أرى الحُلمَ يركعُ في مَقْصَدِي
ويَسمُو بنورِ المدى الأجمَلِ
وأمضي وعَزْمِيَ لا ينثَنِي
يُنادي العُلا أنني الأوَّلِ
تُنادِينِي الأرضُ يا سيّدًا
خُطاهُ تُزيِّنُ كلَّ السُّبُلِ
إذا اشتدَّ ليلُ الأسى خِضْتُهُ
بضياءِ المهابةِ في مَقْوَلِي
وأُطلِقُ في وجهِ يأسِ المدى
صواعقَ فخري ومَنْهَلِي
أُحدِّثُ نفسي بأنّي الخلودُ
وأني الضِّياءُ على الأزَلِ
وأني لِموطِنِ أهلي السَّنا
أُقيمُ المعاني على الأكْمَلِ
فما صَعِدتْ قمّةٌ دونَنا
ولا انحَدَرَ المجدُ عن منزلي
وإن قِيلَ ذاكَ بعيدُ المنالْ
قُلِ اقتربَ الفخرُ من أمَلي
لنا في الدُّجى أنجمٌ تُقتدى
تُضيءُ المدى دونَ مستسلِ
سقَتنا السجايا نَدى الأنبياءِ
وغذَّتنا خُلُقًا على الأمثَلِ
فلا يبلغُ المجدَ إلا امرؤٌ
تسامى بعزمٍ ومفصِلِ
إذا مرَّ ذِكرُ الكبارِ انجلى
غبارُ الزمانِ عن الفاضِلِ
نُعلِّمُ هذا المدى أن يكونْ
عطاءُ السخاءِ بلا مَنهَلِ
فما العُمرُ إلّا سطورُ الضِّياءِ
نُسطِّرُها خالِداتِ العُلِي
أنا ابنُ السَّماءِ سليلُ العُلا
ونجمُ الدُّجى في المدى المُعتَلِي
تُناجِينِي الرُّوحُ سرْ واعتلِ
فإني خُلِقتُ إلى الأفضَلِ
خُلِقتُ لما يُستطالُ المدى
ولِلمكرماتِ وللفُضُلِ
وروحُ المآثرِ في مَهَجِي
تجولُ كما النورُ في المَقلِ
إذا انتخَتِ الليوثُ التُّقَى
أتيتُ وجُنَّ المدى من جَلِي
تُقاسِينِي الدُّنيا فلا أَنحَنِي
وتغوينِيَ الظلمةُ بالبَطَلِ
أُصارِعُ صخرَ المدى بالضُّحى
وأبني على المجدِ ما يَصْطَلِي
أُباهي بآبائيَ الغُرِّ إذْ
سَقَوا المجدَ بالأنفُسِ النُّبُلِ
فمنِّي الضِّياءُ ومنِّي السَّنا
ومنِّي العُلا وارتقاءُ العُلِي
هُمُ سادةُ الأرضِ إن أشرَقوا
تُغنِّي الكواكبُ في المَحفَلِ
وسيفُ المكارمِ في قبضَتِي
إذا صالَ يومٌ على المُبتَلِي
أنا ابنُ الكِبارِ وسيفُ النُّهى
ونبضُ المهابةِ في مَنْزِلِي
سيبقى اسميَ العَلَمُ المُعجِزُ
يُنادِي الزمانَ أيا مُقبِلِي
التعليقات