يقول أبو القاسم الشابي:

وقالت لي الأرض لما سألت :أيا أم تكرهين البشر؟ أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر

وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش تحت الحجر

هو الكون حي ، يحب الحياة ويحتقر الميت مهما كبر

فلا الأفق يحضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر

لطالما رددنا هذه الأبيات في مجموعة من المناسبات والتي تذكرنا بالمعنى الحقيقي للطموح، إذ يبدو أن أبا القاسم الشابي يحب الأشخاص الطموحين وينوه بهم في قصيدته هاته ، ويبارك على لسان الأرض من يخوض غمار الصعاب من أجل الوصول إلى العلا ويلعن المتقاعس، المتكاسل الذي ينتظر السماء كي تمطر ذهبا وفضة، جميل جدا أن نعمل ونترك أثرا فلا قيمة للانسان بدون عمل أو طموح، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل حققنا طموحاتنا؟

بالنسبة لي عاجلا أم آجلا سأصل إلى الطموح الذي اود الوصول اليه، إذ أخطط جيدا لهدف واضح وأحاول تحقيقه رغم المعيقات، أناضل من أجله، أسخر كل إمكانياتي من أجل تحقيقه، حتى ولو يبدو لي بعيد المنال، حتى ولو عاكستني الظروف، فيوما ما سأحصد ما زرعت و أصل إلى مبتغاي، فلاأجلس ابدا في مكاني وأنتظر الفرج. كما قال الشاعر : مانيل المطالب بالتمني ***ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وأنتم هل حققتم طموحكم؟ أم أن هنالك موانع حالت دون ذلك ؟