تتعدد مصائب الدنيا ونوازلها، وهي التي ما خلقت لراحتنا، فأينما نولِّ وجوهنا نشاهد إنساناً يعاني، ولكل إنسان مأساته الخاصة، فتختلف مفاهيمنا حول الحزن وأسبابه، فكلّ منا يرى الحزن متمثلاً فيما عاشه من أحداث وما يتبعها من مشاعر .

يقول زهير بن أبي سلمى :

ثَلاثٌ يعِزُّ الصَّبْرُ عِنــْدَ حُلُولِــها 
ويَذْهَلُ عَنْهَا عَقْلُ كُلِّ لَبِيبِ
 خُرُوجُ اضْطِرَارٍ مِنْ بِلادٍ تُحِبُّها 
وَفُرْقَةُ خِلَّانٍ وفَقْدُ حَبِيبِ 

فها هو شاعرنا يعدد لنا أقسى المآسي وفقاً لتجاربه، فيعدد لنا ثلاث مصائب إذا ألمّت بالمرء أفقدته صبره وأذهبت عقله، وهي الغربة وفراق الصديق وفقدان الحبيب، وإنني لأوافقه في كل ما جاء به، فكم هي مؤلمة هذه الثلاث، وكم هو مهلك معايشتها، وإن ثلاثتي لهي ثلاثته .

اسألني عن الغربة، أقول لك قلب يتوق ولا يلاقي، يحترق بلا انطفاء، يتألم ولا سبيل لمداواته، يعيش غريباً طول عمره، كغصن تم اقتلاعه من موطنه .

قل لي فراق صديق كان هو الملاذ الآمن في الوجل، ورفيق اللحظات بمرّها وحلوها، وصندوق الأسرار ومغلف الثقة، وأصبح الآن أكبر خيبة لي وأعتى انكسار.

ولستم بحاجة أن أحدثكم عن فقدان الأحبة، هذا الألم الذي لا نشفى منه حتى نهاية أعمارنا .

لربما أكون أحزنتكم أصدقاء حسوب في مساهمتي اليوم، ولكنني أتوق لمعرفة الثلاث الأكثر إيلاماً بالنسبة لكم .. فما هي ثلاثتكم ؟