احتاج نصيحة

لا أعتقد أن الأوان قد فات بعد لتعلم مهارات جديدة والبدء فيها من الصفر، يمكنك الاستمرار في وظيفتك وإلى جانب ذلك توفير بعض الوقت لتطوير مهاراتك في المحاسبة تمهيدًا للعودة إليها. هذا واحد من الخيارات المتاحة أمامك.

الخيار الثاني أن تترك التفكير في مجال المحاسبة، وبدلًا من ذلك تفتح عملك الخاص أو تستغل مهاراتك في ذلك. لا شك أن العمل في مجال التأمين الطبي قد أكسبك بعض المهارات لنكون منصفين.

هذه السيدة بدأت حياتها الفعلية في سن الأربعين وأسست عملها الخاص، وهو ناجح الآن، أعتقد أنها ستلهمك ولو قليلًا:

في الواقع إن الأمر متعلق بك يا صديقي، فأنت صاحب الرؤية الحقيقية للموقف وللظروف المادية ولكن يمكنني توسيع مدى رأيتك بعض الشئ، على سبيل المثال قرار العودة لمصر يجب أن تقوم بدراسته جيدًا لأنه سيكون من الصعب إيجاد وظيفة بديلة من الأساس ولكن يمكنك التحدث مع أحد الأقارب ليبحث لك عن واحدة وعندها يمكنك التفكير بالعودة لهذه الوظيفة بشكل مباشر (بالتأكيد بعد الإتفاق على المبلغ المناسب).

أنا أعلم جيدًا أن العمل بالشغف هو نعمة كبيرة لذلك أدرك مدى تعلقك بالمحاسبة وحبك للعمل بها ولكن أنا أرى أنه يمكنك ممارسة المحاسبة بجانب عملك في أرض الواقع كأن تنخرط قليلاً في عالم العمل الحر حينها ستحل المشكلة من جذورها وتقوم برفع العائد المادي كذلك.

هل استمر في وظيفتي ام اتعلم مهارة جديدة ام ارجع ابحث عن عمل كمحاسب مع العلم ان ظروفي المادية لاتسمح حيث ان اذا وجدت عمل كمحاسب سيكون الراتب متدني .

يمكنك تنمية المهارات الخاصة بالمحاسبة أفضل حتى تظل متمكن في هذا المجال وعندما تحين الفرصة تكون جاهز تمامًا والأهم دائماً هو حبنا لما نفعل حتى نصل إلى ما نحب .. كلها خطوات تؤدي في النهاية إلى تحقيق مرادك، ما زال أمامك العمر فلا تيأس.

لماذا لم تذكر الاستثمار في مقترحاتك التي تطرحها على نفسك يا صديقي؟ إن فكرة تنمية المهارات الشخصية من أجل الحياة الوظيفيّة أمر رائع للغاية بالتأكيد. ولا أنكر أبدًا أهمّية التعلّم باستمرار واكتساب الخبرات. لكنّني أجد أن موقفك مثاليًّا لتحويل البوصلة من تنمية الخبرة الوظيفيّة إلى تنمية خلفيتك المعرفيّة عن الاستثمار. عليك بالتحسين المستمر لهذه النقطة. وأرى أن استغلالك لوضعك الحالي في دولة متحسّنة اقتصاديًّا مثل السعودية سوف يساعدك بشكل كبير على ذلك. لأن السوق السعودي في الوقت الحالي سوق مفتوح. يمكنك أن تطرح فيه العديد من الأفكار، وستجد الآليات التي تساعدك على تحسينها ودعمها. وعليه، عليكَ بالمزيد من التفكير في الأمر. اقتنِ المزيد من المهارات المعرفيّة في مجال الاستثمار بصفة عامة. وادرس أفكارك والواقع الاقتصادي التنافسي من حولك بعناية. ربما تكون فرصة تحقيق ذاتك في مشروعك الشخصي.

هل استمر في وظيفتي ام اتعلم مهارة جديدة ام ارجع ابحث عن عمل كمحاسب مع العلم ان ظروفي المادية لاتسمح حيث ان اذا وجدت عمل كمحاسب سيكون الراتب متدني .

من أكثر الأشياء التي لا أؤمن بها هي أن للخبرة عمر معين أو للعمل في مجال معين يستلزم عمر بعينه. هذا خطأ برأيي. وكم رأيت من أناس غيروا مجالات عملهم بالكامل حيث عملوا في مجالات لم يكونوا على دراية بها. قرات من فترة كبيرة أنً شاباً أمريكياً قد تخطى الأربعين وراح يعمل في مجال التعليم الذي يحبه بعد أن ترك مجاله في شركة معينة لا أذكرها. أذكر أن والده أعانه على ذلك بأن شجعه بأن يبدأ من جديد (Starting all over again) و أتذكر هذا التعبير بألفاظه. الحياة ليست ضيقة بل فرصها عديدة. معنا زميلة تخطت الخامسة و الثلاثين وهي تعمل في شركة سياحة أيضاً إلى جانب كونها تعمل بالتدريس. كثيرون من خريجي كليات العلوم ممن عملوا ك (Medical Rep) وهن فتيات رحن يغيرن مجالهن (Career Shift) بالكامل ويعملن في مجال التعليم الذي أحببنه وهن في سن الثلاثين أو فوقه. الحياة لا تقف ولكن تتطلب منها شحذ الذهن و المحاولة.

هل استمر في وظيفتي ام اتعلم مهارة جديدة ام ارجع ابحث عن عمل كمحاسب مع العلم ان ظروفي المادية لاتسمح حيث ان اذا وجدت عمل كمحاسب سيكون الراتب متدني .

أحب أنّك ذكرت أهم تفصيلة فعلاً في أنّ ظروفك المادية لا تسمح، أي أنّ ظروفك حالياً صعبة، لإنّ كل ما يُمكن أن يُقال مبني على هذه الجملة، لذلك برأيي الشخصي أن تعود إلى مصر، لسبب واحد وهو أنّك ستعود لكي تتعلّم مهارة جديدة! ستقول لي ولكن ما علاقة مصر بالمهارة الجديدة؟ العلاقة هُنا واضحة، بالتأكيد مصر مكان أرخص بكثير وتكلفة المعيشة فيها متدنية، لذلك يمكنك أن تتعلّم فيها أي أن تخصص أوقات طويلة للدراسة بذات المبلغ الذي ربما ستخصصه لوقت قصير في السعودية. مصر مكائن ملائم لإعادة البدء برأيي، لا تفكّر في الندم نهائياً، فقط ضاعف مهاراتك ضمن مجالك الاختصاصي، وعاود الكرّة مرّة أخرى بمعايير جديدة، لا يمكن لأي نجاح إلا أن يكون طريقه بهذه الصورة، لذلك لا تيأس وطوّر مهارة جديدة رديفة في مكان يمكن أن يلائمك مادياً، مصر خيار رائع.