قاربيني وأقرأيني ، أو فارقيني وأحرقيني
لكني كلي رجاء إليكي ، أن تمهلي لتعلميني
أنثريني على حدودك ، وعلى شطئانك حطميني
أو شني عليا حربا أو غزوا ، به مني تنقذيني
وارفعي أعلامك فاتحة ، فوق ضياعي وبساتيني
فسيرتك لم تشاب بظلم ، فعدلا رضيت أن تحكميني
وامشي في حكمك واثقة الخطا ، فمباح لك أن تملكيني
وسجليني لك تاريخا ، وفي راحتيك سطريني
ثم إقرأي مابين أسطري ، وتمعني كي تفهميني
فإن قرأت فاحفظي ، رسالة تعنيك وتعنيني
أن انغرسي فيا طمأنينة ، ما بَقِيَت حياً تبقيني
أن استلبي مني معاناة ملئت نفسي ودواويني
إجعليني لك الظل وكوني شمساً وأخفيني
صيري لي موئل مشاعري ومناجاتي وشجوني
فإني لهنيهات حنانك تواق فمنه أنهاراً أغرقيني
واملئي ليالينا همسا يذيبني وأقول زيديني
وخذي قلبي لك سكنى ولك قلباً صيريني
و بين لهيب لوعاتي وحر لقيانا أغمريني
فيا عذراء قلب وله دعي قلبك يناجيني
يؤلمني أنك صامتة وبصمتك شوقا تكويني
ويفضحك أنك والهة ببسمة خفر ترضيني
وأنك كعيناي مغرمة وبين جفنيك واريتيني
فكفاك لقلبي مجافاة فقد علت أنات حنيني
فيا ملكة أنا مملكتها أستحلفك بالله أن تنصفيني
سألت ربي ألا يفرقنا فغائبة حاضرة سكنتيني
فوالله ما استطعت قتلك إذ مذ نظرتك قتلتيني
ووالله مالي بهجرك طاقة , وناشدتك ألا تهجريني
وبك قد قطعت لك عهداَ أنك عمود الركن في تكويني
يبكيني شوقي إليكِ فأنى أغالبه أخبريني
إذ بك قد جعلت رجلا فلا كنت إن لم تكوني
فلله درك من مليكة عدلت فيّ فظلمتيني
فأنت لؤلؤ أخضر سكن في صدفات الشرايين
فأنبت من قلب الحجر زهراً ظل بردا لبراكيني
وفحت شذاً فجرياً أنفاسه بحنايا الروح تنديني
فيا من كنت لي بدأي ومن قبل الأجل تفنيني
وحين أتهاوى في خواء , من قلبك دفئا تسقيني
وإذا ما أماتني عطشي فدمع عينيك يرويني
وددت لسؤلي ولكي من هم الروح تريحيني
لو أجبتي حقا غير عازمة على قصد أن تراوغيني
أكبر على قلبك الآسي بصحاري الهم يواسيني
أكنت لقلبك هاجرة أم في حماقاتي تبعتيني
أو كنت لموتي شاهدة ففي عينيك ادفنيني
وإلا فكوني قاضية والحكم: في قلبك انفيني
فقد رضيت بذا حكما فالنفي في قلبك يرضيني
وإلا فشكواي للذي يرى ، كيف بلاقلب خليتيني
وحينئذ الله قاضينا وشهودي دمعي وأنيني