فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ
وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ
ربط لنا المتنبي بمهارته اللغوية والمعنوية المعتادة المال بالمجد، فجعل كل منهما حصيلة للآخر، وأقام بينهما محكمة سبب ونتيجة حيث يعرّف كل منهما الآخر ويدل عليه، تعالو لنتعرف كيف يرى المتنبي العلاقة بين المجد والمال .
يقول المتنبي أن المال جالب المجد معه، وهي قاعدة متعارف عليها في دنيانا، فصاحب المال والجاه يرافقه المجد والصيت طوال فترة غناه، وما إن تنحسر ثروته حتى ينحسر مجده ويموت ذكره بين الناس .
ولكنه يضمن في أبياته قاعدة أخرى مشرّبة بخبرته وحكمته في الحياة، فيقول أن صاحب المال الذي لا مجد له هو كالفقير لن تغنِ عنه أمواله شيئاً، فهو تخلى عمّا يمنح الثروة قيمتها وهو ارتباطها بالمجد، فلا انتفاع له منها، ما رأيكم في وجهة نظره هذه ؟
طبعاً إذا ما نظرنا إلى تكملة الأبيات سنجده يلقي لنا حكمة أخرى متمثلة في القناعة، فيخبرنا عن حال الشخص القنوع معجباً ومتعجباً من هيئته، فالمتنبي كما عرفته لا يشبهه خلق القناعة، فقد أمضى حياته يلاحق المجد أينما حلّ وارتحل، وهو الذي لم يعرف للاستقرار سبيلاً .
خلاصة القول هنا: انظر إلى أثرياء هذا العالم، وقيّمهم بناءاً على أمجادهم فبدونها هم والفقير سواء .
هل تتفقون مع هذا الرأي ؟ وكيف تتصورون علاقة المجد بالمال ؟