هذه القصة واقعية لأستاذي الدكتور محمد عدنان الخطيب
أعطى الطلاب كتابة موضوع تعبيري حول " من أنت " ، ويبدو أن إحدى الطالبات ضاقت ذرعا بهذا الطلب ـ كما هو شأن غيرها ـ ولكنها ـ دون غيرها ـ عبرت عن هذا الضيق بشكل آخر ، فقالت : أستاذ أنت اكتب لنا في هذا الموضوع ، فمن أنت ؟ هي تريد أن تقول لي : أنت تلقي علينا بهذه الأحمال الثقيلة وأنت بعيد عنها ! فأرنا جهدك أنت! فوعدت أن أكتب ، وصار واجبا عليّ أمامهن ؛ بل وأخذن يطالبنني بالواجب ، وسوف يضعن على اسمي إشارة ـ كما أفعل أنا معهن ـ إن لم آت به ! . وعندما أتيت للكتابة وجدت قلمي وخاطري ينزلقان للكتابة شعرا ، فكانت هذه القصيدة :
من أنا ؟
أنا من أنا ؟
صوت من الصمت البعيد
وذ كــريــات أو منى
وخيال مَن خبر الحياة
ليطمئن إلى الونى
أنا من أنا ؟
هل كنت غير حكاية
خضراءَ مرّت من هنا
ورواية من ألف نــــــاب
لن تكلّ من العـنـــــــا
أنا من أنا ؟
همم الشباب تنــــاثرت
كسنابل قبل الجنــى
وتكاثرت فيّ الخطوب
فلست أعرف من أنا
أم هذه المرآة تعــــرف
من أكون ومن أنـــا !
في ركني الحاني البعيد
وفي الأماني والغِـنـــا
سأظـــــل أذكـــر وردة
عبِــقت هنـالـك للـدُ نا
غادرتها وعلى الخيال
تظلّ تشرق بالســــــنا
ماذا سأذكر مِن أنــــا
أحكاية الطــفل الصغير
وقد تحرر واغـتنـــــى
أم ذا الشباب تناثرت
أوراقه بيد الفنـــــــــــا
حسبي به أنـــــــّـي به
ألـْهَـيتـُه بشذا المنـــــى
أنا من أنا ؟
أنا حالم أحيا وأعمــل
للجمـــــــال وللـبـــــِـنا
ويعيبني أني إذا ماالســــــــــــــــــوء أصبــــح مُعلـَنــــا
أني أثــــــور وثورتي
تبـــــــدي سلوكا أرعنا
لا أرتضيها عــــــلّة ً
هيهات يكمُـل مَـن بنى!
فالبــدر ليس يُعـيبـُـه
كَـلـَفُ الجبيـن وقد سنا
كا لبحر فيّ طبيـــعة ٌ
زرقـــــاء تنعم بالهنــــا
تحيا مع الأمل الجميل
وتسـتريح مع المــــــنى
لا تعرف الحقد الد كيـــــــــــــــــن ولا تعـنـّف من جـنى
بيـدي أواسي آهــتي
لا أ بتـغـيــها محســــنا
لولا وشا يا تُ النسيـــــــــــــــــــمِ لما عـرفــتُم مَنْ أنا
أنا من أنا ؟
أ َوَما رأيتَ الجرح ينــــــــــــــــشد بالغـــــرام وبالهـــنا ؟
وأما رأيتَ الحبّ يعـــــــــــــــــزف للعــــذاب وللضـــنى ؟
أ وما رأيـــت مواسماً
عَبِـِقتْ بلحن "الميجنا " ؟
أنا ذلـك الـلحن الغريـــــــــــــــبُ يظل ّ يطلب موطنـــــــا
أنا موطن الحزنِ ِالجميـــــــــــــل وأغــنـيا تٌ مـن عـــنا
أشـياءُ فيّ َ تناقــضتْ
فــلبـثـتُ أبـحـث عن أنـــا
وأعــود أنـظر في المـــــــــــــــراة فـلا أرى إلا أنـــــا !
أنا إن أقل : ذهب الزمــــــــــــان وقد تـقهّــر وانـثـنـــى
أو تلكمُ الشمس الجميـــــــــــــلة أ وشكـَتْ أنْ تـَـأ ذ نا
أو ذلـك القمر الضحـــــــــــــــوك لسوف يرحل من هنـا
أنا إن أقل فلقد علمـــــــــــــــــت بـــأ نـني ضــيف أنــا
أنا فكرة نضجـتْ وجـــــــــــــدّ تْ أن تـكـون الأحســـنا
تاهـتْ على عبث الحيـــــــــــــاة تـــــأ نـّـُقا ً وتـفـَـنــّـُنا
تسعى مع اللغة الحبيـــــــــــــــبة لا تـجامل مــــن خــنا
لولا عروبـتها لـَـمَـا
جـــمـُل َ البـيا ن وأحسـنا
أنا بالعروبة أحتمي
وكـَظـِـلّ قـــا مــتها أنـــا
وأظــلّ أسـأل عن أنــــــــــــــايَ فهـل سأعرف من أنا ؟
: أنا مسـلم ٌعشـق الحيــــــــــاة عـقيـــــدة ً وتيـَـــمـّـُـنا
عبــقــتْ بــه روح الوجـــــــــود حـضــارة ً وتـمــدّ ُنا
مـتـفا ئـلا ً بـِيـَدِ الحــــــــــــــــوا د ثِ مـطـمئنا ً مـؤمنا
لونــان عــندي في الحـيــــــــاة وأزدري مـَن لـَـوّ نـا :
لا أرتضـي زيـف الأمــــــــــــــور ولا أها دِ نُ خـا ئـنا
كالسـيفِ أبـيضَ مصلتا ً لولا الركوع لما انحـنى
أنا من أنا ؟
و أ ظـــل ّ أسأل من أكــــــــــــون ؟
فـمن أكون ؟ ومن أنا ؟
في 3 من جمادى الثانية لسنة 1434
د.محمد عدنان الخطيب
التعليقات