يتوقف عن خلق أسوء الاحتمالات، ذلك الرأس المُمتلىء حد النخاع بحلولٍ فعّالة للجميع، يقفُ عاجزًا أمام نفسه!
صدفةٌ عجيبة؛ الفتاة التي طالما آمنت بالأساطير، جعلت لنفسها مخرجَ طوارئ من خلال الكتابة، وأصبحت تؤمن أنَّ الكتابة هي طوق النجاة الحقيقي لها من بؤس هذا العالم؛ تصنعُ من الكلمات حدائقَ وبحور، تؤمن بشدة أنَّ الكلمة يمكن أن تكون بمثابةِ سيفٍ قاتل، وبإمكانها أنَّ تكون ماءً بارد.
فتاة عاقلة بكامل قوتها، تقسم أنها لم تكن أسيرةً لشيءٍ مثلما فعلت بها الكتابة! وهكذا بحُبٍ جامح تُدوِّن وتُدوِّن حتى تتحرر من أفكارها، مخاوفها، مشاعرها، تُدوِّن لأجل ذاتها؛ تؤمن أنَّ الكتابة حُرية وبدونها هي حبيسةُ أفكارها..
قال لها شخصٌ عزيز ذات مرة: أظن أنكِ الفتاة الوحيدة في هذا العالم التي تسكب الكثير منها بالكتابة، أقرأُ لكِ أحيانًا كلمات مصطبغة بالفرحِ، ومرات كثيرة أقرأُ لكِ بحورًا من الكلمات المصطبغة بالحزن والتوتر، وبين كل هذا أشعر بالكثير من الامتنان الواسع المُلتف حول نصوصكِ..
توقيع: فاطمة المُحبة للكتابةِ كثيرًا وجدًا.
#فاطمة_شجيع
التعليقات