أنا طبيبة ولدي عملي مع زوجي بأحد الدول الخليجية، ومستقرة هناك، بعد أن توفى أبي ظلت أمي وحدها لأن أخوتي قد توفاهم الله منذ فترة قبل أبي، رحمهم الله ولم يتبقى أحد معها بعد وفاة والدي، أخذتها معي لتقيم معنا ولكن كان تتدخل بكل شيء وكذلك لا تساعدني بأي شيء خاصة وأنا أعمل، مرضت فجأة اعتنيت بها بكل شيء حتى تم شفائها تماما، وبسبب ذلك تم رفدي من العمل بسبب عدم التزامي وتغيبي الكثير، في الواقع أمي لم تكن أم حنونة بل كانت قاسية أبي كان مسافرا وهي لم تحاول أن تعوض حتى غيابه أو حتى تكون هي أم حنونة لنا وتدعمنا بل كانت قاسية وهذا جعلني لا أحمل حبا كبيرا لها ولكن أفعل واجبي ناحيتها لكن مؤخرا تطور وضعها الصحي وأصيبت بالزهايمر ولم أعد أتمكن من رعايتها بسبب عملي الجديد، ولا يمكنني تحمل تكلفة مرافق بالدولة التي أنا بها لأنه سيكون مكلف جدا، لكني يمكنني تحمل التكلفة بمصر، لذا أفكر أن أوفر لها سكن ومرافق بمصر وتعود لهناك وأزورها من حين لآخر حسب إجازاتي، أو أن تلتحق بأحد المراكز الرعاية بالبلد التي أسكن بها منها تكون بجانبي ومنها تجد أشخاص تتواصل معهم من سنها، وتجد من يعتني بها عن كسب لأن هذا المرض يحتاج لعناية كبيرة، ما رأيكم؟
والدتي مريضة الزهايمر، أليس الأفضل لها أن تكون بدار رعاية متخصصة؟
الزهايمر مرض قاسى، ليس فقط على من يُصاب به، بل على من يعتني به أيضًا. ووجود شخص واحد يتحمّل هذه الرعاية إلى جانب مسؤوليات أخرى، مثل عملك كطبيبة، يضعك في دائرة الإنهاك النفسي والجسدي، وقد يؤثر على جودة حياتك بشكل عام.
نصيحتي لكِ فكّري بهدوء، ووازني بين ما يمكنك تحمّله فعلياً، وما هو أفضل لوالدتك من حيث العناية والراحة.
ولا تنسي, أن تؤدي واجبك لا يعني أن تُلغِي نفسك تماما، فالرعاية الحقيقية لا تأتي من الشعور بالذنب، بل من توازن فيه احترام لكِ ولها معا.
تقديرك لمسؤوليتك اتجاه والدتك رغم علاقتكما الصعبة أمر يُحترم، لكنه لا يجب أن يأتي على حساب صحتك النفسية والمهنية. اظن ان اختيار دار رعاية مناسبة أو سكن مع مرافق في مصر ليس تخليًا، بل قد يكون هو الحل الأفضل عمليًا وإنسانيًا. لكن طبعا لا بد من زيارتها بشكل مستمر والاطمئنان عليها والتأكد من كون المعاملة في تلك الدار آدمية وتراعي احتياجاتها
مرحبًا عزيزتي، أتمنى لكِ الخير أولًا، وأن تصلِ إلى القرار السليم،
الاعتناء بمريض زهايمر شاق جدًا، على الناحية النفسية والمادية أيضًا، ولا سيما أنكِ لديك عائلة ووظيفة، وبالطبع شعورك ناحيتها - برغم أي شيء- هو حب وتقدير لوالدتك، وكل أفعالك تدل على محاولاتك المستمرة في تقديم الأفضل لها. ولكن حاليًا أنتِ في مرحلة لا تستطيعين فيها تقديم شكل الرعاية المطلوبة لها (كون الأمر يحتاج لرعاية 24/7)، لذلك فكرة وجودها في مركز رعاية في البلد التي تسكنين فيها اختيار جيد، منها تحصل على الرعاية الطبية، ومن ناحية أخرى، هي بجانبك لمتابعة حاتلها باستمرار والاطمئنان عليها، وأتمنى لك كل الخير مرة أخرى.
التعليقات