يفتتح الفيديو بمقدّمة هادئة عن الموضوع، ثمَّ يُتبعها بعبارة "أهلًا بكم في الأمالي وحلقة نقصُ عليكم فيها بعض نوادر العرب" يأخذك بعدها محمد لغظف في رحلة ماتعة، في بضع دقائق تقصرُ وإن طالَت، فيقصُّ علينا قصصًا من نوادر العرب القدماء وأيّامهم.
هي واحدة من قنوات اليوتيوب التي أزورها دائمًا، وشهدتُ نمائها منذ حداثة عهدها، ولقد جذبتني فصاحة المُلقي، وعراقة زيّه الموريتاني، محمّد لغظف يقدّم محتوى دسمًا في اللغة العربية، وهي من القنوات التي تستحقُّ المتابعة.
بدلًا من اقتراح القناة لكم في رابط، حاولتُ أن أعرف أكثر عن قصّة محمد لغظف وقناة الأمالي، فنستفيدَ من درس ٍيقدّمه لنا صانع محتوى عربي، فنبعدُ سآمة تكرار القصص الأجنبية، وما فيها من بعد عن واقعنا وثقافتنا. وجّهتُ له بضعة أسئلة تُساعدني في اكمال المقال، ولقد أستبشر الرجل باجابة اسئلة غريب، ولم يُوقف سائله على الباب.
-كيف بدأت فكرة قناة الأمالي؟
محمد لغظف: الفكرة بدأت باقتراح من بعض الأصدقاء أن يتم إعداد برنامج لتحبيب اللغة العربية إلى الناس.
سألت محمد أيضًا عن معدّات التصوير، وعن برامج المونتاج، سِيّما أني لحظتُ أنّ المونتاج "طويلُ نفَس" فلو كان هناك نصٌّ للقصيدة، أو تطلّب الأمر صورةً توضيحية، وُضعت هذه الاضافات على الفيديو في اللحظة نفسها، وفي هذا ما لا يُخفى من تنسيق المُنتج مع المُقدِّم.
أجابني لغظف أنّه يصوِّر من جهاز سامسونغ لم يتبدَّل منذ بداية قناة اليوتيوب قبل عام، واضاءة بسيطة ومسجّل صوت، والمونتاج يقوم به بنفسه، في الواقع محمّد يصنع كلّ شيء، من البحث عن الموضوع، والتعمّق في المصادر، إلى اعداد التصوير وانتاجه، وهو أمر مُرهق جدًا
" الذي يدفعني للاستمرار أنني مستمتع بهذا العمل وأجد فيه راحتي رغم كثرة التعب فيه"
سألته عن طريقة تحضيره للفيديوات، كيف تبدأ الفكرة؟ أين يبحث؟
توجد لدي مكتبة في البيت ومكتبة إلكترونية، ولدى مطالعتي اليومية لبعض الكتب أجد موضوعات متفرقة، أشرع في البحث عنها في مصادرها وما حصلت عليه أعرضه في كل حلقة وأحيل إلى المصادر التي أخذت منها.
مثلا كنت أقرأ مرة قول المتنبي "أنساعها ممغوطة"، فقلت لماذا لا أعد حلقة عن أنساع رحل الناقة، فبدأت البحث حتى أعددت من ذلك حلقة لا بأس بها.
نفسُ محمّد الطويل مثير للاعجاب، وهو على قلّة الدعم، يُنتج الفيديوات بصورة دورية، وأنتج 54 حلقة على قناة يوتيوب حتّى الآن، وكان هذا في غضون تسعة أشهر، والقناة حصلت على 214 ألف مشاهدة، وستزيدُ حتمًا بهذا الاصرار.
أرجو من كل من له قدرة على إنتاج محتوى يحبب اللغة العربية إلى الناس ألا يبخل بجهده، فإن لم يستطع وكانت له قدرة على دعم من يخدم اللغة العربية فليفعل.
أمّا عن الطريقة التي يُمكن أن نعين فيها مُحمّد لغظف وأمثاله على الاستمرار بمثل هذا المحتوى المفيد، ودفع صنّاع المحتوى العرب إلى تقديم محتوى دائم ومتجدّد، أخبرني محمّد:
كل ما تُمكنُ المساعدة به لاستمرار هذا العمل، من الإعجاب الافتراضي إلى البذل الواقعي.
قناة الأمالي على يوتيوب
التعليقات