قدمتُ سعادتي قرباناً 

وتبرعتُ بمداخراتي من الساعات والأيام والسنين.

لكن لم يكفِ قرباني البعد ليعفُ عنا .

لم يكفِ لإحياء الشوق بعدما ذبل ،

لم يكفِ لخلق الطريق بعدما فقد بدايته ونهايته ألا كيف يخلق الطريق في الفراغ؟ 

لم يكفِ سوى عيني فصارت تراك في كل ما تقع عليه، صرت تتمثل في سحابة تشكلت حديثاً ،نجمة أضاءت في ليلتي المعتمة ، طائرٍ جاب سمائي فشاركني وحدتي ،وردة أنبتت في الخريف، صرت تتمثل بين أسطري وكلماتي ،في الأحرف المنفصلة والنقاط المتفرقة. ولا أملك سوى أن أصير عبداً لقلمي وعيني ،متمرداً على البعد حيناً ،متمنياً رضاه حينا.وأخذتُ أجوب معاتباً و غاضباً أجمع القرابين . لعلي أنال الوصل وتسكن الروح.